أفضل الوظائف هي تلك الأبعد عن المكاتب

لقد وجدنا من خلال دراسة البيانات التي جمعناها من تلك الشركات المئة دراسةً متعمقة بعض التفاصيل التي تستحق الاهتمام وتكسر أنماط التفكير الشائعة التي تتضمن: العمل عن بعد خاص بمهن معينة فقط- يحتل العاملون عن بعد مناصب ذات مستويات متدنية- العمل عن بعد في طريقه إلى الزوال في الواقع.

أكثر من نصف الأشخاص العاملين في شركة (Convergys) (التي تحتل المرتبة 16 في قائمة أفضل 100) على سبيل المثال البالغ عددهم 75 ألفاً يعملون عن بعد ما يعني أنَّ الموظفين الذين يعملون بعيداً عن المكاتب مندمجون في العمليات اندماجاً كاملاً في هذه الشركة العالمية المختصة بتقديم الحلول للعملاء. وتقول “جيلين جينسين” (Jillene Jensen) مديرة قسم جذب المواهب إِنَّ العمل عن بعد في الواقع يُعَدُّ طريقةً للبحث عن “المواهب الخارقة” وتضيف: “يُعَدُّ تقديم خيارات للعمل عن بعد مهماً للغاية بالنسبة إلينا، ونحن ندرك أنَّ المواهب الخارقة موجودة في كل مكان لذا من المهم أن نصل إلى أماكن أبعد ونفتح أبوابنا من خلال العمل عن بعد”.

لقد وجدنا من خلال دراسة البيانات التي جمعناها من تلك الشركات المئة دراسةً متعمقة بعض التفاصيل التي تستحق الاهتمام وتكسر أنماط التفكير الشائعة التي تتضمن: العمل عن بعد خاص بمهن معينة فقط- يحتل العاملون عن بعد مناصب ذات مستويات متدنية- العمل عن بعد في طريقه إلى الزوال في الواقع.

سنرى عوضاً عن ذلك في النتائج الثلاث الآتية التي توصَّلنا إليها معلوماتٍ أكثر دقةً عن العمل عن بعد:

“الطب والصحة” من أبرز المجالات المهنية التي ينشط فيها العاملون عن بعد:

يتخيل الناس دائماً وظائف كإدخال البيانات وتصميم المواقع الإلكترونية حينما يفكرون في العمل عن بعد. فما المهن التي يَنْدُر أن تقفز إلى أذهاننا حينما نفكر في العمل عن بعد؟ الممرضات العاملات عن بعد، وأخصائيو العلاج الوظيفي، والعمال الاجتماعيون.

تشكل الأعمال ذات الصلة بمجال الطب والصحة معظم الأعمال ضمن المجالات الخمسين التي درسناها، وقد كان من ضمن أبرز سبع مجالات عمل يُمارس فيها العمل عن بعد بعض المجالات التي تتماشى والأفكار السائدة حول العمل عن بعد (الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات- خدمة الزبائن- المبيعات- المحاسبة والشؤون المالية) في حين كان ثمَّة مجالات عمل أخرى لم ترتبط عادةً بالعمل من المنزل (الطب والصحة- التعليم والتدريب- والسفر والاستقبال).

“جيف كريستوفيس” (Jeff Christofis) هو نائب رئيس (KellyConnect) الشركة العاملة في مجال إدارة سلسلة الإمداد بالمواهب والتي حصلت على التصنيف 12 ضمن قائمة المئة الأبرز. إذ تعلن الشركة باستمرار عن وظائف للعمل عن بعد في مجالاتٍ بارزة بما فيها الطب والصحة، والمبيعات، والتعليم والتدريب. ويوجد ضمن هذه الوظائف مناصب مهمة كوكيل المواهب ومدقق إجراءات التعامل مع الأدوية ومضاعفاتها (GVP Pharmacovigilance Auditor).

ولكن هل العمل عن بعد هو مجرد ميزة تُمنح للموظفين؟ لا على الإطلاق حيث يقول “كريستوفيس”: “لقد برهن تبني بيئة العمل عن بعد أنَّه نهجٌ فعالٌ للغاية ليس لجذب المواهب فحسب ولكن لإتاحة المجال أمام الشركات لبلوغ مستويات أعلى من الإنتاجية والكفاءة”.

استخدام العمل عن بعد بشكلٍ مُبتكر:

على الرغم من أنَّ بعض الوظائف التي تُؤدَّى عن بعد وتوفرها هذه الشركات تتفق بشكلٍ واضحٍ ونظرتنا إلى الوظائف التي يمكن للموظفين فيها العمل عن بعد، إلَّا أنَّ العديد من الشركات توظِّف هذه الاستراتيجية بشكلٍ مُبتكَرٍ أكثر – وفي مجالاتٍ من غير الواضح كيف يكون من الممكن أن يُوظَّف فيها العمل عن بعد.

