الحمل العنقودي أو ما يطلق عليه Molar pregnency ليس بالمرض الخطير و لكنه منتشر بصورة كبيرة في مجتمعنا و يحتاج من المريضة التفاهم و المتابعة و عدم الاستعجال بالحمل مرة أخرى إلا بعدة فترة من الوقت و تختلف نسبة الحمل العنقودي حسب التوزيع الجغرافي فتكثر في دول آسيا و الصين و الفلبين و اندونيسيا و هو من مضاعفات الحمل و قليل الحدوث و يكون عبارة عن خلل في تكوين المشيمة و يحدث بشكل مباشر بعد تلقيح البويضة بالحيوان المنوي للإخصاب و يحدث ألا تنمو الخلايا بطريقة طبيعية من أجل تدعيم الحمل ، حيث في الحمل الطبيعي تحتوي البويضة على 23 كرموسوم من الام و 23 من ناحية الاب أما في الحمل العنقودي يجتمع عدد خاطئ من الكروموسومات فيحدث الخلل في نمو المشيمة و يصبح شكلها على هيئة عنقود العنب و تظهر الدوائر الخارجية اشد نموًا من الداخلية بسبب قربها من الأوردة الدموية و تقوم بتغذيتها بسخاء و ممكن أن يحدث فك لأقسام المشيمة إما بشكل كلي أو جزئي كما تستعرض الأنواع فيهلك الجنين جراء هذه الإضطربات غير الطبيعية و قد يحدث أن يمتصة الجسم قبل أن تسقط التكوينات المرضية للرحم .
أنواع الحمل العنقودي :-
يوجد نوعين للحمل العنقودي هما :-
الحمل العنقودي الكامل : يحدث في هذا النوع أن يقوم الحيوان المنوي بتلقيح بويضة فارغة من الكووموسومات الأنثوية فلا توجد البويضة المخبة من الأم و تتكر الكروموسومات من الحيوان المنوي فيتكون نسختين من الكووماسومات للاب بالتالي لا ينمو الجنين و الكيس الأمنيوسي و لا تنمو المشيمة بالشكل الطبيعي بل تشكل المشيمة كتلة من الأكياس تشبه عنقود العنب و تقوم المشيمة بإنتاج هرمون نادر اسمه (HCG) فيتم تحليل الحمل بشكل إيجابي و لكن لا يظهر الجنين عند عمل إشاعة للرحم و يمكن رؤيتها في تلك الحالة بالوجات فوق الصوتية .
الحمل العنقودي الجزئي : يجدث في حالى تلقيح إثنين من الحيوان المنوي لبويضة سليمة بها كوروموسومات الام فيحدث الجمل بجنين و لكن غير طبيعي و مشيمة غير طبيعية لأن عدد الكروموسومات يكون في تلك الحالة 69 كرموسوم 23 من الأم و 46 من الأب في الحمل الطبيعي يكون المجموع 46 كرموسوم فقط تستمر المشيمة بالنمو و الانفسام و تفرز كميات كبيرة من هرمون (HCG) و يحدث هذا الحمل بإستمرار بعد عمليات الإجهاض و عند النساء فوق سن الأربعين عامًا و يحدث عند صغيرات السن في حالات نادرة و في الأغلب يحدث خارج الرحم و بعد الولادة الأولى للمرأة البكر التي لم يسبق لها إجهاض و تشتكى المرأة في هذا النوع من زيادة أعراض الوحم و القئ و الغثيان و يكون حجم الرحم أكبر من المتوقع لعمر الحمل ككل .
أعراض الحمل العنقودي :-
الحمل العنقودي كأي حمل يبدأ بإنقطاع الدورة الشهرية و تشعر المريضة بالغثيان و القئ المستمر و تزداد الحالات حتى تصبح مستمرة و متكررة نتجة لزيادة هرمون الحمل بكميات عالية أكثر من معدلة الطبيعي و يكون حجم الرحم أيضًا أكبر من معدله الطبيعي بسبب التقلصات الشديدة و تحدث بعض الأعراض الأخر مثل :-
– النزيف المهبلي يكون مصاحبًا للنسيج يشبة عنقود العنب .
– تظهر المشيمة على شكل متميز أثناء الأشعة فوق الصوتية تسمى بالعاصفة الثلجية .
– لا يتمكن الطبيب من رؤية الجنين في حال الحمل العنقودي الكامل و في الحمل الجزئي يظهر الجنين بشكل غير طبيعي .
– تصيب السيدة الحامل بالارتعاع النفاسي قبل الاسبوع العشرين من الحمل .
