‘);
}

التهاب الغدّة الدرقيّة بعد الولادة

يُطلق مصطلح التهاب الدرقية التالي للوضع أو التهاب الغدّة الدرقيّة بعد الولادة (بالإنجليزية: Postpartum Thyroiditis) على الحالة التي تتمثل بحدوث التهاب في الغدة الدرقية خلال السنة الأولى من الولادة، وحقيقةً تُعدّ مشكلة التهاب الدرقية من المشاكل التي يصعب تمييزها بعد الولادة للاعتقاد بأنّ أعراضها مرتبطة بالتوتر الطبيعيّ الذي يتبع الولادة، ومن الأخبار السارة أنّ النساء المصابات بهذه المشكلة عادة ما تعود الدرقية لديهنّ لوضعها الطبيعيّ بعد مرور ما يُقارب 12-18 شهرًا على بدء ظهور الأعراض، مع التحفظ على الحالات التي تُعاني فيها بعض السيدات من مشاكل مدى الحياة، والجدير بالبيان أنّ النساء المصابات بالتهاب الدرقية بعد الولادة يمررن في العادة في مرحلتين؛ الأولى تُعرف بفرط نشاط الدرقية (بالإنجليزية:Hyperthyroidism)، أي ارتفاع مستوى هرمونات الدرقية عن الحد الطبيعيّ، والثانية تتمثل بقصور الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، وتُعرّف بأنّها انخفاض مستوى هرمونات الدرقية عن الحد المقبول، وإنّ ما يُفسر ذلك هو أنّه في بداية الإصابة بالالتهاب تُفرز الدرقية هرموناتها في الدم، فترتفع المستويات عن الحدّ الطبيعيّ فتظهر أعراض فرط نشاطها، ولكن مع مرور الوقت تتعطل الدرقية إثر الالتهاب الذي تعرضت له، فتُعاني السيدة من قصور الدرقية، مع العلم أنّ هناك بعض الحالات التي تُعاني فيها السيدات المصاب بالتهاب الدرقية التالي للولادة من فرط أو قصور الدرقية فقط دون المرور بالمرحلتين.[١][٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ مشكلة التهاب الدرقية بعد الولادة ليست من المشاكل النادرة؛ فبالاستناد إلى الرابطة الأمريكية للغدة الدرقية (بالإنجليزية: American Thyroid Association) تبيّن أنّ 5-10% من مجموع النساء يُعانين من التهاب الدرقية بعد الولادة، وذلك في الولايات المتحدة الأمريكية.[٣]

ولفهم مشكلة التهاب الدرقية بدقة أكبر يجدر العلم أنّ الغدّة الدرقيّة تُعدّ إحدى الغدد الصماء الموجودة في جسم الإنسان تحديداً في الجزء السفلي من الرقبة، وتشبه في شكلها شكل الفراشة، وتنتج هرمونات خاصة تساعد الجسم على القيام ببعض الوظائف كالمحافظة على درجة حرارة الجسم، حيث تفرز الغدة الدرقية هرموناتها في الدم الذي يُوزّعها بدوره إلى أنسجة الجسم المختلفة مثل القلب والدماغ، والعضلات فتساعدها على حرق الطاقة للاستفادة منها والقيام بعملها على أكمل وجه.[٤]

ولمعرفة المزيد عن الغدة الدرقية يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هي الغدة الدرقية).