‘);
}

أحكام الهجرة في الإسلام

الهجرة لها مكانة عظيمة في الإسلام، وإنّ للهجرة في التشريع الإسلامي لها حُكمان؛ وكل حكم يكون على حسب حال الشخص والبلد الذي فيه، حيث يُعدُّ الانتقال من دار الكفر إلى دار الإيمان واجبٌ على المسلم بشرطين اثنين هما؛ أحدهما عدم تمكُّن المسلم من القيام بشعائر دينه.[١]

والثاني استطاعة المرء بالهجرة، فلا يُكلّف نفسه ما لا تُطيق، والهجرة باقية لم تنقضِ بانقضاء زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال -تعالى-: (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُون)،[٢] قَالَ البغوي -رحمه الله-: “سبب نزول هذه الآية في المسلمين الذين في مكة لم يُهَاجِرُوا نَادَاهُمُ اللهُ بِاسْم الإيمان”.[١]

وتكون الهجرة مُستحبة؛ في البلد الذي يستطيع فيه المرء أن يُظهر شعائر دينه فيه لكن ينقص إيمانه فيه، بحيث لا تتوافر فيه بيئة إيمانية تُعينه على فعل الطاعات والحفاظ على دينه متين، فيُستحب إليه حينها البحث عن مكان آخر يحافظ فيه على إيمانه، وإن حفاظ المرء على دينه هي أسمى غاية على الإنسان أن يعيش لأجلها.[٣]