التراث والحياة في لوحات التشكيلية الجزائرية سامية تالوتي

الفن التشكيلي في الجزائر على غرار بلدان المغرب العربي، يشهد انتعاشا مقارنة بما مضى، ففي العقود الأخيرة برز الكثير من التشكيليين والتشكيليات، بإنتاجات متفاوتة بين الإبداع والتجديد والتقليد، هذا الازدهار الفني جاء بفضل الانفتاح الإعلامي، وفتح المجال للفنانين بمختلف أجيالهم للمشاركة في تظاهرات فنية محلية ودولية، وبذلك صارت مساحة التواجد الفني للتشكيل رحبة لتراكم التجارب […]

التراث والحياة في لوحات التشكيلية الجزائرية سامية تالوتي

[wpcc-script type=”8d77237b6c2a0fcdeaee2c6a-text/javascript”]

الفن التشكيلي في الجزائر على غرار بلدان المغرب العربي، يشهد انتعاشا مقارنة بما مضى، ففي العقود الأخيرة برز الكثير من التشكيليين والتشكيليات، بإنتاجات متفاوتة بين الإبداع والتجديد والتقليد، هذا الازدهار الفني جاء بفضل الانفتاح الإعلامي، وفتح المجال للفنانين بمختلف أجيالهم للمشاركة في تظاهرات فنية محلية ودولية، وبذلك صارت مساحة التواجد الفني للتشكيل رحبة لتراكم التجارب وإغنائها، عبر التفاعل بين الفنانين في كل بلد على حدة، وفي مختلف بقاع الوطن العربي.
ومن التجارب اللافتة، تأتي أعمال الفنانة سامية تالوتي ــ مواليد 1968 في مدينة سيدي بلعباس ــ خاصة محاولاتها، أن تبصم التشكيل الجزائري والعربي بمنجز إبداعي، ممتد الجذور إلى التراث الجزائري، معمارا ولباسا، وهو تراث مشترك بين بلدان المغرب العربي.

التراث

كثير من إبداعات تالوتي، تقدم ملمحا يتميز بتجانس المعمار القديم فيه، مع أزياء وملابس النساء والرجال، لوحات بألوان مريحة بعيدة عن اللون الصادم للناظر، لوحات تفتح شهية الرؤية والتأمل في مناظر محبوكة بمهنية الفنانة، التي ترى في الأشياء جمالها وسحرها المستحق للتوثيق الإبداعي. وتبدو دقة الانتقاء للمشهد بالشكل الذي يترجم رؤيتها الإبداعية، ويتماشى مع أسلوبها الفني، في تقديم مفردات أعمالها المتنوعة. ومن موقفها الواعي بالتراث تأتي اللوحات لتشعرك بالجمالية وبعمق الإحساس، إزاء المعمار وإزاء المرأة، بردائها المغطي لجسدها، علاوة على الرجل بجلبابه، نجد الأزقة والدروب الحافلة بحركة من يرتديها حاضرة بجمالية ساحرة. وما يميز لوحاتها وفاؤها للطراز نفسه والتقنيات نفسها، ودرجة اللون مما يجعلها تحيل على تجربتها العميقة ذات المسار الواحد، فالاشتغال ضمن مسار فني وحيد يجعل الفنان أعمق وأكثر مهارة في إتقان المفردات التي يبثها في عمله الفني. ويبدو هوسها بعالم المرأة، بما يتميز به من محافظة على التقاليد الموروثة عبر الأجيال.
وتأتي أهمية منجزها الإبداعي في جانبه الإمتاعي والتوثيقي الرائق لمناظر وموضوعات تبرع في اقتناصها، حين تتبدى لها مناسبتها لمنظورها الإبداعي، سواء تعلق بالطبيعة الصامتة أو بالمشاهد الدينامية الحاملة لحركات كائناتها.

التنوع

رغم ما يلاحظ في منجز الفنانة من وفائها للمعمار، وما له من علاقة بأشياء التراث، فإن مهارتها الإبداعية غير مقتصرة على هذه الثيمة التراثية، بل نجد لها موضوعات تتعلق بالمرأة والطفولة والطبيعة الصامتة، بكل ما تحمله من بهاء التضاريس والأبعاد، محاكاة للطبيعة الساحرة في الجزائ. فأعمال سامية تالوتي تسهم دوماً من خلال جمالياتها وتقنياتها في النهضة التشكيلية في الجزائر.

٭ تشكيلي وكاتب مغربي

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *