الاعاقة السمعية ( الدوار Vertigo)

وكثيراً ما يجد المرضى صعوبة في إعطاء تفسير واضح للدوار وما يحدث لهم أثناء النوبة، ويستخدمون مصطلحات مختلفة ومتنوعة ولكن الشكوى الدائمة عندهم هي الإحساس بعدم الثبات في الاتزان وغالباً ما يشكوا العديد منهم من أعراض مصاحبة للدوار مثل الطنين والقئ والإغماء

وتصف براندت  Brandt الدوار علي أنه نوبة من الإحساس الأولى بامتلاء الأذن بالدوارن السريع والطنين  وعدم الاتزان في الجلوس والرأرأه  Nystagmus والذبذبات السريعة اللاإرادية والغثيان والقئ.

وقد تستمر نوبة الدوار ما بين 20 دقيقة حتى ساعتين أو أطول، وتصاحبها حالة من عدم الاتزان وقئ وغثيان وعرق، ويستمر المريض في سلسلة من هذه النوبات لفترات تتراوح ما بين أسابيع وشهور وأحياناً أعوام. ويذكر ياردلي  Yardley (1992c) أن الدوار يشير إلي اضطراب الإدراك الحسي الناتج عن الخلل الوظيفي في أعضاء الاتزان ، ويصف المرضي شكواهم علي أنها دوران متدرج في الشدة من عدم الاتزان الخفيف إلي عدم الاتزان الحاد والإحساس بالإغماء وزغللة الرؤية والدخول في النوم فجأة وعرق وإرهاق وشحوب في الجلد مع السير بترنح ودوران.

 

ويأخذ الدوار شكلين وهما:

1-  موضوعى أو غير ذاتي Objective بمعنى أن المريض يشعر بأنه ثابت بينما البيئة تدور من حوله.

2-  ذاتي Subjective بمعني أن المريض يشعر بأنه يدور بسرعة في حين تظل البيئة ثابتة من حوله، وبالرغم من أن النوعين منتشران فلم تظهر علاقة ثابتة بين نوع الدوار وبين موقع الإصابة بالجهاز الدهليزى Vestibular سواء الطرفي أو المركزى.

وبصفة عامة فإن أعراض الدوار قد تأخذ الأشكال التالية:

1- أعراضاً تظهر في شكل نوبات وتتميز بأنها تكون قصيرة جداً

( أقل من دقيقة) أو طويلة جداً لساعات أو أيام.

2- أعراضاً تظهر بشكل مستمر ومتواصل.

أسباب الدوار:

هناك أسباب متعددة تؤدى إلى حدوث الدوار منها ما يلى:

أولاً: أسباب ترجع لإصابة جهاز الاتزان (الدهليزى الطرفىVestibular) ببعض الإضطرابات مثل :

أ- اضطراب بجهاز الاتزان الطرفى

وهذا الاضطراب يؤثر علي التيه أو العصب الثامنLabyrinth or the eight nerve، ويكون ذلك مسئولاً عن ثلث الحالات المصابة بالدوار، علاوة على أن ما يقرب من 95% من حالات الدوار الطرفى ترجع للأسباب أخرى منها:

1- اضطراب الأذن الوسطى ويشمل التهاب الأذن الوسطى، وانسداد القناة السمعية عندما تمتص الهواء في الأذن الوسطى.

2- اضطراب الأذن الداخلية:

– الدوار الحركى الحميد المتكرر، و الذى يعد من أهم أسباب الدوار في الأذن، وهو وحده مسئول عن 50% من الحالات، ويأتي هذا المرض بدوار كما يحدث أيضاً بسبب وجود بقايا من كربونات من الحصبة الأذنية Otoconia تترسب علي غضروف القناة شبه الدائرية الخلفية.

– التهاب العصب الدهليزى ويكون مصحوباً بدوار وغثيان وضعف ورأرأه Nystagmus ويعزى ذلك إلي عدوى فيروسية  تصيب العصب الدهليزى.

– التهاب تيه الأذن ويأتي بنفس الأعراض مصحوبة بطنين وضعف السمع، وكلاً من إلتهاب العصب الدهليزى وتيه الأذن معاً مسئولان تقريباً عن 15% من كل حالات الدوار الأذنى.

