أسباب الإصابة بالأمراض النفسية:
1- الأسباب المُهيِّئة:
نقصد بالأسباب المُهيِّئة العوامل الداخلية والخارجية التي تحيط بالفرد وتتسبب بإصابته بالأمراض النفسية، كالتجارب المؤلمة التي تعرَّض لها الإنسان في مرحلة الطفولة، والعوامل الوراثية، وسوء الوضع الاجتماعي للإنسان، إضافةً إلى إصابته ببعض المشاكل والاعتلالات الجسدية.
2- الأسباب المساعدة:
وهي مجموعة من المثيرات التي تساعد في ظهور المرض تحدث عادةً في الوقت الذي يسبق المرض بشكلٍ مباشر، ويمكن القول أنَّها أزمة أدت إلى تفجُّر المرض النفسي كتعرض الإنسان مثلًا لأزماتٍ ماليَّةٍ يسبقها تعرضه إلى ضغوطٍ نفسيةٍ قوية.
3- الأسباب البيولوجية:
وهي الاعتلالات التي يكون سببها بيولوجي أساسًا، كالأمراض الوراثية، والتشوهات الخلقية، واختلال مراحل النمو، وإصابة الإنسان ببعض العاهات والعيوب الخلقية التي تؤثر في السلامة النفسية للإنسان.
4- الأسباب النفسية:
وهي مجموعة من الأسباب النفسية المرتبطة بسلامة النمو النفسي للإنسان في كافة المراحل العمرية التي يمر بها، وقدرته على التفاعل مع الظروف النفسية والاجتماعية التي تحيط به، مثل تعرض الإنسان إلى الحرمان خلال مرحلة الطفولة، وسوء التكيُّف الاجتماعي، واتباع الفرد لبعض الحيل عندما يشعر بانعدام الأمان.
5- الأسباب الخارجيّة:
وهي الأسباب المتعلقة بالمحيط الإجتماعي الذي يعيش فيه الإنسان، كالأسرة، والمدرسة، والمجتمع بشكلٍ عام، والعيش مثلًا ضمن أسرة مفككة، والتنشئة غير السوية.
اعراض الامراض النفسيّة:
1- الاكتئاب النفسي:
يُعَدُّ مرض الإكتئاب النفسي أحد أكثر الأمراض النفسية انتشارًا في المجتمعات العالمية، حيث يؤثر هذا المرض في سلوك الإنسان وقدرته على القيام بأعماله ونشاطاته اليومية بشكلٍ صحيحٍ وطبيعي، كما يؤثر في عواطف الإنسان وأحاسيسه، ويتعرض الإنسان لمرض الإكتئاب النفسي عادةً نتيجة التعرض إلى ضغوط الحياة اليومية والمشاكل العائلية التي تفوق قدرته على التحمل، بإضافةً إلى لتعرض إلى عوامل الفقر والحاجة.
أعراض مرض الإكتئاب النفسي:
- يشعر مريض الإكتئاب النفسي بالعديد من المشاعر السلبية كالشعور بالذنب دائمًا، وكره الذات، وعدم الإحساس بالقيمة.
- يشعر مريض الإكتئاب برغبةٍ شديدةٍ في النوم ساعاتٍ طويلةً ومتواصلة تفوق قدرة الإنسان الطبيعيي على النوم.
- يعاني مريض الإكتئاب من عدم القدرة على التركيز واستيعاب أمور الحياة بشكلٍ منطقيٍّ وطبيعي مما يجعله يخفق في أداء أعماله ومهامه اليومية.
- تغيرات مفاجئة في الشهية، فإمَّا أن يتناول كمياتٍ كبيرةً من الطعام إلى درجة الإصابة بالسمنة خلال فترة قصيرة، أو أن يمتنع عن تناول أي نوع من الأطعمة إلى درجة الإصابة بالنحافة المفرطة.
- الإصابة بحالات الكسل، والإرهاق، وانعدام الطاقة التي تمنعه من أداء أعمال كان يقوم بها سابقًا بشكلٍ يومي كالرياضة، والسير في الطبيعة، وغيرها من النشاطات التي تحتاج إلى حيوية.
