وشدد خبراء سياسيون ودبلوماسيون في حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية” على أهمية هذا الدعم؛ كون الصومال بحسب وصفهم جزءا من الأمن القومي العربي.

وخلال لقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أكد أبو الغيط التنسيق مع الدول العربية والأمم المتحدة وغيرهما من المنظمات الدولية لمواجهة هذه الأزمات التي تعصف بالصومال حاليا.

 

واستمع أبو الغيط إلى رؤية الرئيس الصومالي حول آخر تطورات الوضع الداخلي في البلاد، والخطوات المتخذة لتشكيل الحكومة في وقت قريب.

ويشهد الصومال أزمة صعبة مع موجة الجفاف الشديد التي تضرب جميع أنحاء البلاد، وسط تردي الأوضاع المعيشية وزيادات حادة في انعدام الأمن الغذائي والمائي.

غلق مدارس

ووفقا لتقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) فالجفاف الذي يضرب الصومال على مدار 4 سنوات، أدى إلى أن 70 % من الأطفال في سن الدراسة لم يتلقوا التعليم المناسب.

ومن أسباب الحرمان من التعليم الآن إغلاق 250 مدرسة قبل نهاية العام الدراسي في مايو بسبب الجفاف، وتدمير 12 مدرسة نتيجة العواصف، بحسب ذات التقرير.

وفي الوقت الحالي، تقدر المجموعة أن 2.4 ملايين طفل في سن المدرسة قد تأثروا بالجفاف، وفقا لتقرير “اليونيسيف”.

 وفي الوقت الحالي، فإنه من بين 204 ملايين طفل في سن المدرسة تأثروا بالجفاف، 1.7 ملايين طفل خارج المدرسة، ونحو 720 ألف فتاة معرضات لخطر التسرب من المدرسة.

ويتوقع التقرير زيادة التسرب من المدرسة لعدم قدرة الآباء على دفع الرسوم المدرسية وتفاقم مخاطر الحماية.

ولدعم الوضع التعليمي المتدهور، وافق مجلس إدارة البنك الدولي على تمويل إضافي بقيمة 52 مليون دولار للمساعدات الإنمائية الدولية لتعزيز جهود التمكين الاقتصادي المستمرة للنساء والفتيات في الصومال.

ويهدف التمويل إلى إفادة ما لا يقل عن 28500 شابة، وما يصل إلى 3000 شاب محروم تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عامًا من الفئات المهمشة والضعيفة في المقام الأول، بما في ذلك النازحون داخليًا.

طرق الدعم

وعن أشكال الدعم المتاح من الجامعة العربية، يقول مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير رخا أحمد حسن، إن الجامعة تدعم التعليم في الصومال عبر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو” التي تطلب من الدول الأعضاء ذات الوفرة المالية مثل دول الخليج، والدول التي لديها إمكانية طباعة الكتب كمصر والمغرب، توفير احتياجات الصومال في ملف التعليم.

إضافة لذلك، يتابع حسن، فإن مصر بإمكانياتها البشرية قادرة على إرسال المعلمين للصومال.

ويلفت السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية، عن أدوات أخرى لدى الجامعة العربية، مثل وضع الصومال على بند دعم السلام والتنمية، كما هو الوضع مع السودان، بما يحقق دعما دائما ومستمرا لقطاع التعليم الصومالي.

 ودعا حليمة لأن يكون هذا الأمر على جدول القمة العربية المقبلة؛ كون الصومال جزءا من الأمن القومي العربي.

ويعرب المحلل السياسي الصومالي المتخصص في شؤون القرن الإفريقي، نعمان حسن، عن تفاؤله بأن دعم الجامعة العربية سيساعد في إنقاذ قطاع التعليم، وإنقاذ الصومال عموما الذي يمر بما وصفها بمرحلة صعبة على كل المستويات، وأكثر من نصف الأراضي الصومالية معرضة للجفاف والتصحر.