‘);
}
أعمال ليلة عرفة للحاج
تكون ليلة عرفة ليلة اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويسمى اليوم الذي يسبقها وهو يوم الثامن من ذي الحجة بيوم التروية الذي ينزل فيه الحجاج في مِنى، ويُحرمون هناك للحجّ، وفي ليلة عرفة يسنّ للحجيج البقاء في منى والمبيت فيها، استعداداً للنزول إلى عرفة والوقوف فيها، ويصلّون صلاة المغرب والعشاء وفجر تلك الليلة في منى.[١]
وحكم النوم هذه الليلة في منى سنّة مستحبّة باتفاق جميع الفقهاء؛ مستدلين بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه جابر -رضي الله عنه- واصفاً حجة رسول الله -عليه السلام-: (فَصَلَّى بهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، وَالْفَجْرَ، ثُمَّ مَكَثَ قَلِيلًا حتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ).[٢][٣]
أعمال ليلة عرفة لغير الحاج
تعد ليلة عرفة أحد ليالي العشر من ذي الحجة التي يستحب فيها للمسلم الذي لم يحجّ الإكثار من الطاعات عامّة، من الصيام وقراءة القرآن وقيام الليل وذكر الله -تعالى- ودعائه ومناجاته، فهي أيام عظيمة يتسحب فيها العمل الصالح في أيامها ولياليها، وقد أقسم الله -تعالى- بهذه الأيام في سورة الفجر: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ).[٤][٥]
‘);
}
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيهنّ أحبُّ إلى اللهِ من هذهِ الأيامِ العشرِ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللهِ، إلا رجلٌ خرجَ بنفسه ومالِهِ، فلم يرجعْ من ذلكَ بشيء).[٤][٥]
ويستنتج إذاً أنّه يستحب للمسلم غير الحاج الإكثار من الطاعات في هذه الللية؛ كونها أحد ليالي الأيام العشر، دون تخصيص طاعة معينة، أو صلاة معين، أو تخصيص أدعية وأذكار لتلك الليلة؛ لأنّه لم يرد في ذلك شيء مخصّص، وقد يدخل المسلم في باب الابتداع، بل يدعو الله -تعالى- ويتقرّب إليه كما يشاء دون تخصيص طاعة محدّدة.
أعمال يوم عرفة للحاج
يجب على الحاج في يوم عرفة أن يقف بعرفة وقوفاً يُحقّق المعنى الشرعي، ويستحبّ له حضور الخطبة في مسجدة نمرة، ويصلّي الظهر والعصر قصراً وجمع تقديم، وعند غروب الشمس يفيض إلى مزدلفة ويصلّي فيها المغرب والعشاء جمع تأخير، ويجب على الحاج أيضاً أن يجمع في وقوفه بعرفة بين النهار والليل، وإلّا فيعد تاركاً لنسك من مناسك الحج، ويترتب عليه دم.[٦]
أعمال يوم عرفة لغير الحاج
يعدّ يوم عرفة من أفضل الأيام وأجلّها مكانة عند الله -تعالى-، وهو يوم تتنزّل فيه الرّحمات وتستجاب فيه الدعوات، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أفضلُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وأفضلُ ما قلتُ أنا والنبيون من قبلي: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له).[٧][٨]
حيث يستحب للمسلم فيه أن يدعو الله بما يشاء، والإكثار من ذكر الله -تعالى-.[٨] كما يسنّ للمسلم غير الحاج أن يصوم يوم عرفة تطوّعاً، فصيام هذا اليوم يكفّر ذنوب السنة التي مضت من عمر المسلم.[٩]
المراجع
- ↑سعيد القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 328-329. بتصرّف.
- ↑رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1218، صحيح.
- ↑مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 220. بتصرّف.
- ^أبرواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:757، حسن صحيح غريب.
- ^أب“تحديد يوم عرفة بدءاً وانتهاءاً”، إسلام ويب، 16/1/2002، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022. بتصرّف.
- ↑محمد الجامي، الحج عرفة، صفحة 151-152. بتصرّف.
- ↑رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن طلحة بن عبيدالله، الصفحة أو الرقم:1102، حسن.
- ^أبمحمد عبد الدايم، فضائل يوم عرفة، صفحة 18. بتصرّف.
- ↑سعيد حوّى، الأساس في السنة وفقهها العبادات في الإسلام، صفحة 2637. بتصرّف.