الدعاء والاستخارة طريق الإيمان الكامل

الإيمان الصادق والحقيقي بالله تعالى له فوائد وثمرات عاجلة وآجلة في الحياة الدنيا والآخرة، فالإيمان بالله يدفع الشرور عن النفس البشرية، ويعيد العبد إلى الطريق الصحيح، ويقوّي صلته بالله عزّ وجل، فالإيمان كالشجرة إذا ثبتت وقويت جذورها وتفرّعت فروعُها، وزهت أغصانُها، وأينعت أفنانُها

Share your love

الدعاء في الدين الإسلامي:

يرى الدين الإسلامي أنّ الدعاء نوع من أنواع العبادة المحببة عند الله تعالى، وطريقة يتقرّب بها العبد من خالقه، فبالدعاء يقوم العبد بسؤال ربه والطلب منه مستغيثًا ومستنجدًا به.

هناك الكثير من الأدلة القرآنية التي تتحدث عن الدعاء في القرآن الكريم:﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾(سورة غافر) ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (سورة البقرة)

كما ذكر أهمية الإكثار من الدعاء في الأحاديث النبوية الشريفة، فقد روى الترمذي في سننه ‏عن ‏ ‏نافع ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏قال، ‏قال رسول الله “من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة وما سئل الله شيئا ‏ ‏يعني ‏ ‏أحب إليه من أن يسأل العافية “.

  • روى الترمذي في سننه ‏عن ‏ ‏النعمان بن بشير ‏ ‏قال ‏ سمعت النبي ‏ ‏ ‏يقول ‏ ‏”الدعاء هو العبادة”.
  • روى الترمذي في سننه ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏‏عن النبي ‏ ‏ ‏قال ‏ “ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء.”
  • عن ابن عباس ‏قال ‏قال رسول الله ‏‏ ‏ ” أفضل العبادة الدعاء”.

الطريقة الصحيحة لطلب الدعاء:

وضع الدين الإسلامي جملة من الشروط التي يجب الالتزام بها خلال التوجه لله عز وجل بالدعاء، وهذه الشروط ليست إلا آداب من واجب المسلم أن يطبقها عندما يطلب من خالقه وهي:

  • يجب أن تخلص بدعائك لله سبحانه وتعالى.
  • ابدأ الدعاء بحمد الله وشكره ثم الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
  • أن تكون مقتنعًا ومتيقنًا تمامًا أن الله سيلبي ما تطلبه في الدعاء.
  • الاستمرار في الدعاء دون ملل أو كلل.
  • يجب أن يكون الدعاء صادر من أعماق قلبك، أي أن تكون صادق.
  • توجه لله بالدعاء في أوقات الشدة والرخاء.
  • ادعي الله وحده دون السؤال بأحد آخر.
  • لا يجوز الدعاء على الأهل، والمال، والولد، والنفس.
  • ادعي الله بصوت خافت، أي بالكاد أن تسمعه.
  • اعترف بذنوبك أمام الله، واطلب منه المغفرة واشكره على نعمه الكثيرة.
  • احرص على الدعاء في أوقات الإجابة.
  • ادعي الله بكلمات بسيطة بعيدًا عن التكلف والسجع.
  • توجّه إلى الله تضرعًا وخشيًة ورغبًة ورهبًة.
  • حاول أن تكثر من الأعمال الحسنة فإنها تزيد من إجابة الدعاء.
  • أعد للناس حقوقها، وتوب إلى الله تعالى.
  • كرّر دعائك ثلاثة مرات.
  • ارفع يديك أثناء الدعاء، واستقبال القبلة.
  • من الأفضل أن تتوضأ قبل الدعاء.
  • لا يجوز أن تعتدي على أحد بالدعاء.
  • توسل إلى الله بأسمائه الحسنى، أو بعمل صالح قمت به.
  • لا بأس من استخدام أدعية الرسل خلال الدعاء.
  • أكثر من صلاة النوافل فهي من أعظم أسباب إجابة الدعاء.
  • لا يجوز أن يتضمن دعائك أثم، أو خطيئة.
  • ادعي لأخونك المؤمنين.
  • أن تسأل الله كل صغيرة وكبيرة.
  • يجب أن يكون دعائك يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر.
  • ابتعد عن ارتكاب المعاصي.


اقرأ أيضاً:
شروط قبول الدُعاء وآدابهِ

ما هي الأوقات التي يفضل الدعاء بها؟

بعد دراسات فقهية وبعد الرجوع لبعض الأحاديث النبوية، والآيات القرآنية تم تحديد بعض الأوقات التي يعتقد أن الدعاء بها مستجاب وهي:

  1. الثلث الأخير من الليل.
  2. عند أذان الصلوات الخمسة: ‏روي في سنن ابي داود عن ‏ ‏سهل بن سعد ‏ ‏قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  (ثنتان لا تردان – أو قلما تردان -: الدعاء عند النداء ، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا).
  3. بين الأذان والإقامة: في روايات أخرى يقال إن الوقت بين الأذان وإقامة الصلاة الدعاء خلاله مستجاب، روي في ‏مسند أحمد عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏قال ‏قال رسول الله ‏ “إن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة فادعوا”
  4. عند السجود أثناء الصلاة: روي في سنن النسائي ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏أن رسول الله ‏ ‏قال ‏ ‏”أقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل وهو ساجد فأكثروا الدعاء “
  5. بعد الصلوات الخمسة.
  6. أثناء نزول الغيث.
  7. في الوقت الذي يصعد به الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة.
  8. آخر ساعة من بعد العصر.
  9. خلال الحج وتحديدًا عند الوقوف على جبل عرفة‏ ‏قال ‏ “‏أفضل الدعاء دعاء يوم ‏ ‏عرفة ‏ ‏وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له”
  10. أثناء القتال في المعارك: ‏روي في سنن ابي داود عن ‏ ‏سهل بن سعد ‏ ‏قال ‏ قال رسول الله ‏ ‏” ‏ثنتان لا تردان الدعاء عند النداء وعند ‏ ‏البأس ‏ ‏حين ‏ ‏يلحم ‏ ‏بعضهم بعضا”

