في هذا المقال نُجيب على سؤال اختبأ الملك عبدالعزيز ورجاله في الجافورة ما يقارب الشهرين قبل دخول الرياض صح أم خطأ؟ مرت عملية توحيد مدن ومناطق المملكة بالعديد من المخاطر والمعارك التي خاضها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، والذي كافح كثيرًا من أجل توحيد كافة مناطق المملكة تحت راية واحدة، وكانت رحلة كل منطقة من المناطق التي تم ضمها محفوفة بالمخاطر، وتُعد قصة دخول الملك المؤسس إلى الرياض واحدة من القصص المحفورة في التاريخ والتي تناقلتها الأجيال السعودية جيلًا بعد جيل حتى الآن، لأنها أساس بناء المملكة العربية السعودية، تلك القصة التي نوضح تفاصيلها من خلال السطور التالية على موسوعة.
اختبأ الملك عبدالعزيز ورجاله في الجافورة ما يقارب الشهرين قبل دخول الرياض
- العبارة صحيحة.
- والجافورة هي منطقة رملية واقعة على أطراف الربع الخالي في الجهة الشرقية من المملكة العربية السعودية، وهي المنطقة التي رأها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود مخبأً مناسبًا له ولرجاله في رحلة استرداده لمدينة الرياض من آل رشيد.
- وكانت الرياض هي عاصمة الدولة السعودية الثانية، ولكن بعد انتصار آل رشيد على الإمام عبد الرحمن آل سعود ونفي عائلة آل سعود خارج نجد؛ أصبحت تحت سيطرة آل رشيد.
- وهو ما جعل الملك المؤسس يخطط لاستعادة الرياض، وعودة سيطرة آل سعود عليها.
- ولذلك حاول الإمام عبد الرحمن بن فيصل في عام 1901 استعادة الرياض من آل رشيد، وهي المحاولة التي باءت بالفشل، بعد انتصار ابن رشيد على الشيخ مبارك الصباح في القصيم.
- وتكررت محاولة استعادة الرياض مرة ثانية في نفس العام؛ حيث اتجه الملك عبد العزيز ومعه عدد قليل من الجنود إلى الرياض، حيث دخلوها بسهولة، ثم حاصروا الأمير عبد الرحمن بن ضبعان الذي عينه ابن رشيد في قصر المصمك، ثم قرر عبد العزيز فك حصار القصر ومغادرة الرياض والعودة إلى الكويت.
- ثم أعد الملك عبد العزيز العدة واتجه مرة أخرى إلى الرياض مع عدد من المؤيدين لا يتجاوز 40 فردًا، ومن الأحساء توجهوا إلى الربع الخالي، وخلال رحلتهم ازداد عدد المحاربين بعدما انضم لهم مقاتلين من قبائل العجمان وآل مرة وسبيع والسهول، فزاد عددهم إلى عدة آلاف، ساعدوا الملك عبد العزيز في غزو القرى والقبائل المؤيدة لآل رشيد.
- وبعد ذلك توجه عبد العزيز إلى واحة يبرين الواقعة في منطقة الجافورة، وقضى فيها شهر رمضان، وفي يناير 1902 توجه إلى واحة صغيرة أخرى، وغادرها بعد أن ترك فيها مجموعة من المقاتلين ومعهم عدة خيل وإبل، وطلب منهم الهروب في حال عدم عودته فجرًا.
- ثم استطاع والمقاتلون معه اجتياز سور المدينة في منطقة الشمسية، ثم تسلل بمساعدة صديقة جويسر إلى منزل زوجة عجلان التي كان متزوجها سرًا، فحبسوها وامرأة أخرى، وأخبرتهم زوجته أن عجلان يبيت في قصر المصمك، ويخرج منه صباحًا حتى يتفقد خيله.
- فطلب عبد العزيز من أخيه محمد أن يأتي له حتى يتشاوروا سويًا فيما يمكن فعله، فتشاوروا واستراحوا قليلًا، وصلى الملك عبد العزيز الفجر بجنوده، وقرروا أن يظلوا خارج السور، وأن يعدوا كمين لابن عجلان.
