التكاسل عن الصلاة من علامات ماذا ؟ انتشر هذا السؤال في كافة منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث العربية في الآونة الأخيرة، خصوصا وأنه كما نعلم جميعا بأن الصلاة عماد الدين، وواحد من أهم أركان الإسلام الخمسة، فالصلاة هي ثاني الأركان، علاوة عن كون أن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة هو الصلاة.
علاوة عن كون أن الصلاة تعد واحدة من أبرز العبادات التي يحب الله أن يقيمها العبد، فالجدير بالذكر هو أن عبد الله بن مسعود قد روي عن رسول الله صل الله عليه وسلم ” سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي “
وبناءا علي الأهمية البالغة للصلاة، خصوصا وأنها تمثل العلاقة بين العبد وربه، فحينما يقيم العبد صلاته فإنه يقف بين يدي ربه، ونظرا لأهمية هذه العبادة سواء كانت في الدنيا أو الآخرة ،فقد تساء الكثيرون عن المتكاسلين عن إقامة الفروض الخمس، فما هو حكمهم، وهل تكاسل العبد المسلم عن إقامة صلاته تشير إلى أحد الدلائل، فكل هذه الأسئلة وأكثر سنجيب عنها من خلال سطور مقالنا عبر موسوعة .
التكاسل عن الصلاة من علامات
من الجدير بالذكر هو ما قد ذكره أحد الدعاة حول إقامة الصلوات والفروض الخمس، حيث أشار إلى كون أن العبد يؤجر علي صلاته حينما يؤديها في مواقيتها، خصوصا وأنها فروض مفروضة، أي أنها مقيدة بمواقيت، ففي حالة قيام العبد لصلاة الفرض بعد موعده، فيؤجر علي صلاته، إلا أن الله عز وجل يوم القيامة، سيسأله حول تأخيره للصلاه، أي أنه علي الرغم من كون أنه قد صلي الفرض إلا أنه سيحاسب علي كون أنه لم يؤده في وقته المفروض فيه، فما بالنا بمن يتكاسل عن إقامة الصلوات من الأساس، وبناءا علي كون أننا نسعى جاهدين كي نوفر للقارئ العربي كافة المعلومات المتعلقة بالمسألة التي يبحث عنها، فستحمل طيات السطور التالية كافة المعلومات الممكنة حول السؤال المذكور أعلاه، موضحين علاما يشير تكاسل العبد عن إقامة صلواته.
- من الواجب للتنويه، هو أن التكاسل عن الصلاة من علامات النفاق الأصغر، أي أن من يتكاسل عن إقامة الصلوات الخمس، هو أحد المنافقين، وهذا نظرا لكون أن الصلاة هي أحد عادات المسلم.
- علاوة عن كون أن الله تعالي قد قال في كتابه الكريم بسورة النساء في الآية رقم 142 ” إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ” حيث أن ” محمد بن جرير الطبري ” قد قال في تفسيره لهذه الآية بأن المنافقين لا يقومون بأداء أي فعل يعمل علي تقريبهم من الله عز وجل، وخصوصا من العبادات التي فرضها الله علي المؤمنين.
- بالإضافة إلى كون أن الدين الإسلامي الحنيف، قد ذم كافة المتكاسلين عن إقامة الصلوات، خصوصا وأن حبيبنا المصطفي صلوات ربي وسلامه عليه، قد روي في أحد أحاديثه الشريفة، والذي رواه عنه بريدة بن الحصيب الأسلمي حول الصلاة وأهميتها ” العهدُ الذي بينَنا وبينَهم الصلاةُ فمَن تركَها فقد كفرَ “.
- وبناءا علي هذا فوجب علي كافة المسلمين المؤمنين بالله في كافة بقاع الأرض، معرفة أن التكاسل عن إقامة الصلوات، هي احد صفات المنافقين الغافلين، فعلي الرغم من كون أن هذه العلامة أحد علامات النفاق الأصغر، إلا أن هذا النفاق الأصغر هو أسرع طريق يقود المرء للوصول إلى النفاق الأكبر، فوجب علي كل عبد أن يحرص كل الحرص علي إقامة صلواته في مواقيتها، وألا يؤخرها.