– و تصاب بعض السيدات بأعراض فرط في إفراز الغدة الدرقية .
– الاحساس بالضغط و الألم في منطقة البطن .
– ارتفاع ضغط الدم .
– الأنيميا ( فقر الدم ).
من أسباب الحمل الاساسية السن النساء فوق سن الخمسة و ثلاثين أو الفتيات دون العشرين أو للنساء التي سبق لهن حمل عداري يكون محتمل بنسبة عشرة أضعاف النساء الاخرى ، يوجد نسب عرقية و هي كثيرة في النساء في جنوب شرق أسيا .
تشخيص الحمل العنقودي : يمكن عن طريق ملاحظة ارتفاع مستوى هرمون الحمل HCG- Human chorionic gonadotropin أو مع فحص بالأشعة فوق الصوتية و يفضل إجراءها عبر المهبل ، يكون دائما في حالة عدم وجود جنين و عدم وجود السائل السلوي و تكون المشيمة سميكة و ممتلئة بالكيسات التي تملء تجويف الرحم و تكون الاعراض في الحمل العنقودي الجزئي أقل حدة من الكامل و قد تعانى المرأة من مقدة الإرتعاع و فقر الدم و فرط الغدة الدرقية .
علاج الحمل العنقودي : تحتاج السيدة المصابة بتلك المرض عمل عملية توسيع عنق الرحم للتخلص من الحمل و تسمى أيضًا توسيع أو كحت و تجري تحت التخدير العام يوسع الطبيب عنق الرحم بإداة شفط رقيقة لإزالة الأنسجة من الرحم و بعد ذلك تستخدم أله المكحت لإزالة الأنسجة العنقودية من جدار الرحم و لابد من الحذر أثناء التفريغ من عدم وجود بقايا للحمل لأنها بعد ذلك تنمو مع الأنسجة الأخرى ، في بعض الحالات يلجأ الطبيب لاستئصال الرحم عندما تكون البويضة متقدمة بالعمر أو لا ترغب الأم في مزيد من الأطفال و قد يتم إزالة الانسجة من أول مرة و في حالات اخرى يتطلب عملية أخرى للتوسيع و الكحت لغزالة الانسجة تمامًا ، في بعض الحالات يغطي الطبيب دواء للتخلص من الأنسجة بشكل تلقائي يكون عبارة عن أقراص عن طريق الفم أو جل يتم إدخالة عن طريق المهبل .
في بعض الحالات يستخدم علاج كيميائي مستحضر الميثوتركسيت و يعطى على هيئة جرعات متكررة إلى أن يتم إجفاء الحمل العنقودي لو استمرت المشكلة خصوصًا لدى النساء اللاتي يكبرن بالسن يتم استئصال الرحم .
يوجد بعض المشكلات التي يعاني منها الطبيب المعالج أثناء العملية و هي اختراق الخلايا جدار الرحم و تصبح عضلات و تسمى الحمل العنقودي الغازي و تحتاج إلى علاج كيميائي لان تنظيف الرحم فقط يكون غير كافي و قد يحدث أن توجد الخلايا في مناطق أخرى خارج الرحم فيتم اجراء التصوير الاشعاي للرئة و لابد اجراء لفحص هرمون الحمل و يوجد الدليل على استجابة المريضة للعلاج بشكل اسبوعي إلى أن تصبح النسبة صفر.
و يتطلب من الطبيب متابعة الحالة أسبوعيًا و فحص عينات البول و الدم بإنتظام منها يعرف هل هرمون الحمل لديها ليعرف هل الحالة في تحسن مستمر أم لا .
السؤال المستمر هل يمكن الحمل مرة أخرى؟
في غالبية الحالات لا تؤثر الاصابة بالحمل العنقودي على فرصة الحمل مرة أخرى و لكن من المهم الانتظار فترة للمحاولة مرة اخرى في حالة عدم تلقي علاج كيميائي نحتاجين إلى الانتظارة مدة تصل لتسع أشهر لحين عودة مستويات هرمون الحمل لوضعها الطبيعي قبل محاولة الحمل مرة أخرى و لكن في حال العلاج الكيميائي المدة تطول إلى اكثر من سنة و لم حدث حمل في تلك الاثناء يكون احتمال كبير ان يحدث الحمل عنقودي فيمكنك استخدام وسائل منع الحمل او الواقي الذكري لان الموانع قد لا تكون مفيدة في حالات العلاج من الناحية الصحية فالحبوب لا تكون مناسبة نظرًا لارتفاع هرمون الحمل كما أن اللولب لا يعتبر مناسب للرحم في تلك الحالة .