المحجم: هو ما يحتجم به من مشرط وأدوات مساعدة. والحَجْمُ باللغة هو المص (حجم الصبي ثدي أمه أي مصه)، والحَجْام : هو الذي يقوم بعملية الحجامة. والفعل منها يَحْجُم.
يقال أن الحجامة تقوم على مبدأ التخلص من الدم الفاسد علما أنني لا أعتقد أن هناك دم فاسد في الجسم والتراكمات (المؤكسدات) في الأبدان، وخصوصا في منطقة الظهر إن الاعتقاد هذا بأن هناك دم فاسد في الجسم يلغي الحقيقة العلمية الثابتة حول وظيفة أكبر غدة في جسم الإنسان ألا وهي الكبد والذي من أهم وظائفه ضبط السموم الواردة لجسم الإنسان عن طريق الأدوية والأغذية والمشروبات أو سموم البيئة التي تدخل الجسم حيث يقوم بالتخلص منها وطرحها خارجا مع الصفراء بطريق الأمعاء أو مع البول بطريق الدم والكليتين، كما أن الأوردة والتي تنقل الدم من القلب المحمل بثاني أكسيد الكربون والمواد الضارة تساهم في تنقية الجسم من المواد الضارة بواسطة الرئتين وعملية الزفير .
تعتمد الحجامة على خلخلة الهواء فوق نقاط محددة من الجسم. وكما ذكر سابقا يفضل فوق منطقة الظهر، وفي منطقة الكاهل حصر أي أعلى الظهر تحت لوحي الكتفين وعلى جانبي العمود الفقري ويفضل منطقة الظهر كونه الأقل حركة في الجسم.
ويقال أنه مع التقدم في السن تعمل هذه التراكمات والدم الفاسد على عرقلة سريان الدم في الأوعية الدموية مما يؤدي إلى بطئ في عمل كريات الدم الفتية وبالتالي يصبح الجسم عرضه للأمراض المختلفة حيث تقل المقاومة العامة فإذا حجم عاد الدم إلى نصابه وذهب الفاسد منه المحتوي على نسبة عالية من الكرات الحمر الهرمة ومن الشوائب الدموية الأخرى حيث يفسح المجال أمام الدم النقي وكريات الدم الحمراء الصغيرة الفتية حاملة معها المزيد من الأكسجين والطاقة والحيوية لتغذي خلايا الجسم وأعضائه الأخرى علما بأن الدم المسحوب بواسطة الحجامة هو خليط من الأوردة والشرايين أي الدم حامل الأكسجين والدم حامل ثاني أكسيد الكربون وليس باستطاعة مشرط المحجم أن يفرق بين الأوردة والشرايين المنتشرة بكثرة في مناطق الحجم .
الحجامة الجافة
وتستعمل كأسات ذات فتحتين توضع إحداهما فوق الموضع المحدد من الجسم، ويشفط الهواء من الأخرى، فتبرز منطقة الجلد تحت الكأس. مما يساعد على امتصاص العديد من الغازات الضارة المتجمعة تحت الجلد .
الحجامة الرطبة
تجرى بنفس طريقة الجافة على أن يبزغ موضع الاحتقان بمشرط أو بإبر معقمة نظيفة لإحداث عدة جروح سطحية بطول واحد إلى ثلاث سم وبعمق لا يتجاوز المليمتر ونصف بغية جذب كمية قليلة من الدم ليسيل من تلك الجروح. لان طبقة الجلد البارزة تكون محتقنة وممتلئة بالدم الفاسد والمؤكسدات الضارة.
استخدمت الحجامة في عدد من الحضارات القديمة وعرفها العرب في جاهليتهم وأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم انتقلت إلى أوروبا عبر الوجود الإسلامي في الأندلس الذي استمر لأكثر من ثمانية قرون وبقي استخدامها إلى اليوم مع تطوير أجهزتها في ظل التقنيات الحديثة .
وعلى من يريد أن يحجم أن يستعين بعالم وعارف بالحجامة ومن أهل الإيمان والثقة وله معرفة بالطب والتداوي وحذارٍ من المشعوذين والإعلانات الصحفية الباهرة الجذابة والتي تبدو خيالية وتعطي الحجامة القدرة على شفاء العديد من الأمراض وخصوصا الأمراض المزمنة كالسرطان والسكري والد يسك .
وقد أكدت البحوث الحديثة جدوى الحجامة في علاج بعض الأوجاع البسيطة والضعف والوهن فكثيرا ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحجم بعد الرجوع من الحروب والغزوات وذلك لتجديد النشاط والحيوية ويشبه تأثير الحجامة على الجسم عمل الإبر الصينية والعلاج الطبيعي إلى حد بعيد حيث تنطلق نبضات من مكان الألم أو من الخلايا الحسية على شكل نخزات استغاثة إلى مراكز الحس والتحكم الإداري في الدماغ في صورة إعداد من الهرمونات وغيرها من المركبات الكيماوية ، فيرسل المخ على الفور ، إلى جميع الأجهزة والأعضاء المتحكمة في مختلف عمليات الجسم المختلفة أمراً بإسعاف الجزء المستغيث من الإصابة أو الآلام وإعانته على تجاوز ما هو فيه من الآلام بالوسائل والطرق المناسبة. وقد أثبتت الدراسات أن افضل أنواع العلاج هي التي يقوم بها الجسد بنفسه. والحجامة وسيلة لاستثارة الجسد للقيام بذلك.
لمن تجرى الحجامة؟
يمكن أن تعمل الحجامة لكل شخص ذكر بلغ من العمر الإثنتي والعشرين عاما .وكل أنثى تخطت سن اليأس. وذلك ابتداء من اليوم السابع عشر من الشهر القمري الذي يصادف في فصل الربيع تحديدا حتى السابع والعشرين من الشهر القمري من أجل الوقاية والنقاهة أما إذا وجد المرض فيمكن إجراؤها في أي وقت ، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد حجم يوم وقع عن الحصان ولم ينتظر موعد الحجامة الذي يقترحه علماء الحجامة والطب البديل .
نصائح مهمة لاستخدام الحجامة
v عدم الحجامة بعد الأكل مباشرة .
v عدم الحجامة على الجوع الشديد.
v عدم الحجامة للمسنين إلا للحاجة القصوى .
v يفضل إجراؤها بعد الحمام .
v في فصل الصيف والربيع أفضل من الحجامة في فصل الشتاء .
v في البلاد الحارة أفضل من البلاد الباردة .
v لا يحبذ عمل الحجامة لشخص خائف فلا بد أن يطمئن أولا .
v يفضل ممارسة الرياضة بعد الحجامة .
v قبل الظهر وبعد الظهر أفضل من الليل والصباح الباكر .
مضادات الاستطابات ونصائح لعمل الحجامة
v عدم الحجامة للمسنين إلا للحاجة القصوى .
v عدم الحجامة لمريض داء السكر.
v أمراض الدم النازفة كالناعور وقصور الكبد وأمراض الانحلال الدموي.
v عدم الحجامة لمن تبرع بالدم إلا بعد 3 أيام ولمن يتعاطى منبها حتى يتركه .
v عدم الحجامة لمن قام بتركيب جهاز منظم لضربات القلب .
v ينصح بالحفاظ على مكان الحجامة مغطى دافئا لمدة 24 ساعة .
v عدم الحجامة لمن يخضع لعملية غسيل كلوي .
v عدم الحجامة لمن يعاني من أمراض جلدية فطرية أو فيروسية .
v ضعفاء البنيه.
فوائد الحجامة الصحية
يقال أن الحجامة مثلها مثل الثوم تفيد في معظم الأمراض حتى الأمراض المزمنة ولكن ليس هناك أي دراسات علمية أو عملية، كل ما يقال هو عبارة عن تجارب شخصية آنية أو متوارثة من جيل إلى جيل.
أما عن الفوائد المؤكدة والتي أميل أنا شخصياً إلى اعتمادها فهي :
لا اعتقد أن الحجامة يمكن أن تشفي الأمراض المزمنة كالسرطان، السكري، ضغط الدم والانزلاق الغضروفي (الدسك) ،الأمراض النفسية ،البدانة،أمراض الالتهابات والضعف الجنسي والبروستات وغيرها من الأمراض المعقدة. وانه لمن دواعي الآسف أن المحجم الغير مثقف والمادي ينصح بالركون إلى الحجامة وترك الأدوية جانبا والتي اعتاد المريض عليها لسنين مما يزيد الحالة سوء ويفاقم المرض.
تخفف الحجامة من الصداع(وليس كل أنواع الصداع) والآم الأسنان والروماتيزم وعرق النسا، والحكة، والدمامل، والقروح. وذلك بإعطاء الجسم وتزويده بجرعة من الأوكسجين الزائد، نتيجة تزويده بكريات دموية حمراء فتية عوضا عن الكرات الهرمة البطيئة .
قد تقلل ضغط الدم ونسبة السكر والدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم وبشكل مؤقت وليس لوقت طويل لذا لا يجوز ترك الأدوية لفترة طويلة .
قد تشفي الآم الظهر والكتف والصدر وخصوصا عندما يكون السبب تقلص عضلي وقلة ورود الدم والأوكسجين إلى هذه المناطق نتيجة البرد والخمول العضلي.
قد تشفي من الرعاف الأنفي المفاجئ نتيجة تقليص كمية الدم في المناطق العلوية من الجسم .
مواضع الحجامة
للحجامة 98 موضعا ،55 منها على الظهر ، 43 منها على الوجه والبطن ولكل مرض مواضع معينة للحجامة ( موضع أو أكثر لكل منها ) من جسم الإنسان .
