التهاب السحايا والدماغ

يُعزى سبب الإصابة بالتهاب السحايا إلى العدوى الفيروسية في معظم الحالات، وقد تحدث بسبب عدوى بكتيرية وفي حالات نادرة بسبب التهابات جرثومية أخرى، وبما أن العدوى البكتيرية قد تهدد الحياة فينبغي تحديد سببها، ومن أشهر السلالات البكتيرية التي قد تسبب التهاب السخايا البكتيري؛ هي المكورة الرئوية، والمكورة السحائية، وفي الحقيقة فإن عوامل خطر الإصابة بالتهاب السحايا تشمل ما يلي:

• عدم تلقي اللقاحات: في مرحلة الطفولة أو البلوغ.
• مرحلة الطفولة المبكرة: إذ يشيع التهاب السحايا الفيروسي في الأطفال الذين يقل أعمارهم عن 5 سنوات.
• العيش في بيئات معينة: كالأشخاص الذين يعيشون في المساكن الجامعية، والقواعد العسكرية، والأطفال في المدارس الداخلية، وأي أماكن تجمعات كبيرة.
• فترة الحمل: يزداد خطر الإصابة بالسحايا في فترة الحمل، وقد تزيد من خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة، أو ولادة جنين ميت.
• ضعف الجهاز المناعي: تؤثر بعض الأمراض والاضطرابات الصحية سلباً على الجهاز المناعي، مثل الإيدز ومرض السكري، واستخدام الأدوية المثبطة للمناعة، واستئصال الطحال، وتلك العوامل جميعها تزيد خطر الإصابة بالسحايا.

أما التهاب الدماغ فإن السبب الكامن وراء الإصابة به غير معروف، لكن في معظم الحالات فإن السبب هو العدوى الفيروسية، لكن قد يحدث في بعض الحالات بسبب العدوى البكتيرية، ومن أهم عوامل خطر الإصابة بالتهاب الدماغ ما يلي:

• العمر: إذ يعد كبار السن والأطفال الصغار أكثر عرضة للإصابة بمعظم أنواع التهاب الدماغ الفيروسي.
• ضعف جهاز المناعة: إذ يعد الأشخاص الذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية (بالإنجليزية: HIV) المتسبب بمرض الإيدز، أو الحالات المرضية الأخرى التي يترافق معها ضعف في جهاز المناعة أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الدماغ.

اقرأ المزيد: وسواس الإيدز

• المناطق الجغرافية: تشيع الأمراض المنقولة في مناطق جغرافية أكثر من غيرها.
• الفصول: قد تشيع بشكل أكبر في فصل الصيف.

أكثر الأعراض شيوعاً لدى الأطفال والمراهقين هي:

• تيبس وآلام الرقبة، وبالأخص عند محاولة ملامسة الذقن للصدر.
• ارتفاع درجة الحرارة.
• الصداع الشديد.
• حالات التقيؤ.
• انخفاض مستوى الوعي.
• تشنجات عصبية تشمل كل عضلات الجسم.

كما قد تنتج أعراض إضافية تختلف باختلاف المرحلة العمرية للمريض، مثل:

• الأطفال الرضع: قلة الشهية وتكدر المزاج، وقد يصاحبها أيضاً وجود طفح جلدي، كما قد يبكي الطفل عند حمله.
• الأطفال الأكبر عمراُ: تبدأ الأعراض بصورة مشابهة للأنفلونزا كالسعال وصعوبات التنفس.
• البالغين: فقد تبدأ الأعراض بارتفاع درجات الحرارة والصداع فقط لفترة من الزمن قبل أن تتطور إلى الأعراض التقليدية للعدوى.

من المهم في هذه الحالات مراجعة الطبيب فوراً، كونه الشخص المؤهل القادر على التمييز بين نوعي العدوى البكتيرية والفيروسية، وكذلك فإنّ تلقّي العناية الصحية مبكراً في حالات العدوى البكتيرية خاصة قد يكون منقذاً لحياة المريض.