3- مرض مينير  Meniere Disease :

اكتشف هذا  المرض الطبيب الفرنسي بروسبير مينير  Prosper Meniere سنة 1861عندما لاحظ مجموعة أعراض مرضية علي فتاة صغيرة كانت مصابة بنوبة برد شديدة ثم أصبحت صماء في أذن واحدة وتعاني من دوار حاد حتى توفيت بعد عدة أيام.

وتنحصر أعراض هذا المرض في ثلاثة أعراض رئيسية وهي! الدوار والطنين وضعف السمع، وأنه ناتج عن اضطراب في أنظمة الاتزان وليس عن مرض بالمخ.

ب- اضطراب جهاز الاتزان المركزي:

تحدث بعض الأمراض لوجود اختلال وظيفي في التركيب المركزي الذى ينقل الإحساس الناتج من الأذن الداخلية هذا ويمثل الدوار المركزى 2 – 23% من حالات الدوار، ويحدث الدوار المركزي  نتيجة اضطراب في الأوعية الدموية  مثل السكته الدماغية، وتمثل الحالات الآتية 60% من تشخيص الدوار المركزي، بينما يكون الباقي ناتجاً عن حالات فردية غير دائمة، وهذه الأمراض هي:

1- السكته الدماغية ونوبات قصور الدم المخي العابرة Stroke and Transient ischemic attacks.

2- الصداع النصفي Migraine، يسبب وحده 15% من حالات الدوار المركزي ، والصداع النصفي شائع خاصة في النساء في الثلاثينات من العمر وله علاقة قوية بالدورة الشهرية.

3- نوبات الصرع: تأتي بدوار مصحوب بأعراض حركية أو تشويش أو دوران سريع. ونحو 5% من حالات الدوار المركزي تحدث نتيجة لنوبات الصرع.

4- تشوه أرنولد كيارى  Arnold kyarie  Chairma / Formation وهو عبارة عن تشوه في الدماغ والمخيخ.

5- أورام أو أكياس خراريج داخل الجمجمة.

 

ثانياً: أسباب أخرى لا ترجع لإصابة جهاز الدهليز منها ما يلى:

أ- أسباب خاصة بحاسة الإبصار:

1- إدراك بصرى غير طبيعي بالشبكية، كأن يحدث الدوار مثلاً عند النظر لأسفل من مكان مرتفع أو عند استخدام نظارة طبية بعدسات غير صحيحة.

2- حدوث شلل بأحد العضلات الخارجية للعين مما يتسبب عنه حدوث دوار يكون أشد قوة بسبب الإعداد الخاطئ للصورة.

ب- حدوث التهاب أو إصابات في الفقرات العنقية بالرقبة .

جـ- أسباب طبية أخرى:

1- حالات الانخفاض المفاجئ في الضغط، وتكثر خاصة عندما يكون المريض في وضع عمودى.

2- عدم الانتظام في نبض القلب.

3- نقص السكر في الدم.

4- تأثير الأدوية وسوء استعمال المواد الطبية والعقاقير.

د- أسباب أخرى :

نحو 50% من حالات الدوار تقع في هذا الإطار،  وتعزو أسباب الدوار إلي الاضطرابات النفسية أو أسباب غير محددة مثل ضربات الرأس وزيادة التنفس – وأهم هذه الأسباب هي ما يلي:

1- القلق ونوبات الهلع: حيث يشكوا هؤلاء المرضي من دوار حقيقى ونوبات إغماء وأعراض أخرى لا إرادية وفي هذه الحالات يصعب تحديد هل القلق سبب للدوار أو القلق نتيجة الدوار؟

2- إصابة الرأس وما قد يصاحبها من نوبات الدوار.

3- كما يحدث الدوار في مواقف معينة عندما يتحتم علي الفرد عمل شئ ما ، أو عندما توجد أصوات مزعجة ، أو عند وجود رائحة كريهة وكذلك عندما يوجد اضطراب في الرؤية أو أثناء حركات الجسم القوية.