معركة الرياض
- بعد شروق شمس يوم 15 يناير 1902؛ كان الملك عبد العزيز ورجاله ينتظرون خروج ابن عجلان من قصر المصمك، وما أن خرج ابن عجلان وبعض رجاله من القصر حتى رآه الملك عبد العزيز، فأمسك الملك بندقيته وضرب عليه النار، ولكنه لم يقتله.
- وعندما أدرك ابن عجلان ما يحدث؛ ذهب مسرعًا للعودة إلى القصر، ولكن الملك عبد العزيز تمكن من الإمساك به من قدمه، ولكن ابن عجلان تمكن من الفرار من الملك عبد العزيز بعد أن ركله بقدمه، فدخل القصر من الباب الصغير الموجود في البوابة الكبيرة.
- احتشد رجال الملك عبد العزيز ومعهم قائدهم أمام باب القصر، وتمكن عبد الله بن جلوي من دخول القصر، واستطاع إصابة ابن عجلان في مسجد القصر وقتله، ثم دخل الملك عبد العزيز ورجاله القصر، وهو ما جعل رجال ابن عجلان يعلنون استسلامهم.
- بعدما تمكن الملك المؤسس من هزيمة ابن عجلان وحصار القصر، نودي في الرياض أن الحكم لله، ثم لعبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
- وبعد أن انتهت معركة القصر، تمكن عبد العزيز من قتل رجال ابن رشيد ممن كانوا خارج القصر، وركب فهد بن جلوي أحد خيول ابن عجلان، وذهب إلى الرواحل حيث كان يقبع بعض الجنود، وأدخلهم الرياض.
- وعلى الرغم من المعركة الضارية التي خاضها الملك المؤسس؛ إلا أن خسائره لم تكن كبيرة؛ فلم يخسر من جنوده سوى اثنين فقط، وجرح ثلاثة آخرين، وهو انتصار عظيم حققه الملك على الرغم من قلة عدته وعتاده مقارنة بما كان يملك ابن عجلان.
- هذا الانتصار الذي تغنى به الشعراء والرواة في العديد من القصائد والروايات، ثم قام أهل الرياض بأداء يمين الولاء للملك عبد العزيز الذي حرص على تحصين أسوار المدينة.
- وبالانتصار الذي حققه الملك عبد العزيز؛ تمكن من أن يخطو أولى خطواته في استعادة سيطرة حكم أجداده وآباءه على مناطق شبه الجزيرة العربية، وتوحيد معظم أجزائها، ومن ثم بدأت المملكة العربية السعودية كدولة جديدة.
مبايعة الرياض
- بايع سكان الرياض حاكمهم الجديد عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، والذي بشر أبيه بما حققه من انتصار من خلال ناصر بن سعود.
- واستطاع الملك المؤسس وبمعاونة أهل مدينة الرياض بناء سور خلال 40 يومًا ليكون حصنًا للمدينة، هذا السور الذي هُدم من قِبل ابن رشيد في معركة حريملاء.
- وأرسل الإمام عبد الرحمن آل سعود والشيخ مبارك الصباح ذخائر وجنود بلغ عددهم 70 رجلًا إلى عبد العزيز ليكونوا مددًا له، وكان ذلك بإشراف من أخيه سعد بن عبد الرحمن الفيصل.
- ويُعد استرداد عبد العزيز آل سعود لمدينة الرياض هو النواة الأولى التي بنى عليها تأسيس الدولة السعودية الثالثة، ومن ثم توحيد جميع المناطق والأقاليم التي كانت تتبع الدولتين السعوديتين الأولى والثانية.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي أجبنا من خلاله على سؤال اختبأ الملك عبدالعزيز ورجاله في الجافورة ما يقارب الشهرين قبل دخول الرياض صح أم خطأ، كما أوضحنا قصة معركة الرياض وسيطرة الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود عليها، تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.