وأهم هذه المواضع وهو أيضا المشترك في كل الأمراض وهو الذي نبدأ به دائما ( الكاهل ) الفقرة السابعة من الفقرات العنقية أي في مستوى الكتف وأسفل الرقبة وترجع كثرة المواضع التي تعمل عليها الحجامة لكثرة عملها وتأثيراتها بالجسد .
الحجامة ومكافحة الشيخوخة
يميل الكثير من كبار السن إلى الاعتماد عليها كمرجعة للشباب والقوة وكحل للكثير من الأمراض ، إنني لا أميل إلى تأييد ذلك وخصوصا كوسيلة للعلاج والمداواة بعد هذا التقدم الهائل في العلوم الطبية والصيدلانية فهذا حقا نعمة من نعم الله إن الأمراض البدنية قد خلق الله لها عقاقير طبية وأرشد للبحث عنها والتداوي بها فلم ينزل الله داء إلا أنزل له دواء كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم فهذه دعوة صريحة بالتداوي من الأمراض البدنية بعلاج العصر أو ما يجمع عليه أهل الاختصاص ، أما القرآن الكريم لم ينزله الله تعالى دواء لأمراض الأبدان وإنما أنزله دواء لأمراض القلوب وشفاء لما في الصدور .
إن الحجامة قد تريحك من عوارض بعض الأمراض مؤقتا مثل الضغط الصداع كثرة الحمر Polycythemiaحيث يصل هيموغلوبين الدم الى اكثر من 18 موضعا على أن تجرى من خبير مؤمن يخاف الله وبظروف صحية معقمة ونظيفة وليس اكثر من مرة في السنة وتفضل في أوائل الربيع .
إنني لا أميل إلى النصح أو تأييد وسيلة علاج عمرها 1400 سنة ونيف ان ذلك كمن يقول لي اترك سيارتك جانبا واركب الجمل إنني والعلم أيضا ينكر وجود دم فاسد في الجسم كما سبق وأن ذكرت ذلك إن الحجامة حتى الآن لم تخضع لمناقشة علمية إلا وانتهى أمر النقاش فكيف تعالج الحجامة أكثر من 80 مرضا كما يدعي بعض الحجامين والغريب أن المعالجة هذه تتضمن المرض ونقيضه .
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن طبيبا ولم يدعي لنفسه القدرة على الشفاء بل كان يقول لاهل المريض أرسلوه إلى الطبيب أما أن يقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصى بالحجامة وأوصى بالحبة السوداء التي تشفي الأمراض ما عدا السام فلقد كانت هذه هي ثقافة الرسول الطبية إن هذا لا يعني الاحتكار والركون إلى ما قاله صلى الله عليه وسلم لان الإسلام يرفض احتكار أي شئ ولا بد من نشر واكتساب المعرفة وبعد التخلف الحضاري والتفتت الإقليمي للامة الإسلامية فإنها مطالبة بالاستفادة من الطب الذي يتقنه الآخرون بل اللحاق بهم والاستفادة من منجزاتهم وعلمهم وأبحاثهم بل والتفوق عليهم إذا أمكن وليس من الحكمة أو العلم في شيء أن نبقى نفتخر بسفينة الصحراء ( الجمل ) وغيرنا يتباهى بسفينة الفضاء بفضل علمه وعمله الجاد .
إن تذكر أمجاد الماضي يجب أن يكون دافعا لإنجازات المستقبل لا للتوقف عند الحد الذي وصل إليه أجدادنا والتغني به فكل ما ينجزه العقل البشري من علم نافع يقبله الإسلام بل يباركه الرسول عليه الصلاة والسلام مشجعا للمتخصصين في علوم الحياة والطب وغيره رافضا أن تفرض عليهم أي وصاية حينما يقول “انتم اعلم بأمور دنياكم”
وإنني بهذه المناسبة جد عاتب على أحد الفضائيات العربية الملتزمة والتي استضافت مؤخرا أحد خبراء الأعشاب (دكتوراه شريعة) حيث بدا يوزع بالوصفات الطبية على الهواء مباشرة حتى للأمراض المستعصية كالسكري والضغط والتهاب القولون. والآمر من ذلك انه أصر على إلغاء عقول مستمعيه عندما صاح بأحد المشاهدين متجشما قائلا له إياك والحجامة يوم الأربعاء فانك سوف تصاب بالبهاق أما إذا حجمت يوم الجمعة فانك سوف تموت فمرض البهاق الذي عجز الطب الحديث بكل إمكانياته عن معرفة سببه وعلاجه فها هو صاحبنا يعرف ذلك وينشره على الملا ء أما من أراد أن يضع حدا لحياته فعلية بالحجامة يوم الجمعة وعليه رحمه الله حسب رأي صاحبنا سامحه الله.
والشافي دائما هو الله جل جلاله الواحد الأحد .