أذيات استنشاق الدخان

تكون الأذية الحرارية محدودة عادة في الأجزاء الواقعة فوق الحبال الصوتية نظراً لكون الطرق الهوائية تملك عادة جملة ملطفة شديدة الفعالية . إن شعلة اللهب في الاحتراق والعثن  الدخان دون لهب Smolder  تطلق مجموعة معقدة من الأحماض العضوية كالألدهيدات وغازات يمكن أن تسبب أذيات كيميائية للغشاء المخاطي القصبي ، مع وذمة حول قصبية وتشنج قصبي .

ويمكن أن يحدث الاختناق نظراً لأن FIO 2 في الجو المحيط في منطقة الحريق تكون متناقصة إلى العشر بسبب استهلاك الأكسجين في عملية الاحتراق .

كما أن تأذي وظيفة الأهداب المهتزة وكذا البلعمة تهيء لحدوث إنتان رئوي وتخرب حويصلي ممكن الحدوث في متلازمة الكرب التنفسي .يسيء وجود أجسام الحريق بشكل واضح للآفة الرئوية . وإن حدوث متلازمة الكرب التنفسي أمر غير شائع وربما كان السبب أن درجة التعرض المطلوبة لحدوثها تؤدي عادة إلى حدوث تسمم بغاز أول أكسيد الفحم . هذا الغاز الذي لا لون له ولا رائحة ولا طعم ، ولا يسبب أي ضرر للنسيج الرئوي ، إنما يعيق بشدة أكسجة النسج بسبب ولعه الفائق للخضاب ( 210 مرات أكثر من الأكسجين ) الذي يحدّ من سعة نقل الخضاب للأكسجين . إضافة إلى أن انحراف مخطط افتراق الأكسجين نحو الأيسر يسيء إلى انطلاق الأكسجين نحو النسج .

ترتبط الصورة السريرية إلى حد كبير بالشكل السائد للأذية . إن حروق الوجه وأشعار الأنف يجب أن تزيد الشك بوجود أذية رئوية ، علماً بأن الأذية الرئوية تحدث عند نسبة كبيرة من هؤلاء المرضى . تُحدِثُ الإصـابات الحرارية انسداداً في الطرق التنفسية العلوية مع صرير وبحة صوت وصعوبة تكلم وتستوجب استقصاءات إضافية وربما تنظير قصبات وتنبيب رغامى للحفاظ على طرق هوائية سالكة .

أما إصابة الطرق السفلية فتترافق مع قشع مفحم ، ووزيز وقراقع . وإن الصورة الشعاعية للصدر غير مفيدة في المراحل الباكرة ، على الرغم من أن وذمة رئوية وارتشاحات رئوية يمكن أن تحدث فيما بعد . وتتضمن أعراض التسمم بغاز أول أكسيد الفحـم صداعاً ، وغثياناً ، وتعبأ عاماً ، ورنحاً وتغيرات سلوكية ، و أذيات دماغية أو قلبية بنقص أكسجة . كما يغيب تلون الشفاه بلون وردي أحمر في حال بلوغ تركيز كاربوكسي هموغلوبين ( COHb ) حوالي 40 % . ويكون PaO 2 طبيعياً وكذلك إشباع الأكسجين المحسوب عند غير المتسممين ، غير أن إشباع الأكسجين المقاس يتدنى بشدة .

ورغم هذا فالتهوية الدقيقة Minute Ventilation غير مزدادة في التسمم بغاز أول أكسيد الفحم علماً بأن الأجسـام السباتية تستجيب لتغيرات PaO 2 . ويتم التأكد بقياس الكـاربوكسي هموغلوبين الذي يكون أقل من 2 % عند الأصحاء ، 5 – 10 % عند المدخنين و 30 – 50 % عند ضحايا الحريق .

يقوم تدبير حالات كهذه عَلى تحريك المريض وإبعاده عن جو الحريق وتقييم العلامات الحيوية وتحرير الطرق التنفسية . ويزيل تطبيق الأكسجين عوز الأكسجين ويسرع في افتراق أول أكسيد الفحـم عن الخضاب وينقص من نصف زمن الإطراح من 300 دقيقة في جو الغرفة إلى 60 دقيقة ، مع FIO 2 بحدود(1). وبهدف الحفاظ على مستوى ملائم لـ FIO 2 يتوجب إجراء تنبيب مع تهوية آلية .

ولقد اقترح تطبيق الأكسجين مفرط التوتر للمرضى المصابين بانسمام شديد بأول أكسيد الفحـم ، ولكن لم يتأكد أن هناك جدوى من انشاق الأكسجين الصافي مئة بالمئة . ويستجيب التشنج القصبي عادة للموسعات القصبية ، ولم يحبذ استعمال الستيروئيدات القشرية في إصابات استنشاق الدخان . وتعطى المضادات الحيوية حين وجود دليل واضح على الإنتان . وإذا تطورت الحالة نحو متلازمة الكرب التنفسي الحاد A.R.D.S فإن المعالجة هي المعالجة المطبقة لمثل هذه الحالات . والمرضى الذين يتجاوزون الطور الحاد يتعافون تماماً ومن النادر حدوث اختلاطات كتضيق الرغامى أو التهاب القصيبات الساد أو التوسع القصبي .

المصدر: البوابة الصحية

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *