أفغانستان.. طالبان تواصل تمددها وطاجيكستان تطلب مساعدة روسيا وحراك دبلوماسي في الدوحة وطهران

تقدمت حركة طالبان الأربعاء في مناطق بشمال وغرب أفغانستان، واستعادت منها القوات الأفغانية بعض المناطق، وطلبت طاجيكستان مساعدة إقليمية لاستعادة الأمن، بينما تتواصل المساعي الدبلوماسية في الدوحة وطهران.

Share your love

تقدمت حركة طالبان الأربعاء في مناطق بشمال وغرب أفغانستان، واستعادت منها القوات الأفغانية بعض المناطق، وطلبت طاجيكستان مساعدة إقليمية تقودها روسيا لاستعادة الأمن عند الحدود، بينما تتواصل المساعي الدبلوماسية في الدوحة وطهران لإحلال السلام.

وطردت القوات الأفغانية مسلحي حركة طالبان من مدينة قلعة ناو عاصمة ولاية بادغيس غربي البلاد، وذلك بعد اشتباكات وُصفت بالعنيفة بين الطرفين، وأعلنت مصادر أمنية عن فرار نحو 200 سجين من سجن قلعة ناو المركزي بعد هجوم طالبان.

وقال مراسل الجزيرة في كابل ناصر شديد إن ما وقع اليوم في قلعة ناو تطور نوعي لمجريات الأحداث منذ بدء انسحاب القوات الأجنبية، إذ كادت طالبان تسيطر على المدينة لولا تدخل القوات الخاصة الأفغانية المدربة أميركيا، التي قدمت من ولاية هيرات، مع سقوط أعداد كبيرة من قوات الطرفين.

وفي وقت سابق، نقلت وكالة رويترز عن حاكم ولاية بادغيس حسام الدين شمس قوله إن طالبان هاجمت قلعة ناو من 3 اتجاهات في الصباح، وإن قوات الأمن الأفغانية تتصدى لها.

وقال الحاكم في تصريح سابق إن مسلحي طالبان يسيطرون على 6 مديريات في الولاية من أصل 7، أي جميع مديريات الولاية باستثناء مقر العاصمة.

وأظهرت لقطات فيديو حصلت عليها رويترز تصاعد الدخان فوق المدينة. وقال سيد نظامي -وهو قائد للقوات الخاصة في أحد الشوارع- إن الجنود “طردوا العدو من المنطقة، تكبد العدو خسائر فادحة ونحن الآن نتقدم ونطرد العدو من المدينة”.

مقارّ الأمن

وقال مسؤول في وزارة الدفاع -اشترط عدم نشر اسمه- إن مسلحي طالبان سيطروا على المكتب الإقليمي لمديرية الأمن الوطنية ومقر الشرطة، وكانوا يحاولون السيطرة على مكتب الحاكم قبل أن تجبرهم القوات الخاصة على التراجع.

وأفاد مصدر أمني أفغاني للجزيرة بأن نحو 200 سجين فرّوا من السجن المركزي في بادغيس، وذلك عقب سيطرة طالبان على المنشأة.

وهذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها طالبان عاصمة إقليمية، فبحسب اتفاق السلام الموقع في الدوحة قبل عامين بين الحركة والولايات المتحدة، فإنه يحظر على طالبان التوجه إلى مراكز المدن، غير أن مقربين من الحركة قالوا إن القوات الحكومية ارتكبت أيضا خروقا بالقصف الجوي اليومي لمواقع طالبان.

وأضاف المراسل أن وزير الدفاع الأفغاني باسم الله محمدي، قال إن البلاد تمر بمرحلة عسكرية حرجة، غير أنه أضاف أن القوات الحكومية قادرة على السيطرة على الوضع إذا تضافرت الجهود.

وقالت وزارة الدفاع الأفغانية -في تغريدة عبر تويتر نشرت الأربعاء- إن 239 من عناصر طالبان قتلوا وأصيب 157 آخرون واعتقل مقاتلان، جراء عمليات نفذتها قوات الأمن في مناطق متفرقة من البلاد، خلال الـ24 ساعة الماضية.

وذكر مصدر أمني أفغاني للجزيرة أن 6 من عناصر الشرطة قتلوا في هجوم لطالبان على نقطة تفتيش غربي العاصمة كابل.

