الحضارة المصرية القديمة واهميتها
إن الحضارة المصرية من أقدم الحضارات في العالم وعلى وجه الأرض فكانت في عام 5500 قبل الميلاد مملكتان تمتدان على نهر النيل و قال عنها المؤرخون أنهما مصر العليا و مصر السفلى و من ثم جمعت المملكتان و أصبحت تحت حكم ملك واحد و هو الملك نارمر و الذي يطلق عليه مينيس و قد اشتق اسم مصر من الكلمة اليونانية Aegyptos .
و قد أسس الملك مينيس عاصمة مصر القديمة التي تعرف بإسم ممفيس و كان موقعها في ذلك الوقت تقع في الشمال بالقرب من قمة دلتا النيل ثم تطورت لتصبح المدينة الرئيسية و الكبرى و المسيطرة على المجتمع المصري في ذلك الوقت [1].
و تقع الجمهورية العربية المصرية في الشمال الغربي في قارة افريقيا و هذا الموقع الجغرافي المتميز كان له دورا كبيرا في تاريخها العريق حيث ساعدها على التواصل الدائم مع شعوب العالم و خاصة قارات العالم القديم و كما ان نهر النيل الذي يمتد في الأراضي المصرية من جنوبها الي شمالها و للنيل الفضل الكبير في بناء مظاهر الحضارة المصرية القديمة و ذلك لخصوبة تربته التي ساعدت في الزراعة و الحضارة ايضا .
و الحضارة المصرية من أقدم الحضارات في العالم و أعظمها و تميزت هذه الحضارة بالتقدم والأصالة حيث اعتمد المصريون على أنفسهم و عقولهم و لم ينقلوا عن غيرهم و تركت هذه الحضارة الاثار العظيمة مثل الاهرامات و التماثيل و المعابد و المسلات و غيرهم من الروائع الفنية و الصناعية .
و تعد هذه الحضارة المصرية القديمة من أطول الحضارات و ذلك على رغم من سقوطها في بعض الاوقات لتعرضها لظروف صعبة الا انها كانت تستعيد قوتها و تنهض من جديد و ذلك أدى الى استمرارها لعدة قرون .
خصائص حضارة مصر القديمة
و يعود تاريخ الحضارة المصرية القديمة الى عام 3100 قبل الميلاد و قد قسم المؤرخون التاريخ الفرعوني الى ثلاثة أقسام متتابعة وهي عصر الدولة القديمة و الوسطى و الحديثة وتنسقم هذه المراحل الى فترات و هي [2] :
المملكة القديمة
و قد امتد عصر المملكة القديمة في مصر ما بين 2686 قبل الميلاد و 2181 قبل الميلاد و قد عرفت هذه الفترة التاريخية بعصر الاهرامات و من ابرز ما يميز هذه الفترة بناء الاهرامات الكبيرة و بناء تمثال أبو الهول و هو عبارة عن تمثال كبير جدا في رأس انسان و جسد أسد و أغلب الاعتقادات و الأبحاث قالت ان هذا التمثال يعود للفرعون خفرع .
و ظهرت في هذه الفترة ايضا الهندسة المعمارية و تطورت بشكل ملحوظ و قد بنى هرم سقارة في 2670 قبل الميلاد في عهد الملك زوسر و بنيت الاهرامات الثلاث و هي خوفو و خفرع و منقرع و التي تشير الى قوة و ثروة الحكام الهائلة في تلك الفترة .
حكمت في هذه الفترة القديمة الاسر الفرعونية و التي تبدأ من الاسرة الثالثة حتى نهاية الاسرة السادسة و كانت هذه الفترة تتميز بالأمن و الاستقرار و الرخاء الاقتصادي و من ثم جاءت الاسرة السابقة و الثامنة و حيث وصف تاريخ الحضارة المصرية القديمة في هذه الفترة بالتراجع و انتشار الفقر فيه .
المملكة الوسطى
و قبل الدخول في المملكة الوسطى نشأ صراع بين هيراكونبلس في مصر السفلي و طيبة منتوحوتب الثاني جيش هيراكونيلس و اتحدت مصر تحت حكم طيبة و أدى هذا الحكم في المملكة الوسطى في فترة زمنية امتدت من 1782 قبل الميلاد الى 2040 قبل الميلاد الى ازدهار المملكة الوسطى و سمى هذا العصر بالعصر الكلاسيكي .
و وصلت طيبة أوج في هذه الفترة قوتها و ثروتها و بنيت الحصون و أنشؤا الجيوش و بقيت مصر في هذا الازدهار و التقدم الى أن غزوها الهكسوس اللذين تمت سيطرتهم على مصر و كان ذلك الفترة بين 1782 قبل الميلاد و 1570 قبل الميلاد و على رغم من أنهم كانوا غزاة الا أنهم ارتقوا بمصر و أضافوا الى حضارتها الكثير مثل العربة و الحصان و العمل في البرونز و السيراميك .
و قد حاول المصريون استرجاع الحكم لطيبة و لكنهم فشلو في ذلك حتى استطاع الأمير أحموس الاول استعادتها و توحيدها من جديد تحت حكم طيبة .
المملكة الجديدة
و قد كانت فترة المملكة الجديدة ما بين 1570 قبل الميلاد و 1069 قبل الميلاد و عاد بعد توحيد مصر تحت حكم طيبة الازدهار على الصعيد السياسي ز الاقتصادي و في هذه الفترة ايضا ظهر مصطلح الفرعون حيث أنه كان سابقا يعرف الحاكم بإسم ملك لا فرعون [3].
و توسعت أراضي المملكة في هذه الفترة بغزو الفراعنة للأراضي الجديدة و ذلك ما بين 1504 قبل الميلاد و 1492 قبل الميلاد و شملت هذه التوسيعات حدود مصر و سوريا و فلسطين غربا و نهر الفرات شمالا و النوبة جنوبا و من أشهر من حكم تلك الفترة أمهوس الاول و تحتمس الاول الذي كان اول حاكم فرعوني يدفن في وادي الملوك .
و الملكة حتشبسوت و التي حكمت لمدة 22 سنة و التي توسعت في التجارة مع الدول الاخرى ثم خلفها في الحكم الملك تحتومس الثالث و الذي سار على نهجها على الرغم من محاولته للقضاء على أي ذكرى لها فقد ساد في ذلك الوقت أن الرجال هم أجدر بالحكم و السلطة على النساء .
ازدهرت مصر في عهد تحتومس الثالث في الرياضة و الطب و قاموا بتخمير أنواع عديدة من الكجول التي عالجت العديد من الامراض و تطورت الجراحات الطبية و أنشأت الحمامات من أجل الاستحمام و الاستمتاع بوقت الفراغ .
و من ثم تولى الحكم أمنحوتب الرابع الذي غير اسمه الى أخناتون و قد تعددت الالهة في ذلك الوقت فكان هناك أسون و أيزيس و اوزوريس و لكن أخناتون و نيفرتيتي قاما بتغير هذه المعتقدات و إقامة دين جديد قائم على عبادة إله واحد فقط.
و في سنة 1274 قبل الميلاد حدثت معركة قادش و التي كانت في عهده رمسيس الثاني و التي انتهت بالتادل و على الرغم من انها انتهت بالتعادل الا ان رمسيس الثاني اعتبرها انتصارا له و احتفل بنفسه كبطل و إله و في عهده قد تم توقيع أول معاهدة سلام و هي معاهد قادش في 1258 قبل الميلاد .
و من ثم حكم رمسيس الثالث في الفترة ما بين 1186 قبل الميلاد و 1155 قبل الميلاد و الذي اتبع نهج رمسيس الثاني و كانت مصر في هذه الفترة مطمع للشعوب الاخرى مما أدى الى غزوها عدة مرات و منها المعركة المشهورة معركة شوا في 1178 قبل الميلاد و التي انتهت بإنتصار رمسيس الثالث .
و بعد وفاة رمسيس الثالث استولى كخنة الاله امون على جزء كبير من الاراضي المصرية و بحلول عهد رمسيس الحادي عشر انهارت الحكومة المركزية و تفرقت و لكهنا اتحدت مرة اخرى في عهد الملك الكوش في الفترة بين 752 و 722 و لكنها انهارت مرة اخرى عندما غزاها الاشوريون و لكنهم لم ينجحوا في السيطرة عليها فتركوها و رحلوا و من ثم غزاها الفرس و من ثم البطالمة وانتهى العصر الفرعوني على يد كيلوباترا التي قتلت نفسها و من ثم حكمها الرومان .
اشهر انجازات الحضارة الفرعونية
اما عن الحضارة الفرعونية وانجازاتها فقد ابتكر الفراعنة طرق في الكتابة الهيروغليفية التي تكمثل حروف محفورة و ابدعوا ايضا في الرياضيات و الهندسة المعمارية و ازدهار فن العمارة الفرعونية و ابتكروا أساليب جديدة في الزراعة و الري و اشتهر المصريون القدامى بفن المقابر و الجداريات حيث انهم اعتقدوا ان هناك حياة بعد الموت و من اهم الاثار التي تركها الفراعنة :
- الاهرامات
- المعابد
- حجر رشيد
- الحمامات