السرطانة الكبدية الخلوية:
يندر مصادفة السرطانة الكبدية الخلوية في الولايات المتحدة (إذ أنها تشكل أقل من 2.5 بالمئة من مجموع الأورام الخبيثة). أما في المناطق الأخرى من العالم مثل افريقيا السوداء والصين واليابان وجنوب شرق أسيا فهي من أكثر الخباثات مصادفة وتعد سبباً هاماً للوفيات ولا سيما عند متوسطي العمر من الذكور .
تنشأ السرطانة الكبدية الخلوية على كبد متشمعة عادة ، ولها ارتباط وثيق بخمج الكبد المزمن بالحمة ، وبخاصـة في تلك المناطق من العالم التي ذكرت آنفاً حيث يكتسب الأطفال الرضع الخمج المستمر بالحمة من أمهاتهم المصابات بالخمج المزمن .
ويتوقع أن يؤدي توافر اللقاح الواقي من الخمج بحمة التهاب الكبد ب في الوقت الحاضر وانتشار استعماله إلى خفض وقوعات السرطانة الكبدية الخلوية بشكل واضح ، وهو الداء الخبيث الوحيد الذي يوجد طريقة فعالة للتمنيع ضده . وقد تبين أن خطر الإصابة بالسرطانة الكبدية الخلوية يكون منخفضاً في التشمع الصفراوي البدئي وداء ويلسون ، ومتوسطاً في التشمع الكحولي، بينما يرتفع خطر الإصابة في الصباغ الدموي .
إن تشخيص الآفات الصغيرة القابلة للعلاج أمر صعب حتى في المناطق التي ينتشر فيها الداء لأن فعالية التقصيات التي أجريت لكشف ارتفاع مستوى ألفا – فيتوبروتين كانت غير حاسمة .
يتجلى المرض عند معظم المصابين على شكل آفة متقدمة كثيراً ما تكون متعددة البؤر ، ويبلغ متوسط البقيا عند وضع التشخيص أقل من ستة أشهر. يمكن إجراء محاولة لاستئصال الورم إذا كان صغيراً ووحيداً وكان الجزء البافي من الكبد غير مصاب بالتشمع . أما المعالجة الكيميائية والمعالجة الشعاعية وغرس الكبد فقد كانت نئائجها مخيبة للأمل .
تتضمن الخباثاث البدئية الأخرى في الكبد السرطانة الصفراوية ، والغرن الوعائي ( وله علاقة بالتعرض لمادة كلوريد الفينيل أو الزرنيخ أو التوروتراست ) ، والورم الأرومي الكبدي ، والسرطانة الغدية الكيسية .
النقائل الورمية للكبد:
تشكل النقائل الكبدية القسم الأعظم من أورام الكبد الخبيثة ومنشؤها غالباً أورام المعدة ، والمعثكـلة ، والقولون ، والرئة، والحلقوم ، والمثانة ، والملانوم .
كما أن الكبد مقر شـائع لداء هودجكن واللمفوما اللا هودجكينية وكثرة المنسجات الخبيثة .
المقاربة التشخيصية لأورام الكبد:
يشكو معظم المرضى المصابين بورم في الكبد من ألم في الربع العلوي الأيمن من البطن أو من كتلة في البطن . وقد يصابون بالنزف والانسداد الصفراوي (عندما يتوضع الورم في أماكن استراتيجية) ، أو يبدون بعض المظاهر الجهازية.
ويتطلب التشخيص بشكل عام إظهار الآفات البؤرية وفحص عينات نسجية منها . لذلك فإن تقويم المرضى يتضمن استعمال واحد أو أكثر من الإجراءات التصويرية يتلوها أخذ خزعة من النسيج الكبدي من خلال الجلد ، أو أثناء تنظير الصفاق ، أو أثناء الجراحة .
يُعَدُّ تفرس الكبد باستعمال النظائر المشعة خطوة أولى معقولة في دراسة هؤلاء المرضى ، على الرغم من أن التصوير المقطعي المحوسب أو تخطيط الصدى قد تكون أكثر حساسية في كشف الآفات الصغيرة ، بالإضافة إلى أنها تفيد في إجراء خزعة موجهة من خلال الجلد أو أخذ رشافة للفحص الخلوي .
وقد يكون التصوير بالرنين المغناطيسي مفيداً بشكل خاص في هذا المجال . تجرى الخزعة بشكل عام بعد تحديد مكان الآفة ، إلا أن هناك عدداً كبيراً من العوامل الإضافية التي يحب أخذها بعين الاعتبار ، فالخزعة من خلال الجلد يمكن أن تكون خطرة في حالة الإصابة بآفة وعائية مثل الأورام الوعائية ، أو الغرن الوعائي ، وربما بالغدومات الكبدية الخلوية .
أما الفحص الخلوي للرشافة كثيراً ما يفشل في التمييز بين الغدوم الكبدي الخلوي ، والسرطانة الكبدية الخلوية ، والنسيج الكبدي السوي . وهكذا فإن اختيار الإجراء يعتمد على الخيارات التشخيصية والعلاجية قيد البحث .
المصدر: البوابة الصحية