وتواصل طالبان حملتها للسيطرة على أكبر قدر من المناطق منذ بدأت القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) الانسحاب التدريجي من البلاد في مايو/أيار الماضي. وكان الجيش الأميركي قال الثلاثاء إن قواته في أفغانستان أنجزت أكثر من 90% من انسحابها الذي من المقرر أن ينتهي في سبتمبر/أيلول المقبل.

مباحثات السلام

من جهة أخرى، بعث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رسالة خطية إلى الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبلِ دعمها وتطويرها.

وقام بتسليم الرسالة للرئيس الأفغاني المبعوث القطري الخاص لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات مطلق بن ماجد القحطاني، حيث جرى خلال اللقاء استعراض التطورات الحالية في أفغانستان ومناقشة مفاوضات السلام الجارية في الدوحة.

ويتزامن اشتداد القتال في أفغانستان مع محادثات رفيعة المستوى في إيران، حيث التقى وفد من الحكومة الأفغانية ممثلين عن طالبان في طهران كما أعلنت الخارجية الإيرانية، وذلك بعد أشهر من جمود المحادثات بين الطرفين.

وافتتح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف “لقاء أفغانيا” بين ممثلين عن حكومة كابل وطالبان، بحسب ما أظهر مقطع مصور مقتضب نشرته الوزارة.

ودعا ظريف “شعب أفغانستان وقادتها السياسيين إلى اتخاذ قرارات صعبة من أجل مستقبل بلادهم”، بينما قال المتحدث باسم طالبان إن الاجتماع ناقش إحلال السلام في البلاد.

وإيران قلقة جدا من الوضع في أفغانستان المجاورة التي لها حدود مشتركة طويلة معها، وهي تستضيف ملايين اللاجئين الأفغان منذ سنوات.

ومن ناحية أخرى، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن الولايات المتحدة على علم باستضافة إيران محادثات مع طالبان، مضيفا أنه يتمنى على جيران أفغانستان استخدام نفوذهم بشكل إيجابي لتحقيق السلام لهذا البلد.

وأضاف برايس “المحادثات بين الأطراف الأفغانية في الدوحة مستمرة، ونحن ممتنون للدور القطري في استضافة تلك المحادثات، ونرحب بالعرض المتميز الذي قدمته تركيا وقطر والأمم المتحدة لاستضافة المفاوضات بين الأطراف الأفغانية”.

وفجر اليوم، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الوزير لويد أوستن بحث مع نظيره التركي خلوصي أكار الانسحاب الجاري من أفغانستان، كما بحثا أهمية الحفاظ على الأمن في مطار حامد كرزاي الدولي، حيث اتفقا على التحدث مرة أخرى في المستقبل القريب بشأن الأمن في المطار.

وأضافت البنتاغون أن أوستن جدد التأكيد خلال الاتصال على أهمية العلاقات الدفاعية الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة وتركيا.

طلب طاجيكستان

من ناحية أخرى، طلبت طاجيكستان الأربعاء من أعضاء منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا، المساعدة على التصدي للتحديات الأمنية الطارئة على حدودها مع أفغانستان.

وقالت سلطات طاجيكستان إنها ستحشد 20 ألفا من قواتها لتعزيز حماية الحدود مع جارتها الجنوبية، وذلك لأن أكثر من ألف جندي أفغاني عبروا الحدود الأفغانية الطاجيكية جراء تقدم طالبان في ولاية بدخشان في أقصى الشمال الأفغاني.

وقال مصدر أمني من طاجيكستان لرويترز الأربعاء إن نحو 300 جندي أفغاني كانوا قد عبروا الحدود إلى طاجيكستان في أثناء تراجعهم أمام تقدم مقاتلي طالبان، ونُقلوا جوا إلى بلادهم في الساعات الأولى من صباح الأربعاء.

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -في تصريحات من العاصمة الإندونيسية جاكرتا- إن بلاده ستفعل كل ما بوسعها لحماية حلفائها من التهديد القادم من أفغانستان، بما في ذلك استخدام قاعدتها في طاجيكستان، معتبرا أن الوضع في أفغانستان يميل إلى التدهور السريع، على حد وصفه.

وأشار لافروف إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثات مع نظيريه في طاجيكستان وأوزبكستان، وهو على اتصال مع زعماء آخرين في آسيا الوسطى، مشددا على أن الالتزامات في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي تظل سارية المفعول بالكامل.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!