- يشعر مريض الإكتئاب بالحزن الشديد وفقدان المتعة والسعادة في الحياة، ويترافق ذلك مع الشعور بالعجز والإخفاق.
- يعاني مريض الإكتئاب من أوجاعٍ في جسده، وتكون هذهِ الأوجاع عادة غير مبررة ولا يوجد سببٌ مرضيٌّ لها.
- نتيجة تدهور الحالة النفسية لمريض الاكتئاب فإنه يفكر كثيرًا في الموت، والانتحار، والتخلُّص من هذه الحياة البشعة.
- يتعمَّد مريض الإكتئاب في كثيرٍ من الأحيان استخدام العنف في حياته اليومية، ويتحول بشكلٍ مفاجئٍ إلى شخصٍ عنيفٍ وعدوانيٍّ مع نفسه ومع الآخرين.
- يتعمَّد مريض الاكتئاب توجيه النقد واللوم إلى نفسه طوال الوقت.
- يرغب عادةً في الانعزال عن الناس والجلوس وحيدًا في المنزل، ويرفض الخروج مع الآخرين والاختلاط بهم.
- الأرق خلال الليل والاستيقاظ بشكل متقطِّعٍ طوال ساعات النوم.
- تناول الأدوية بشكلٍ عشوائيٍّ ودون استشارة الطبيب المختص.
علاج الاكتئاب النفسي:
- زيارة الطبيب المختص لتلقي العلاج والأدوية المناسبة.
- تحديد المشكلة الأساسية التي أدت إلى إصابة الإنسان بالاكتئاب للتخلُّص منها ومعالجة السبب.
- الخروج من المنزل بشكلٍ يومي والسير في الطبيعة.
- ممارسة بعض من تمارين التأمل والاسترخاء في الطبيعية.
- عدم الاستسلام والخروج مع الأصدقاء والعائلة في نزهاتٍ يوميةٍ للترفيه عن النفس.
- ممارسة التمارين الرياضية لتي تساعد على تنشيط الدورة الدموية بشكلٍ يومي.
- ممارسة بعض الهوايات المسلية.
- مرافقة الأشخاص الإيجابيين الذين يحبون المرح، والابتعاد عن كل السلبيين.
- التقرب من الله سبحانه وتعالى وأداء العبادات اليومية التي تريح الأعصاب والنفس.
- النهوض من الفراش باكرًا والجلوس على الشرفة للاستمتاع بأشعة الشمس التي تحرض إفراز هرمون السعادة.
- تناول الغذاء الصحي الذي يغذي الدماغ، والعقل، والنفس كالأفوكادو، والمكسرات بأنوعها المختلفة، والحليب، والشوكولا السوداء.
- الابتعاد عن شرب الكحول، أو المنبهات، أو التدخين.
2- مرض الهوس النفسي:
الهوس النفسي هو اضطراب غير طبيعي في المزاج ترتفع طاقة الفرد فيه بشكلٍ متزايد، وتستمر هذه الأعراض عادةً مدة إسبوع تقريبًا. يصاب الإنسان بالهوس نتيجة عدة أسباب وعوامل منها عوامل وراثية، وعوامل اجتماعية كالفقر والتشرد، وعوامل أخرى مرتبطة بفقدان شخصٍ عزيز مقرَّبٍ من الإنسان.
أعراض مرض الهوس النفسي:
- زيادة الأنشطة غير الهادفة على مستوى العمل، والدراسة، والعلاقات الاجتماعية.
- فرط الحركة، والتعرض إلى الإجهاد، وعدم النوم والراحة اليومية.
- زيادة الرغبة الجنسية عند الرجل والمرأة، ما يدفعهم إلى ممارسة العلاقات الجنسية غير المشروعة.
- ظهور بعض الأعراض الجسدية على الإنسان كفرط التعرق، وفقدان الوزن، وسرعة التصرف.
- تشتت الأفكار ومقاطعة كلام الآخرين.
- الثقة الزائدة بالنفس وارتفاع نبرة الصوت.
