والذي يُنقذ شخصاً من بطن الطوفان،والذي يُسخِّر الرِّياح لشخصٍ تحمله أنّى يشاء وحيث يريد.. والذي يستطيع أن يجمع لشخصٍ في ليلةٍ واحدة من الأحداث الضّخمة والعظيمة ما لا يتحمّله الزّمن العادي.. والذي يمكِّن شخصاً من أن تبتلع عصاه أفاعي السّحرة.. قادرٌ على كلّ شيء، ولا يُعجزه شيء، بل هو الوحيد صاحب المعجزات، ولولاه لما انبهر الناس بمعجزة.. والذي يُمكِّن شخصاً من إحياء الموتى بإذنه..والقادرُ على أن يبني السّماوات والواسعات العريضات بلا أعمدة، وليس فيها فطور، وأن يطويهنّ – عندما يريد – كما تُطوى الأوراق، والقادر على أن ينوِّع في الخلق حتى ليتعذّر إحصاء ما في البرّ والبحر والسّماء من مخلوقاته، هو أهل القدرة، وصاحب القدرة، وهو كلّ القدرة،إنّ الإنسان – أي إنسان – بطبيعته كونه ضعيفاً – مهما أوتي من قوّة – ميّال إلى أهل القدرة والإقتدار والقوّة العظمى التي يستمدّ منها قوّة تضاف إلى قوّته.
إنّ عيوننا لها مدى محدود من قوّة النظر والإبصار، ولأسماعنا كذلك، فنحن إذا تحدّث إثنان في نفس الوقت لا نستطيع الإستماع إليهما معاً، بل حتى عقولنا محدودة لا تعرف كلّ شيء، ولا تُدرك كلّ شيء، حتى أنّ كبار العلماء يقولون أنّنا كلّما ازددنا معرفة إزددنا جهلاً أو شعوراً بأنّ ما نجهله أكثر ممّا نعرفه،إزاء هذه المحدودية،كيف لي كإنسان ضعيف أن أستزيد قوّة، وأن أحصل على قوّة إضافيّة لا يسعفني بها جسدي أو إمكاناتي الضيِّقة المحدودة؟
ربّما يخطر لي أن ألجأ إلى (المجهر) و(المرصد) لأرى أكثر من خلال الميكروسكوب والتلّسكوب، إلّا أنّ هذه لها قدرات محدودة أيضاً، فالعلم يزيد من قوّتنا لكنّه يضيف إليها إضافات نسبيّة محدودة أيضاً، ولا يستطيع أن يعطينا أكثر ممّا لديه،الإرتباط بالقوّة العظمى،القوّة المطلقة، التي ليس فيها أدنى ضعف، بل هي قوّة كلّها وهي القوّة المركزيّة التي تُغذِّي وتموِّن محطّات القوّة الأخرى، يعطينا الإحساس بالإنفتاح على عالم غير الذي نضيق به أحياناً.
ألا ترى أنّك أحياناً تضيق بالمدينة، فتخرج إلى أحضان الطبيعة الفسيحة، وأنّك وأنتَ في غرفتك المحدّدة المحدودة تُحلِّق بخيالك في عوالم لها أوّل وليس لها آخر، وبعد أن ظنّ الإنسان أنّه اكتشف الأرض، أرسل مركباته الفضائية ليتكشف الفضاء! إنّه يرفض الحدود ويأبى المحدوديّة.
جهة واحدة ووحيدة هي القادرة على أن تؤمِّن لك (سعةً) لا حدود لها، وفضاءات لا إنتهاء لها، وقدرات أكبير من المخزون لديك،هي التي بيدها كلّ شيء،دليل الإثبات على ذلك أنّ الّذينَ جرّبوا الإنتساب أو الإنتماء لتلك القوّة حقّقوا كلّ ما يُريدون، وشعروا بهذه الرّحابة الرّحيبة، والإمتداد الذي لا يقف عند حدّ.
المصدر: مكتوب
Source: Annajah.net



