ما هو تعريف التخلف العقلي ؟

أفضل تعريف للتخلف العقلي هو التأخر عن القيام بالوظائف الفكرية المترافق مع قصور في السلوك التكيفي مع المواقف ومع الآخرين، ويختلف التخلف العقلي عن المرض العقلي الذي يعود لأسباب نفسية وليس بالضرورة أن يترافق بقصور في السلوك التكيفي.

كيف يتم قياس مستوى التخلف العقلي عند الطفل ؟

يقاس النمو العقلي للطفل دائمًا بالرجوع إلى عمره الزمني، وتمثل إعاقة التخلف العقلي تأخرًا في النمو العقلي. و كما هو الشأن بالنسبة إلى القدرات الحركية التي تظهر تبعًا لنمو الطفل، فإن ظهور القدرات العقلية ترتبط كذلك بفترات من عمر الطفل. وتمثل

المقارنة بين العمر العقلي والعمر الزمني المؤشر المعتمد في تشخيص حالات التخلف العقلي ، فكلما تخلف العمر العقلي عن العمر الزمني زادت حدة مستوى التخلف العقلي، لكن نسبة التخلف ليس لها نفس القيمة حسب عمر الطفل، فمثلاً التخلف العقلي بسنتين

لطفل عمره أربع سنوات أكثر حدة من التخلف العقلي بسنتين لطفل عمره 12 سنة.

ما معنى العمر العقلي ؟

يُستخدم مصطلح “العمر العقلي” في اختبارات الذكاء، وهو يعني أن الطفل قد أجاب بصورة صحيحة على أسئلة الاختبار، وحصل على عدد إجابات صحيحة تعادل أداء الشخص المتوسط في تلك الشريحة العمرية.

ما هي درجات التخلف العقلي ؟

يصنف التخلف العقلي حسب درجة الذكاء التي حصل عليها الطفل في اختبار الذكاء إلى الفئات التالية:

– التخلف العقلي البسيط ( 55-69 درجة)

– التخلف العقلي المتوسط (40-54 درجة)

– التخلف العقلي الشديد (25 -39 درجة )

– التخلف العقلي الشديد جداً (أقل من 24 درجة)  

وقد تم تصنيف التخلف العقلي من قبل مؤسسات التربية الخاصة إلى ثلاث فئات :

القابلون للتعليم (50-70 د): هم الأطفال القادرون على تعلم المهارات الأكاديمية الأساسية.

القابلون للتدريب (30-50 د): هم الأطفال القادرون على تعلم مهارات أكاديمية وظيفية مثل العناية بالذات.

الاعتماديون (أقل من 30 د): وهم يحتاجون إلى رعاية خاصة مستمرة.

ما هي أسباب التخلف العقلي ؟

هناك أسباب كثيرة للتخلف العقلي، بعضها معروفة وبعضها مازالت غير معروفة، وأهم هذه الأسباب:

أسباب ما قبل الولادة :

– الأسباب الوراثية التي تنتج عن خلل ما في المورثات التي يورثها الآباء، أو خلل في التكوين الوراثي، أو أية اضطرابات في المورثات تنتج خلال فترة الحمل عند التعرض لعدوى أو نتيجة التعرض الزائد للأشعة السينية  أو عوامل أخرى مثل التصوير ثلاثي

و رباعي الأبعاد. ومن الأمثلة الشائعة “متلازمة داون” حيث يحدث خلل في صبغي واحد فقط، وكذلك مرض “بيلة الفينيل كيتون” الذي يحدث بسبب خلل في مورثة واحدة فقط.

– من الأسباب ما قبل الولادة أيضاً تناول الكحوليات أثناء الحمل أو الأدوية المخدرة إلى جانب التدخين أيضاً “مضاعفات التدخين أثناء الحمل”، وسوء التغذية “نضائح غذائية للحامل” ، التلوث البيئي، إصابة الأم بمرض ما أثناء الحمل ( توكسوبلازموز”داء

القطط” – الزُهري – الحصبة الألمانية– الفيروس المضخم للخلايا CMV). كما أن الأم المصابة بفيروس المسبب لمرض الايدز يمكن أن ينتقل إلى جنينها ويصاب بتلف في الجهاز العصبي بعد ولادته.

