وليد عبد الله/ الأناضول / نددت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بشدة، بقصف قوات خليفة حفتر لميناء طرابلس البحري الثلاثاء، الذى أدى إلى وقوع عدد من الضحايا.
وأضافت البعثة في بيان نشرته الأربعاء على موقعها الإلكتروني، أن القصف كاد أن ينجم عنه كارثة حقيقية لو أصيبت باخرة نقل الغاز المسال.
وأعربت البعثة عن أملها باستئناف الحوار العسكري بجنيف، بعد إعلان المجلس الرئاسي تعليق مشاركته بالمحادثات.
ودعت إلى وقف التصعيد والأعمال الاستفزازية خاصة توسيع رقعة القتال، والعودة للحوار سبيلاً وحيداً لإنهاء الأزمة.
والثلاثاء، أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية تعليق مشاركته في محادثات جنيف العسكرية، بعد قصف ميليشيات حفتر، لميناء العاصمة، ما أودى بحياة 3 مدنيين وإصابة 5 آخرين.
وقال المجلس، في بيان “تجدد اليوم انتهاك الهدنة باستهداف مرافق مدنية في العاصمة طرابلس، وكان الهدف هذه المرة ليس مطار معيتيقة، بل قصفت المليشيات المعتدية ميناء طرابلس البحري”.
وشدد على أن الميناء هو “شريان الحياة للعديد من مدن ليبيا، وتصل عن طريقه احتياجات المواطنين الأساسية من أدوية وتجهيزات طبية ومواد غذائية ووقود للاستخدام المنزلي وتوليد الطاقة”.
وتشن قوات حفتر منذ 4 أبريل/ نيسان الماضي، هجوما للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر الحكومة؛ ما أجهض جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين.
أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة تعليق مشاركتها في مفاوضات اللجنة العسكرية المشتركة بينها وبين قوات المشير خليفة حفتر والتي ترعاها المنظّمة الدولية في جنيف، بعد الانتهاكات المتكرّرة للهدنة المبرمة بين الطرفين.
وأتى موقف حكومة الوفاق بعيد ساعات على قصف مدفعي استهدف ميناء الشعب في طرابلس مقر حكومة الوفاق والتي يشن حفتر هجوماً للسيطرة عليها.
وقالت الحكومة في بيان ليل الثلاثاء “نعلن تعليق مشاركتنا في المحادثات العسكرية التي تجري في جنيف حتى يتمّ اتّخاذ مواقف حازمة من المعتدي وانتهاكاته”، في إشارة إلى حفتر.
وأضافت “بدون وقف دائم لوقف إطلاق النار…لا معنى للمفاوضات. لا يمكن ان يكون هناك سلام في ظلّ القصف”.
ويشكّل قصف الميناء آخر خرق للهدنة بين قوات الوفاق وقوات حفتر التي دخلت حيّز التنفيذ في 12 كانون الثاني/يناير الماضي بمبادرة من روسيا التي تدعم حفتر وتركيا الداعمة لحكومة الوفاق.
واعتبرت حكومة الوفاق في بيانها أنّ الهدف “من القصف المبرمج للأحياء السكنية والمطار والميناء وإغلاق مواقع النفط هو خلق أزمات للمواطنين في كافة مسارات حياتهم” من أجل “إيجاد حالة من الفوضى تهزّ الاستقرار بعد أن فشل (حفتر) عسكرياً في تحقيق حلمه بالاستيلاء على السلطة”.
وأطلق المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة في وقت سابق الثلاثاء الجولة الثانية من اجتماعات “اللجنة العسكرية المشتركة 5+5” في جنيف، التي تضمّ عشرة ضباط يمثّلون طرفي النزاع.
وهذه اللجنة هي إحدى ثمار مؤتمر برلين الدولي الذي عقد في 19 كانون الثاني/يناير للبحث في سبل إنهاء النزاع في ليبيا. ومن مهام هذه اللجنة الاتّفاق على شروط وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب قوات الطرفين من بعض المواقع.
وانتهت جولة أولى من المحادثات دون نتيجة في وقت سابق هذا الشهر، لكن قال سلامة إن هناك “مزيداً من الأمل” هذه المرة لا سيما بسبب إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا يدعو إلى “وقف دائم لإطلاق النار”.
وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان الأربعاء عن “أملها باستئناف الحوار”.
ودعت “لوقف التصعيد والأعمال الاستفزازية وخاصة توسيع رقعة القتال. كما ترجو البعثة من الجميع العودة للحوار سبيلاً وحيداً لإنهاء الأزمة”.
– الاتحاد الأوروبي يبدأ مهمة بحرية –
تعيش ليبيا حالة من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، مع تنازع قوى مختلفة على السلطة.
وبدأ حفتر في نيسان/أبريل عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس لكن تقدّم قواته السريع نحو العاصمة في مستهلّ العملية، متعثّر.
ومنذ بدء المعارك بين الطرفين قتل أكثر من ألف شخص ونزح 140 ألفاً، بحسب الامم المتحدة.
كان مقرراً كذلك عقد محادثات إضافية في جنيف في 26 شباط/فبراير في محاولة لإيجاد حل سياسي.
واتفق زعماء دوليون في مؤتمر برلين الشهر الماضي على إنهاء أي تدخل في النزاع الليبي ووقف تدفق الأسلحة إلى البلاد، لكن لم يحقق تقدّم فعلي على الأرض بهذا الصدد.
واتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين على إطلاق عملية بحرية لفرض تنفيذ حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا التي تقول الأمم المتحدة إنه يخرق بحراً وبراً وجواً.
ويسمح لهذه المهمة العسكرية التدخل لوقف شحنات الأسلحة نحو ليبيا.
في غضون ذلك، أجرى حفتر الأربعاء محادثات مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو حول حلّ النزاع في ليبيا، كما أفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان.
وناقش شويغو وحفتر الوضع في ليبيا و”الدور المهم للمحادثات” التي عقدت في موسكو في كانون الثاني/يناير، فضلاً عن “ضرورة تنفيذ” البنود التي اتفق عليها خلال قمة برلين الدولية حول ليبيا الشهر الماضي، بحسب البيان.
من جهته اعرب ريتشارد نورلاند سفير الولايات المتحدة في ليبيا، اليوم الأربعاء، عن “قلقه البالغ” من الهجوم على ميناء طرابلس البحري وتأثيره على المدنيين.
ودعا السفير الأمريكي الأطراف المتحاربة إلى العودة إلى الالتزام بمفاوضات الأسبوع الجاري في جنيف بشأن وقف دائم لإطلاق النار، بعد اجتماعه مع رئيس شركة النفط الوطنية الليبية، حسبما أفادت وكالة أنباء بلومبرج.
وذكرت الأمم المتحدة اليوم أن الهجوم الذي شنه ما يسمى بالجيش الوطني الليبي أمس الثلاثاء على ميناء بحري بمدينة طرابلس، كان يمكن أن يتسبب في “كارثة”.
كان ما يسمى بـ” الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر المتمركز في الشرق، قد أعلن أمس الثلاثاء أن قواته استهدفت مستودعا للذخيرة في ميناء طرابلس رغم وقف هش لإطلاق النار مع خصومه المتمركزين في طرابلس.
وقال مسؤولون في طرابلس إن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب خمسة آخرون إثر الهجوم الذي وقع أمس الثلاثاء وتسبب في تعليق عمليات الشحن، ودفع رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، إلى تجميد مشاركة حكومته المعترف بها دوليا في المحادثات التي تدعمها الأمم المتحدة الأسبوع الجاري.
ومن شأن وقف جميع المحادثات العسكرية والسياسية والاقتصادية بين الطرفين المتحاربين أن يزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى استعادة إنتاج النفط في ليبيا، الدولة العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك). وانخفض إنتاج النفط منذ بدأ أنصار حفتر حصار موانئ النفط في منتصف كانون ثان/يناير.
Source: Raialyoum.com