 

أعراض الدوار:

أ- الأعراض الأولية للدوار:

1- الدوار:

ويعنى الإحساس بدوران من الشخص أو البيئة، ويمكن أن يكون الدوار أفقياً أو رأسياً أو حلزونياً – دائرياً ، والدوار الأفقى هو أكثر الأنواع شيوعاً، وعادة ما ينتج عن اضطراب وظيفي في الأذن الداخلية, أما الدوار الرأسى وهو نادر الحدوث، ويكون ثابتاً يكون مصحوباً برأرأه العين لأعلي ولأسفل ، ويرجع السبب فى الغالب إلى الجهاز العصبى.

وهناك الدوار الدائرى أو الحلزونى ويعد أقل انتشاراً من النوعين السابقين وعادة ما يكون مصحوباً أيضاً برأرأه العين Nystagmus رأرأه دورانية في كل المحاور.

2- الاندفاع:

ويعنى الإحساس بالانتقال وعادة ما يكون إحساساً قصيراً ومختصراً من الاندفاع إلي الميل إلي جنب، إضافة إلي أشكال مختلفة تحتوى علي تغيرات في استقبال الاتجاهات لأعلي ولأسفل، والاندفاع يشير إلي اضطراب وظيفي في الأذن الداخلية.

3- حركة الأشياء المرئية:

وتعنى إحساس ذاتي بحركة الأشياء المرئية، وهو إدراك خادع للحركة البيئية، وعادة ما تزداد مع حركة الرأس أثناء المشى.

4- السير غير المتوازن:

وهو عرض شائع في مرض الدوار بكل أنواعه وهو السير بترنح وبعدم اتزان.

5- أعراض سمعية:

مثل الطنين الذى عادة ما يصاحب بعض أنواع الدوار وكذلك ضعف السمع وأحياناً فقدان السمع.

 

ب- الأعراض الثانوية للدوار:

وتشتمل علي غثيان وقئ وإجهاد وصداع وحساسية بصرية وهى متلازمة السوبر ماركت Supermarket Syndrome حيث يشكو المرضى ذوو الحساسية البصرية من دوار يرجع إلي أنواع من الإثارة البصرية التي تظهر عندما يرى المريض سوبر ماركت أو يقود سيارته عبر كبارى علوية أو يشهد شاشة عرض كبيرة.

وأقر كل مرضي الدوار بوجود أعراض جسمية تسبق نوبة الدوار وهي ألم وحرقه في فم المعدة وإسهال  وضيق في التنفس …. وذلك قبل النوبة بدقائق ثم الآم بالجسم وصداع ورنين في الأذن أو في الرأس … وذلك يجعل المريض يشعر بأنه علي حافة الانفجار يصف أحد المرضى نفسه قائلاً ” لدى صداع دائم وذلك يشعرنى بأننى أكاد أنفجر” وأخر  يصف نفسه بأنه مكتئب جدا وأنه تأئيه أفكار انتحارية بعد نوبات الدوار الشديدة .

كما تشير هاجنبو وأخرين (1998B) Hagnebo et al.  إلى أن هناك علاقات ارتباطية قوية بين نوبات الدوار وبعض الجوانب الجسيمة الفسيولوجية والمواقف الشخصية,ففي الجوانب الجسمية الفسيولوجية هناك علامات ومؤشرات يشعر بها المريض عندما تكون نوبة الدوار في طريقها إلى الحدوث ومن هذه المؤشرات الإحساس بالضغط علي الأذن والصداع الخفيف ووخز ورنين حتي الأذن، وضعف في السمع، مع الإحساس بالدوارن السريع ورشح وعرق وإرهاق وغثيان وضيق في التنفس.

 

نسبة انتشار الدوار:

يعد الدوار عرضاً شائعاً ، فيذكر هين (1997)   Hain أن هناك نحو 2.5% مبدئياً ممن يطلبون العلاج يشكون الدوخة  Dizziness ونحو 1% يشكون من الدوار.

كما تذكر هاجنبو(1998A)   Hagneboأن مرض مينير  Meniere Disease بأعراضه المتمثلة في الطنين والدوار ينتشر في السويد بنحو 40 ألف مريض من مجموع الشعب (8 مليون نسمة) ويكثر  في العقد الرابع من العمر، ولكن يكون أول ظهور له في سن العشرين.

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *