‘);
}

أوّل أبناء الرسول من الذكور

يعدّ القاسم أكبر أبناء النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- من الذكور، وأُمّه السيدة خديجة -رضي الله عنها-، ويجدُر بالذّكر أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- نهى صحابته عن التسمّي باسمه والتكنّي بكُنيته في نفس الوقت؛ بأن يكون أحدهم يحمل اسم محمد ويُكنَّى بأبي القاسم، وهذا النهي مخصّصٌ بعهد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كما ذهب إلى ذلك الكثير من العلماء،[١] وقد وُلد القاسم قبل بعثة النبيّ، ومات في حياته وهو في سنٍ صغيرة،[٢] فكان أوّل أولاده ولادةً وأوّلهم وفاةً.[٣]

وكعادة أهل مكة من قريشٍ في عدائهم للنبي -صلَّى الله عليه وسلم-؛ حيث لم يتوانوا في إيذائه والإساءة إليه بعد ذلك، فلمّا مات القاسم ابن النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا عن النبيّ إنَّه أبتر، وقد كانوا يقولون هذه الكلمة لمن ليس عنده أولاد، أو للذي نُزِعت من حياته الخير والبركة، فجاء الرَّد على هذه الإساءة من فوق سبع سماوات، فقال الله -عز وجل-:(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ* إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)،[٤] وكلمة شانئك تعني كارهك وعدوّك، فبيّن الله -سبحانه- أنّ الأبتر ومنزوع البركة هو من يُعادي النبيّ ويسيء إلى شريعة الإسلام؛ بما فيها من العبادات والطاعات.[٥]