أسباب أثناء الولادة :

أي ضغط على الطفل بشكل غير طبيعي أثناء ولادته يؤثر على مخ الطفل ويسبب إصابات فيه.

الولادة قبل الوقت المحدد ، و لمعرفة المزيد عن الولادة المبكرة

نقص في وزن الطفل.

وهذه الحالات تنبأ أكثر من غيرها باحتمالية الإصابة بالتخلف العقلي.

أسباب  ما بعد الولادة :

إصابة بالأمراض التالية: (السعال الديكي – الجدري- الحصبة).

التعرض للحوادث وإصابة الرأس فيها.

التعرض للغرق.  

التسمم بالرصاص أو الزئبق أو أية سموم بيئية أخرى.

الفقر وضعف المستوى الثقافي:

تكون أطفال الأسر الفقيرة أكثر عرضة للإصابة بالتخلف العقلي، ويرجع ذلك إلى سوء التغذية، توافر الأسباب التي تؤدي إلى انتشار الأمراض مثل عدم توفير العناية أو الرعاية الطبية والتعرض لمخاطر صحية بيئية. كما أن هذه الأسر لا يتاح لأطفالهم تلقي

قدراً ملائمآً من التوعية التي قد تتوافر للآخرين في المجتمعات المتحضرة.

كيف يمكن الوقاية من التخلف العقلي ؟

العديد من حالات التخلف العقلي يمكن الوقاية منها ومنع حدوثها من خلال دراسة الأسباب التي تكمن وراءها، وبالفعل وبفضل التطور في الأبحاث خلال السنوات الأخيرة فقد تم منع  حصول العديد من حالات التخلف العقلي. ومثال ذلك تذكر إحدى الدراسات

أنه كل سنة  نحو 9000 حالة تخلف عقلي يتم منع حدوثها من خلال لقاحي التهاب الكبد ب ولقاح الحصبة، وهناك آلاف من الحالات الأخرى يتم منع حدوثها بوسائل وقائية مختلفة.

وعلى الرغم من أن هناك حالات من التخلف العقلي لا يمكن الوقاية منها تماماً – على الأقل في الوقت الحاضر-  وخصوصاً ما كان مرتبطاً منها بسبب وراثي إلا أنه حتى هذه الحالات يمكن التخفيف كثيراً من شدتها وتطورها. ومثال ذلك التخلف العقلي الناتج

عن “بيلة الفينيل كيتون” والتي من الممكن الآن من خلال فحص دم المولود الكشف عنها، وهذا يجعل من الممكن تغيير النظام الغذائي للطفل مما يخفف كثيراً من شدة الحالة في المستقبل.

وتنقسم وسائل الوقاية من التخلف العقلي إلى ثلاث مستويات :

 

 أولاً- وقاية الحامل :

الحصول على عناية طبية مبكرة.

الحصول على مشورة أخصائي وراثة.

الحفاظ على صحة وتغذية جيدة.

تجنب الكحول والأدوية والتبغ.

الوقاية من الولادات المبكرة.

الوقاية من الإنتانات أو علاجها على الفور.

تجنب الأمراض المنتقلة عبر الجنس.

ثانياً-  وقاية الطفل:

إجراء فحص عام للمولود، ” الفحوصات المهمة لحديثي الولادة  “.

ضمان تغذية مناسبة للطفل.

وضع المواد الكيماوية المنزلية بعيداً عن متناول الأطفال.

استخدام أحزمة أمان في السيارات و مقاعد السلامة  للوقاية من الحوادث.

توفير اللقاحات اللازمة.

الوقاية من الإنتانات أو علاجها.

توفير الوصول السهل والسريع إلى مراكز الرعاية الصحية.

ثالثا – وقاية المجتمع:

مكافحة مخاطر الفقر على الأطفال.

توفير التثقيف والدعم للأهل.

حماية الأطفال من سوء المعاملة والإهمال.

إزالة السموم البيئية.

تقديم  خدمات تنظيم الأسرة.

توفير التثقيف العام حول وسائل الوقاية.

توفير وصول سهل وسريع للجميع إلى مراكز الرعاية الطبية.

تلقيح كل الأطفال.

للمزيد:

شهر التوعية للتخلف العقلي