تشمل الخطوات اللازمة لتشخيص الحالة المرضية للإصابة بالتهاب السحايا والدماغ ما يلي:

• الفحص الطبي السريري: يعد الخطوة الأولى لتشخيص المرض؛ إذ يبدأ الطبيب بأخذ التاريخ المرضي بالتفصيل، كما يساعد الفحص العصبي على تقييم حالة المريض بشكل دقيق.
• الفحوصات المخبرية: لضمان التشخيص الدقيق لحالة المريض، مثل فحوصات الدم العامة وزراعة الدم، كما قد يحتاجون إلى إجراء عملية سحب عينة من سائل النخاع الشوكي لغرض تحديد الكائن المجهري المسبب للالتهاب وتحديد الطرق الأفضل للعلاج.
• الفحوصات الإشعاعية: كالتصوير الطبقي والرنين المغناطيسي للرأس، والذي قد يظهر تورمات في اغشية الدماغ، كما أن التصوير الإشعاعي لمنطقة الجيوب الأنفية والصدر قد يظهر وجود بؤر التهابية، وهي المسؤولة عن وصول العدوى إلى أغشية وأنسجة الدماغ.

في الحقيقة فإنه يتم علاج المرضى تبعاً للمسبب للعدوى وحالة المريض عند التشخيص، إذ إنّ المصابين بالالتهابات الفيروسية يتم علاجهم في البيت عن طريق تناول الأدوية الخافضة للحرارة، وتناول السوائل، والحصول على الراحة التامة، وفي المقابل  يحتاج المصابون بالالتهابات البكتيرية عادة إلى الدخول إلى المستشفى لتلقي العلاج، كما قد يحتاج قسم من هؤلاء إلى الدخول إلى قسم العناية المركزة وخاصة ممن يصابون بتسمم الدم أو صعوبات التنفس.

ويجدر بالذكر أن المضادات الحيوية واسعة الطيف تعد حجر الزاوية في علاج هذا النوع من الأمراض، إذ يتم إعطاء هذه المضادات الحيوية عادة عن طريق الوريد لضمان أفضل أداء للدواء ضد البكتيريا، وقد يحتاج المرضى أيضاً إلى الكورتيزون في بداية رحلتهم العلاجية وذلك لحماية أنسجة الدماغ والوقاية خاصة من فقد السمع بسبب تضرر العصب السمعي.

اقرأ المزيد: عصب سمعي

وقد يعاني بعض المرضى من أعراض مصاحبة للالتهاب؛ كارتفاع درجات الحرارة، والجفاف، وقصور وظائف الكلى؛ ولذلك فإنّ الطبيب المعالج يضع خطة لعلاج المرضى كلاً على حدة وحسب حاجة كل مريض.

يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية لتقليل فرص الإصابة بالتهاب السحايا والدماغ، وتشمل الآتي:

• غسل اليدين بانتظام، وتعليم الأطفال كيفية غسل اليدين وخاصة قبل الأكل وبعده، وبعد استعمال الحمامات، وعند ملامسة الحيوانات الأليفة.
• تجنب مشاركة الأدوات مع الآخرين، كأدوات الأطعمة والمشروبات، ومستلزمات النظافة الشخصية كفراشي الأسنان.
• اتباع نمط حياة صحي كالحفاظ على الصحة العامة، وممارسة الرياضة بانتظام، والالتزام بنظام غذائي صحي.
• تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطاس لتجنب انتقال العدوى إلى الآخرين، وينصح باستخدام مناديل ورقية لهذا الغرض، والتخلص منها عند اللزوم.
• اتباع الحامل قواعد تغذية صحية وتجنب تناول مشتقات الألبان المصنوعة من الحليب غير المبستر.

تتضمن المضاعفات المحتملة لالتهاب السحايا والدماغ في حال عدم تلقي العلاج اللازم ما يلي:

• فقدان السمع.
• فقدان الذاكرة.
• صعوبات التعلم.
• تضرر أنسجة الدماغ.
• مشاكل المشي والحركة.
• فشل وظائف الكلى.
• تسمم الدم والوفاة.

Richard Young. Meningoencephalitis. Retrieved on the 25th of february ,2020, from:

https://pediatriccare.solutions.aap.org/chapter.aspx?sectionid=136093777&bookid=1626

mayoclinic. Encephalitis. Retrieved on the 25th of february ,2020, from:

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/encephalitis/symptoms-causes/syc-20356136

Mayoclinic. Meningitis. Retrieved on the 25th of february ,2020, from:

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/meningitis/symptoms-causes/syc-20350508

E Lee Ford-Jones. Acute childhood encephalitis and meningoencephalitis: Diagnosis and management. Retrieved on the 25th of february ,2020, from:

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2851260/