أنواع مرض الهوس:
- الهوس الشبقي: وهو الذي يتوهم فيه الشخص بأنَّ أحدًا يراقبه ويراقب تصرفاته.
- هوس الشهرة: وهو الذي يدفع الإنسان إلى ملاحقة الفنانين وتقليد حركاتهم وطريقة لباسهم.
- هوس الشراء: حيث يجد المريض متعةً غريبةً في شراء أشياء غير ضرورية والتسوق بشكلٍ يومي.
- هوس نتف الشعر: حيث لا يستطيع المريض أن يتحمل نفسه فيقوم بنتف شعره.
- هوس السرقة: يدفع المريض إلى إدمان هذه العادة الضارة.
- هوس الحرائق: يدفع المريض إلى التفريغ عن مشاعره الداخلية عن طريق إشعال الحرائق.
علاج الهوس النفسي:
- يتطلب الهوس مراجعة الطبيب لإجراء الإختبارات الضرورية.
- تناول الأدوية في وقتها المناسب والالتزم بالمواعيد والمدة التي يحددها الطبيب.
- معالجة الأسباب التي أدت إلى الإصابة بمرض الهوس.
- خضوع المريض إلى جلسات معرفية وسلوكية.
- خضوع المريض إلى جلسات من الاسترخاء تحت إشراف الطبيب المعالج.
- إحاطة المريض بالرعاية والاهتمام داخل أسرته.
3- مرض انفصام الشخصية:
وهو أحد أخطر الإضطرابات النفسية المزمنة التي قد تصيب الإنسان، ويؤدي هذا المرض إلى تغيُّراتٍ في التفكير، والشعور، والعواطف، والتصرفات، إضافةً إلى أنَّ مرض الانفصام يتسبب بعواقب وخيمة على المجتمع بشكلٍ عام، فيصاب الإنسان بهذا المرض نتيجة العيش ضمن عائلة مفككة تعاني من مشاكل كثيرة تفوق قدرته على التحمل والاستيعاب لا سيما في مرحلة الطفولة أو عند تعرضه للخسارات والخيبات في مرحلة الدراسة.
اقرأ أيضاً: حقائق و معلومات عن مرض انفصام الشخصيّة
أعراض مرض انفصام الشخصية:
- يتوهم مريض الإنفصام بأنًّه تعرَّض للأذى والخطر دون وجود أسباب منطقية لهذا التوهم.
- الإصابة بحالة من الهلوسة كالهلوسة السمعية وهي سماع الشخص أصواتًا غير حقيقية، والهلوسة البصرية وهي رؤية الشخص أجسامًا غير موجودة في الواقع.
- اضطراب فكري يظهر على الشخص المصاب أثناء حديثه مع الآخرين، حيث يكون مرتبكاً ويتحدث بطريقة غير مترابطة، ويكون المصاب بشكلٍ عام غير قادرٍ على التواصل بشكلٍ سليمٍ وفعالٍ مع الآخرين.
- اضطراب عام غير طبيعي في السلوك والحركة.
- عدم إظهار المريض المصاب أي نوع من المشاعر عند تعامله مع الآخرين وتجنب التواصل البصري أي أنَّه لا ينظر إلى العين عندما يتحدث مع الطرف الآخر، ولا يُظهر أي تعابير في الوجه أو نبرة في الصوت والكلام.
- عدم القدرة على التعبير عن المشاعر الداخلية.
- انسحاب المصاب من حياته العائلية، وعدم الدخول في علاقات اجتماعية مع الآخرين.
- معاناته من مشكلة نقص الطاقة والكسل.
- فقدان الشعور بالمتعة وعدم الاهتمام بكافة أمور الحياة اليومية.
- تقلب المزاج بشكلٍ غير طبيعي.
- جمود المشاعر، حيث يظل الشخص المصاب على نفس الوضعية وقتًا طويلًا.
علاج انفصام الشخصية:
- الذهاب إلى الطبيب المعالج لتلقي الأدوية المناسبة التي تساعد في ضبط المرض والحد من تأزمه.
