يتعرض الرجل إلى الكثير من التغيرات سواء الجسدية أو الفسيولوجية، حينما يصبح أبا، فالأبوة هي تغير كامل في الرجل، حيث تجعله أكثر مسؤولية، فعلى الرغم من أن مسؤولية الأمهات أكثر بكثير من الأباء، إلا أن الآباء أيضا يتغيرون ، فمنهم من يعاني من الاكتئاب، ومنهم من يشعر بتغير كامل لحياته للأفضل .
التغيرات الفسيولوجية عند الآباء
1- الحد من السلوكيات التي بها مخاطر: فأغلب الرجال في مرحلة الشباب، ينجرفون وراء الكثير من المخاطر، سواء كانت مخاطر تودي بحياتهم نهائيا، أو تؤثر على الصحة، وقد أجريت دراسة في جامعة ولاية أوريغون على 200 رجل أعمارهم بين 12 إلى 31 عاما، وكانت الغرض من الدراسة هو قياس معدلات الميل لارتكاب الجرائم المختلفة، كشرب التبغ والكحول واستخدام الماريجوانا خلال فترة الدراسة .
وكانت النتائج أن الأبوة هي الفيصل في حل مثل هذه المخاطر، حيث تقل معدلات الجريمة وتعاطي المخدرات والتدخين في هذه المرحلة، خاصة بعد سن العشرين عاما والثلاثين عاما .
2- خفض مستويات هرمون الذكورة ( التستوستيرون ) : لاشك أن الأبوة تحتاج إلى الكثير من التغيرات العاطفية والجسدية، والتي تتماشى مع الوضع الجديد، ومن بين هذه التغيرات هو خفض هرمون التستوستيرون ، وهو يعني حماية الرجل من الكثير من الأمراض المزمنة .
ففي دراسة من جامعة نورث وسترن وجد أن الآباء لديهم استعداد بيولوجي لرعاية الآباء، وهنا تنخفض لديهم مستويات التستوستيرون، وهو ما يجعل الرجل يدخل الذكر للتنافس على الأنثي، ففي حين ابقاء المستويات عالية فهذا يعني ارتفاع مستويات الأنشطة ذات الصلة، لذلك فمن الأفضل خفض مستوياته قليلا .
3- زيادة الوزن: ليست الأم وحدها معرضة إلى زيادة الوزن الناتج عن الحمل والولادة وتغير الهرمونات، ولكن الأب أيضا معرض لزيادة الوزن مع تغير الهرمونات لديه، حيث تكون الزيادة واضحة أكثر في منطقة البطن.
وقد نشرت دراسة في مجلة علم الأحياء وجدت أن الذكور يكسبون ما يصل إلى 20% من وزن الجسم، بمجرد علمهم بأن زوجاتهم حوامل، وهذا يعني أن لدى الآباء طاقة أكبر لاستنزافها عند وصول الطفل الجديد، وهو ما يسمى ( أعراض الحمل المتعاطفة ) حيث يتعرض الزوج في هذه المرحلة إلى أعراض الحمل مثل زيادة الوزن والصداع والأرق والتهيج وآلام الظهر والغثيان وحتى نزلات البرد .
4- تحسين الدماغ: وفي نفس الدراسة التي نشرت في مجلة علم الأحياء، وجدوا أيضا أن الرجال يصابون في هذه المرحلة ببعض التحسينات في قشرة المخ، وهي التي تساعد في التفكير وتحليل الأفكار وغيرها من هذه المهام.
فبعد ولادة الأطفال أظهر الخلايا العصبية في منطقة الجبهة وهي مكان قشرة المخ، المزيد من التواصل، وهو ما يشير أن وجود الأطفال الصغار يحفز جزءا من الدماغ، وهو الأمر المسؤول عن التخطيط والذاكرة والمهارات التي يحتاجها الآباء في حياتهم .
لذلك فالآباء في هذه المرحلة يتغيرون لإعداد أنفسهم ليصبحوا آباء مثاليين، وفي نفس الوقت مشاركة الزوجة معنويا، حتى تجتاز هذه المرحلة الصعبة، وأن ذلك بالطبع يؤثر على الأبناء فيما بعد، وأن الجو الأسري السليم يحافظ على نفسية وسلوكيات الأبناء طوال حياتهم ، فالأب والأم هم نواة الأسرة .