البوقرعي يشيد بعمل “التوفيق” ويدعو لحوار وطني حول حدود انفتاح المرجعية الإسلامية على الحداثة
هوية بريس – عابد عبد المنعم
خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية بمجلس النواب، دعا خالد البوقرعي، عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، إلى إطلاق حوار وطني، حول حدود انفتاح المرجعية الإسلامية على الحداثة، بدون أجندات خارجية، مؤكدا ضرورة أن يتم تأطير هذا الحوار بمرجعيات وطنية صرفة، تستند على ما سبق للملك محمد السادس، أن أكده في إحدى خطبه الموجهة للأمة بأنه “بصفته أمير المؤمنين لا يمكن أن يحل حراما أو يحرم حلالا”.
ووفق موقع حزب المصباح أضاف البوقرعي بأن هذا الحوار يتعين عليه أن ينكب على مناقشة حدود الانفتاح على الاجتهادات المعاصرة، وعدم الجمود على بعض الاجتهادات الماضية التي كانت لها سياقاتها الخاصة، داعيا إلى إعمال العقل والإبداع في التعاطي مع كثير من القضايا الراهنة، خاصة في ظل تنوع الروافد الفكرية للمغاربة.
والمثير أن برلماني حزب المصباح أشاد بتجربة المغرب في تأهيل الحقل الديني، والتي اعتبرها بعيدة عن منطق الضبط المعتمد في عدد من البلدان الأخرى، معتبرا أنها تجربة متميزة ونموذجية ورائدة، وتظهر الوجه المشرق للمملكة في تدبير الشؤون الدينية، حيث تستحق هذه التجربة أن تصدر إلى باقي البلدان، خاصة الإفريقية منها، وفق البوقرعي.
كما أكد في تدخله أنه “لا يمكن للقيمين الدينيين وأئمة المساجد أن يكونوا “متحزبين”، حتى لا يؤثر ذلك في خطابهم الديني الموجه للمسلمين المغاربة”.
وفي هذا السياق أشار بعض المعلقين أنه كان على السيد البوقرعي، الذي أشاد بعمل السيد وزير الأوقاف، أن يشير ولو باحتشام للقمع الذي يطال أئمة وخطباء المساجد، وطرق عزلهم المهينة، حيث تعرَّض عدد من علماء ودعاة المغرب البارزين، من الذين قضوا أكثر من عشرين سنة من عمرهم في الدعوة إلى الله، تعرضوا للطرد والإقصاء دون الاستماع لهم من طرف لجنة مختصة، لا لشيء سوى لأنهم تطرقوا لمواضيع راهنة، لا علاقة لها بالتنافس السياسي، وتم التحريض عليهم من طرف منابر معلومة، والسيد التوفيق قراراته جاهزة في مثل هاته المواضيع.
المعلقون أضافوا بأنهم ينتظرون من حزب يرفع في حملته الانتخابية شعار “المرجعية الإسلامية” في وجه الخصوم السياسيين، أن يثبت ذلك حين تنتهك حقوق الخطباء والأئمة، ويوصِل مطالبهم للسيد الوزير لا أن يطبل لقراراته ويشيد بها.
وأضافوا بأن على السيد البوقرعي أن يعلم بأن خطاب المسجد أصبح شبه ميت، وكثير ممن يحضر خطبة الجمعة يخرج متذمرا، لأن مواضيعها لا روح فيها وكثير ممن يعتلي المنبر غير مؤهل بتاتا لتقلد هاته المسؤولية الجسيمة.