- الخضوع إلى بعض العلاجات السلوكية التي تساعد على ضبط سلوك المريض ومساعدته في الاندماج بالمجتمع.
- الدعم النفسي الدائم للمريض من قِبَل الأهل والأصدقاء.
- منح المريض بعض المشروبات الطبيعية التي تساهم في استقرار وضعه النفسي واسترخاء أعصابه كالبابونج، واليانسون.
4- مرض الهستيريا:
الهستيريا اضطراب عقلي ناشئ عن القلق الشديد، وغياب الرقابة على الأفعال، والعواطف، والتصرفات، ويُصاب بهذا المرض النساء والرجال لكنَّه أكثر شيوعًا بين النساء الشابات اللواتي تتراوح أعمارهن بين الـ 14 والـ 25 عامًا، ويُصاب الإنسان بمرض الهستيريا عادةً نتيجة عدة أسباب كالكبت الجنسي، والكسل، والوراثة، والانتماء إلى أسرة ذات طبيعة عصبية وعاطفية، والتعرض إلى لإجهاد، والخوف، والقلق، والاكتئاب، والصدمة، والاستمناء، والمرض لفترة طويلة.
أعراض مرض الهستيريا:
- معاناة الإنسان من ثقل في الأطراف، وتشنجات حادة، وانقباض في البطن، والتنهد المستمر، وصعوبة التنفس، وانقباض الصدر، وزيادة خفقات القلب، وتورم الرقبة وعروق الوريد، والاختناق، والصداع، وآلام شديدة في الأسنان، والشعور بوجود جسم غريب في الحلق.
- صرخات مؤلمة، وفقدان الوعي، وعدم القدرة على البكاء، والشعور بالخوف والقلق.
- الإصابة بالضعف النفسي وعدم الاستقرار العاطفي، والدخول في غيبوبة هستيرية قد تستمر أيامًا وأسابيع.
نصائح لعلاج مرض الهستيريا:
- زيارة الطبيب المختص لإجراء الاختبارات الروتينية للتأكد من الإصابة كاختبار البول، والبراز وصور الأشعة السينية للتأكد من سلامة النشاط الكهربائي للدماغ.
- اختبار مستويات المواد الكيميائية التي يفرزها الدماغ في الدم.
- تناول الأدوية التي يصفها الطبيب المختص في وقتها وخلال الفترة الزمنية المحددة.
- الحصول على الراحة والاسترخاء.
- الخضوع إلى جلسات نفسية خاصة.
- الابتعاد عن شرب المنبهات والمواد الكحولية.
- التوقف عن التدخين.
- تناول الغذاء الصحي الذي يمد الدماغ بالعناصر الغذائية والفيتامينات كالخضار، والفاكهة، والبيض، والحليب، والمكسرات بأنواعها المختلفة.
- تجنب تناول الغذاء الضار الذي يسبب توتر للجهاز العصبي وتشنجه.
- السيطرة على النفس وضبط الأعصاب، والابتعاد عن كل ما يمكن أن يسبب التوتر للإنسان.
- النوم بشكلٍ عميق وتجنب السهر حتى ساعاتٍ متأخرةٍ من الليل.
- ممارسة بعض تمارين اليوغا.
- ممارسة التمارين الرياضية اليومية في الصباح الباكر.
- تجنب مرافقة الأشخاص السلبيين والتواجد معهم.
- الذهاب في نزهاتٍ يوميةٍ خارج المنزل للابتعاد عن الروتين.
وأخيرًا يجب عليك عزيزي القارئ أن تكون حذرًا تجاه أي عارضٍ يدل على إصابتك بإحدى هذه الأمراض النفسية لكي تعالج هذا المرض بشكلٍ سريعٍ قبل أن يكبر ويتفاقم.
المصادر:
- أعراض الاكتئاب: 15 علامة يمكن أن تحكم على الشخص بأنَّه مصاب بالاكتئاب
- ما هو مرض الهوس وما هي أعراضه
- 7 نصائح لعلاج الاكتئاب بدون أدوية
- 10 علامات تدل أن لديك انفصام الشخصية
- أنواع الأمراض النفسية