تُعَدُّ شركة (TTEC) الشركة السادسة في قائمة الـ 100 الأفضل وهي شركة متخصصة بتأمين موظفين خارجيين لإسناد مهمات العمل إليهم وتضم 50 ألف موظف يعمل 20 ألفاً منهم عن بعد، مما يمكِّن الشركة من التحلي بالإبداع فيما يتعلق بالأشخاص الذين ستختارهم للتوظيف والوظائف التي ستُسْنِدُها إليهم.

يقول “مايكل ويلمان” (Michael Wellman) مسؤول الموظفين في الشركة: “من خلال توفير فرص للعمل من المنزل تُعيِّن الشركة موظفين يتضمنون أشخاصاً كانوا يعملون في المجال العسكري قبل الانتقال إلى الحياة المدنية، وعمالاً مهجَّرين، وطلاباً أو أشخاصاً معيلين لأسرهم يحتاجون إلى جدول أعمالٍ مرنٍ”.


اقرأ أيضاً:
6 وظائف يمكنك القيام بها دون مغادرة منزلك

في الشهور القليلة الماضية تضمَّنت فرص العمل التي عيَّنت (TTEC) فيها أشخاصاً يعملون عن بعد: إدارة المشاريع، والالتزام، وتصميم الوسائط التعليمية، وهندسة الأمن الحاسوبي، وإدارة المخاطر الحكومية.

الشركات ملتزمة التزاماً طويل المدى بتعيين موظفين للعمل عن بعد:

من الواضح أنَّ العمل عن بعد حقق أعلى قفزةٍ ممكنة خلال العقد المنصرم، على الرغم من العناوين التي كانت تحمل روايةً مختلفة في أثناء الفترة الزمنية نفسها:

  • “بعض الشركات تعيد النظر في التوجُّه نحو العمل عن بعد” (وول ستريت جورنال، 2008).
  • “هل العمل عن بعد في طريقه إلى الزوال؟” (شيكاغو تريبيون، 2013).
  • “لماذا تستدعي الشركات الكبرى موظفيها الذين يعملون عن بعد إلى المكتب مجدداً؟” (إن بي سي نيوز، 2017).

تتغاضى التغطيات الإعلامية في كل مرةٍ تنهي شركةٌ مشهورةٌ فيها برامج العمل عن بعد لديها عن هذه الحقيقة المهمة: ازدادت نسبة العاملين عن بعد بين الموظفين الأمريكيين بمقدار 115% خلال السنوات العشر الماضية، في حين يبلغ هذا التوجه مدىً أبعد بين الشركات المئة الأفضل في هذا المجال، حيث يعود تبنِّي بعض الشركات في هذه القائمة نهج تعيين موظفين للعمل عن بعد إلى سبعينيات القرن الماضي.


اقرأ أيضاً:
10 طرق لتحقيق الربح المادي عبر الإنترنت

لقد كان ثمَّة 30 شركة تقريباً حافظت على تواجدها ضمن قائمة المئة طوال السنوات الخمس التي أُجريَ فيها الاستطلاع، وكان من بينها: (Dell)، و(UnitedHealth Group)، و(Salesforce)، و(ADP)، و(Humana)، و(VMware)، و(American Express)، و(Adobe). ويبلغ عدد الموظفين العاملين عن بعد في شركة (Appen) للخدمات التكنولوجية (التي تحتل المرتبة الثانية في القائمة) 400 ألف موظف تقريباً يتوزعون على 130 دولة. ويقول “كيري رينولدس” (Kerri Reynolds) نائب رئيس قسم الموارد البشرية والاستعانة بمصادر خارجية في (Appen) إِنَّ هذا التزام تعيين موظفين يعملون عن بعد مرتبطٌ ارتباطاً مباشراً باستراتيجية العمل في الشركة. ويضيف قائلاً: “من ضمن كل 10 عملاء موجودين لدينا في (Appen) ثمَّة 8 من كبرى الشركات التكنولوجية في العالم. ومن أجل تلبية احتياجات عملائنا بشكلٍ مستمر فإنَّنا نوفِّر للموظفين ساعات عمل مرنة وإمكانية العمل من المنزل”.

تقدِّم الشركات الموجودة ضمن قائمة المئة الأفضل لهذا العام فرصاً للعمل عن بعد لأنَّ التزام استراتيجيات التوظيف والعمل التقليدية لا يجدي نفعاً مع نماذج عملها، لذا أصبح العمل عن بعد جزءاً أساسيَّاً من عملياتها حيث يمكن أن يقدِّم الدمج العمل المكتبي في العمل عن بعد استراتيجيةً مستقبليةً متوازنة.

 

المصدر

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *