‘);
}

ابن رجب الحنبلي

هو الحافظ زين الدين وجمال الدين أبو الفرج، عبد الرحمن بن الإمام المقرئ المحدّث شهاب الدين أحمد بن الإمام المحدّث الشيخ أبي أحمد رجب عبد الرحمن البغدادي الدمشقي الحنبلي المشهور بابن رجب، يُلقّب جدّه بعبد الرحمن، كان ابن رجب خير قدوة، عالماً، وشيخاً، وإماماً، وعلّامةً، وعُرف بالزهد والبركة والحفظ، وأنّه عمدة وثقة وحُجّة في العلم، كما اتبع المذهب الحنبلي. وُلد ابن رجب في بغداد، سنة سبعمئة وست وثلاثين، ثمّ انتقل إلى الشام مع والده في سنّ مبكّرة من عمره، وكان ذلك سنة سبعمئةٍ وأربع وأربعين، ونال الإجازة من ابن النقيب والنووي رحمهما الله، وتعلّم على يد عثمان بن يوسف في مكّة المكرمة، وحرص على سماع الحديث النبوي برعاية واعتناء والده، ولمّا انتقل إلى مصر تلقّى العلم عن صدر الدين أبي الفتح الميدومي، وجماعة من أصحاب ابن البخاري، وجماعة أخرى عُرفت برواية الآثار، ونقل عن محمد بن الخباز، وإبراهيم بن داود العطار، ومحمد بن القلانسي أبي الحرم، وقال عنه ابن حجي: (أتقن الفنَّ -أي فن الحديث- وصار أعرف أهل عصره بالعلل وتتبع الطرق، وتخرَّج به غالب أصحابنا الحنابلة بدمشق).[١]

توفّي ابن رجب سنة سبعمئة وخمس وتسعين للهجرة، الموافق لليلة الاثنين الرابع من شهر رمضان، في منطقة الخميرية، وتحديداً في بستانٍ استأجره، وتمّ دفنه بالباب الصغير قرب قبر العلامة الشيخ الفقيه أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي المقدسي الدمشقي، الذي توفّي في شهر ذي الحجة من سنة أربعمئة وست وثمانين، وقال ابن ناصر الدين عنه: (ولقد حدثني من حفر لحد ابن رجب أن الشيخ زين الدِّين بن رجب جاءه قبل أن يموت بأيام، فقال لي: احفر لي هاهنا لحدًا وأشار إلى البقعة التي دفن فيها، قال: فحفرت له، فلما فرغ نزل في القبر واضطجع فيه فأعجبه وقال هذا جيد ثم خرج، قال فوالله ما شعرت بعد أيام إلا وقد أُتى به ميتًا محمولاً في نعشه فوضعته في ذلك اللحد).[١]