قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إنها تلقت الشحنة الأولى من منظومة متطورة من قاذفات الصواريخ طراز “إم-270″، في حين انتقدت المجر العقوبات الأوروبية على روسيا قائلة إن الاتحاد “أطلق رصاصة على صدره”.
وذكر وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف على حسابه في تويتر أمس الجمعة أن “الشحنة الاولى من منظومة “إم إل آر أس إم-270” (MLRS M-270) وصلت. وستعزز صواريخ “هيمارس” (HIMARS) في ساحة المعركة”، في إشارة الى منظومة الصواريخ الأميركية التي باتت تستخدمها كييف في مواجهة موسكو.
ولم يذكر الوزير ريزنيكوف اسم الدولة الغربية التي زودت بلاده بالمنظومة الصاروخية الجديدة، غير أن بريطانيا سبق أن قالت في الشهر الماضي إنها ستسلم أوكرانيا منظومة الصواريخ المذكورة، والبالغ مداها 80 كيلومترا.
ولا تكف موسكو عن تحذير الدول الغربية من تزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى، وتقول إن ذلك يطيل أمد الحرب التي بدأتها موسكو على جارتها الغربية في 24 فبراير/شباط الماضي.
وكان وزير الدفاع الأوكراني صرح لصحيفة “فايننشال تايمز” (Financial Times) بأن حلفاء أوكرانيا أرسلوا ممثلين عسكريين إلى البلاد لمراقبة تدفق أسلحتهم التي تبرعوا بها، وإن من مصلحة بلاده الاحتفاظ بكل المعدات العسكرية التي قدمها الحلفاء الغربيون.
وأضاف ريزنيكوف أن أوكرانيا تستخدم برمجيات حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي تم الحصول عليها في عام 2019، لمراقبة وجهة واستخدام الأسلحة التي يوفرها الغرب والتي يمكن لحلفاء الناتو الوصول إليها.
هجوم فينيتسا
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أمس الجمعة إن قوات بلاده استهدفت أمس الأول الخميس مقرا عسكريا بصواريخ “كاليبر” (Kalibr) في مدينة فينيتسا جنوب غربي أوكرانيا، حيث كان يُعقد اجتماع بين قيادة القوات الجوية الأوكرانية وممثلي موردي الأسلحة الأجانب.
وأضاف المتحدث العسكري الروسي أن الهجوم الصاروخي أسفر عن مقتل جميع المشاركين في الاجتماع.
ومدينة فينيتسا تقع على بعد 250 كيلومترا جنوب غرب العاصمة كييف، وهي بعيدة عن خطوط القتال بين القوات الأوكرانية من جهة والقوات الروسية وقوات الانفصاليين من جهة أخرى.
بالمقابل، رفض مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أمس الجمعة ما ذكرته روسيا بخصوص الهجوم الصاروخي على مدينة فينيتسا، والذي قالت أوكرانيا إنه خلف 23 قتيلا بينهم أطفال، و29 مفقودا وعشرات الجرحى.
وقال المسؤول في البنتاغون، رفض كشف هويته، في تصريحات صحفية “ليس لدي ما يشير إلى وجود هدف عسكري في الجوار”، وأضاف أن روسيا شنت هجومها الخميس على المدينة مستخدمة صاروخا أطلق من غواصة.
وأفاد الجيش الأوكراني بأن الهجوم الروسي أصاب مبنى وسط فينيتسا يضم مكاتب ومتاجر صغيرة.
جبهات القتال
وفي مقاطعة دنيبرو وسط أوكرانيا، قالت الإدارة العسكرية الأوكرانية إن هجوما صاروخيا روسيا شن على منشأة صناعية في مدينة دنيبرو مساء أمس الجمعة، أودى بحياة 3 أشخاص وجرح 15 آخرين. وقال حاكم دنيبرو “فالنتين ريزنيتشنكو” على صفحته على فيسبوك “أصابت الصواريخ مصنعا وشارعا مزدحما بجواره”، وقالت سلطات مدينة دنيبرو إن انقطاعا في إمدادات المياه قد ينتج عن الهجوم الروسي.
وأوضح الجيش الأوكراني أنه أسقط 4 من 6 صواريخ أطلقت على مدينة دنيبرو ومقاطعة دنيبرو في هجوم مسائي.
وفي مقاطعة ميكولايف جنوب شرقي أوكرانيا، أفاد مراسل الجزيرة بسقوط عشرات الصواريخ أمس الجمعة في مناطق متفرقة من المدينة. وذكر عمدة ميكولايف أولكسندر سينكيفيتش أن القوات الروسية استهدفت المقاطعة اليوم بـ49 ضربة صاروخية ومدفعية، سقطت على مجمع بناء السفن في المدينة، إضافة إلى مدارس ومبان خاصة.
وفي مقاطعة دونيتسك (شرق)، أفاد مراسل الجزيرة نقلا عن مصادر طبية أوكرانية بمقتل شخصين وإصابة نحو 10 آخرين، جراء قصف روسي استهدف مدن كراماتورسك وباخموت وسلوفيانسك.
وأوضح المراسل أن القصف ضرب مركز مدينة باخموت وسوقها الرئيسي، كما سقطت قذيفة أمام مبنى الإدارة الإقليمية وسط مدينة كراماتورسك، وقال عمدة سلوفيانسك فاديم لياخ إن قذائف تحمل قنابل عنقودية سقطت على عدة أحياء في المدينة، وهي أكبر مدينة لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية في مقاطعة دونيتسك.
وفي مقاطعة خاركيف، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها استهدفت مواقع في خاركيف ثاني أكبر مدن أوكرانيا، مخلفة 200 قتيل في صفوف الجيش الأوكراني.
التطورات السياسية
انتقد رئيس الوزراء المجري فكتور أوربان أمس الجمعة العقوبات المشددة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب شنها الحرب على أوكرانيا.
ودعا أوربان في تصريح إذاعي قادة الاتحاد إلى تعديل سياستهم بهذا الصدد، وقال “اعتقدتُ بداية أننا أطلقنا فقط رصاصة على قدمنا، لكن الاقتصاد الأوروبي أطلق رصاصة على صدره واختنق”.
وأضاف رئيس الوزراء المجري الذي تنتمي بلاده للاتحاد الأوروبي “هناك دول منخرطة في سياسة العقوبات، لكنّ بروكسل (الاتحاد) يجب أن تعترف بأنها كانت على خطأ، وبأن (العقوبات) لم تحقق أهدافها، وكان لديها آثار جانبية”.
وخلال اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد في التشيك، قال المفوض الأوروبي ماروس سيفكوفيتش أمس الجمعة إن الاتحاد الأوروبي يعتزم استهداف صادرات الذهب الروسي في الحزمة المقبلة من العقوبات التي سيفرضها على موسكو على خلفية حرب روسيا على أوكرانيا، طبقا لما قررته دول مجموعة السبع نهاية يونيو/حزيران الماضي.