ما حكم المتكاسلين عن الصلاة
كنا قد أشارنا فيما قد سبق ذكره، إلى كون أنه في الدين الإسلامي، قد صنف المتكاسلون عن إقامة الصلوات بأنهم منافقون، وتلفق لهم تهمة النفاق الأصغر، فالدين الإسلامي يذم ويعيب المتكاسلون عن إقامة الصلوات.
- خصوصا وأن تأخير الصلوات عن مواقيتها تعد أحد كبائر الذنوب التي قد يقع فيها البعد المؤمن، علاة عن كون أن الله عز وجل قد توعد المتكاسلين عن إقامة الصلوات ومؤخروها بالويل والعذاب، فقد توعدهم بأن مكانهم سيكون واحد من أسوء الأماكن المتواجدة في قعر جهنم.
- فيقول الله تعالي في كتابه الكريم بسورة مريم في الآية رقم 59 ” فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ” حيث أن علي بن أبي طلحة قد روي عن ابن عباس رحمه الله، بأنهم سيلقون خسرانا وشرا كبيرا، بجانب قول سفيان الثوري ومحمد بن إسحاق وغيرهم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، بأن ” الغيا ” هو أحد أودية جهنم صاحب قعر بعيد جدا، وخبيث الطعام.
- بالإضافة إلى ما قد أورده الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية الأسبق، حول كون أن الصلاة هي عماد الدين، فمن قد قام بإقامتها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين، خصوصا وأن تركها عن طريق القصد والتكاسل هو منكر قد أجمع عليه كافة جمهور الفقهاء سواء كان التكاسل عن الصلاة قصدا أو سهوا.
- حتي أنه قد أضاف وضحا، كون أن الصلوات فرض علي العبد المؤمن المسلم، سواء كان قد سمع الآذان الخاص بالفرض أم لا، وهذا نظرا لكون أن مواقيت دخول الصلوات معروفة، فمن تكاسل عن أدائها وهو مدرك فقد قام بأحد الكبائر.
- والجدير بالإشادة أنه قد أشار إلى الصلاة علي أنها شرف يناله العبد قبل أن يكون بأنه يصلي فرض من فروض الله، فيكفي العبد أن الله يكون قد أباح له الوقوف بين يدي حضرته.
معينات علي إقامة الصلوات
من الجدير بالذكر فيما يتعلق بالمتكاسلين عن إقامة الصلوات، هو أنه تتواجد العديد من العوامل التي من شأنها أن تعين العبد علي إقامة فروضه دون التكاسل عنها، وبناءا علي أهمية هذه المسألة، فستحمل طيات السطور الأتية أبرز هذه العوامل فيما يلي ذكره.
- معرفة عاقبة المتكاسلين عن إقامة الصلاة: وهذا نظرا لكون أنها هي أول ما يسأل عنها العبد في قبره، وهي الفاصل فيما بين المسلم والكافر، فمن ترك الصلاة فقد كفر.
- معرفة أهمية الصلاة: خصوصا وأن الصلاة هي الرابط المباشر بين العبد وربه، فحينما يقف العبد للصلاة فيكون بين يدي ربه.
- الدعاء لله عز وجل: علي العبد الذي يعاني من مشاكل التكاسل في الصلاة والضعف، أن يلجأ إلى ربه بالدعاة والمناجاة طالبا من الله أن يعينه وأن يثبته علي إقامة الصلوات.
في النهاية ومع وصولنا لنقطة الختام في مقالنا الذي أجاب عن سؤال التكاسل عن الصلاة من علامات ماذا فنكون قد أشارنا إلى الإجابة في كون أن تكاسل العبد عن إقامة صلواته، فهذه تعد أحد علامات الشرك الأصغر، وهذا نظرا لكون أن رسول الله قد أوضح لنا كون أن إقامة الصلاة هي الفارق فيما بين المسلم والكافر فمن تركها فقد كفر، علاوة عن كون أنها أول ما يسأل عنها العبد في قبره، وهي أحب الأعمال إلى الله.