أهمية التوجه لله تعالى بالدعاء:

إن الاستعانة بالله تعالى بالدعاء والتوجه إليه بإخلاص، وبصدق وبيقين له الكثير من الأهمية للمسلم، حيث يمكن تلخيص هذه الأهمية بالنقاط التالية:

  • تقوية الإيمان: تتجلّى أهمية الدعاء بتقوية الإيمان بالله عزو وجل، والاعتراف الكامل بألوهية الإله الواحد الأحد.
  • الدعاء عبادة: الدعاء عبادة يتقرّب بها العبد لخالقه، فينال على فعله هذا الكثير من الحسنات ويستجيب الله لطلبه.
  • الابتعاد عن الخطيئة: بالدعاء يعترف العبد بذنوبه، ويستغفر الله على ما قام به، وهذا ما يجنّبه عذاب يوم القيامة.
  • انشراح الصدر: عندما تتوجه لله وأنت مخلص النية تشعر بالراحة النفسية، فيقضي الله حاجتك ويزيل همومك.
  • التوكّل على الله: عندما يكون لديك يقين الاستجابة بالدعاء تكون قد حققت أمر الله في التوكل عليه في كل أمور الحياة.
  • الثقة في النفس: عندما تلجأ إلى الله وحده تشعر بأنك لا تحتاج إلى أحد غير الله، وهذا ما يعزّز ثقتك بنفسك.
  • الشعور بالقوة: في الحقيقة الدعاء يمنحك القوة والعزيمة، حيث إن أضعف الناس رأيًا من عجز عن الدعاء.
  • الترابط والوحدة: عندما يدعي المسلم لأخيه المسلم تتحسّن الروابط فيما بينهم، وتزاد المحبة في النفوس.

علاقة الاستخارة بالإيمان بالله عز وجل:

يتعرض المسلم في حياته اليومية لظروف عديدة تضعه تحت اختبارات، فيحتار بأمره، ويعجز عن القرار والانتقاء، لكن عندما يلجأ إلى الله تعالى مُستَشيرًا ومُستّبصِرًا ومُستَنيرًا سيتوصل إلى القرار الصحيح، إذًا الاستخارة ليست إلا طريقة من طرق الإيمان بالله وطريقة يتقرب بها العبد من ربه، فكيف تتم صلاة الاستخارة؟

  • النية والوضوء الصحيح.
  • صلاة ركعتين ويفضل أن يتم قراءة سورة الكافرون في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية سورة الصمد.
  • التسليم بعد الانتهاء من الصلاة.

قول دعاء الاستخارة وهو ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ)

ما هي شروط الاستخارة؟

وكغيرها من العبادات للاستخارة شروط معينة يجب الالتزام بها حتى يتم تأديتها بالشكل الصحيح هي:

  • إخلاص النية.
  • الأخذ بالأسباب.
  • استخارة الله بالأمور المقبولة.
  • الرضا بحكم الله، وبالقضاء والقدر.
  • التوبة الخالصة لله عز وجل، والابتعاد عن الخطايا.
  • لا تستخير في شيء قد تمكن منك وصار عندك الميل والرغبة فيه.

أهمية صلاة الاستخارة:

تتجلى أهمية صلاة الاستخارة في ثلاثة أمور أساسية هي:

  • الاستخارة هي نوع من أنواع التوكل على الخالق، وتفويضه أمور الحياة، وعدم اللجوء إلا لله، وهذا ما يؤكد على الإيمان الكامل بالإله الواحد الأحد الفرد الصمد.
  • من يعتمد على الاستخارة فقد أفلح في الاختيار، فالمسلم عندما يستشير خالقه وخالق الكون بالتأكيد سينجح في الأمر وسيتوفق في سعيه، فمن فوض أمره إلى الله كفاه، ومن سأل الله بصدق أعطاه حاجته ولم يمنعه.
  • عندما يستخير المسلم ربه يعني هذا أنه راضي بالقضاء والقدر، ومقتنع بما قسمه له الله، وهذا ما يدفع عنه كل الهم والحزن فهو سيحصل على خيره وسيكون راضي به، وهذه الفائدة هي أهم ما تقدمه لنا صلاة الاستخارة.

اقرأ أيضاً: 7 نصائح لتقوّي صلتك بالله سبحانهُ وتعالى

كيف يتم تفسير الاستخارة؟

يعتقد الناس أنّ بعد أداء صلاة الاستخارة سيرون رؤيا أو حلم سيتبين من خلاله ما إذا كان الأمر فيه خير أو شر، طبعًا هذا الاعتقاد خاطئ فالاستخارة بحسب الفقهاء لا رؤيا ولا أحلام أو منامات لها، فكل ما هنالك أن بعد صلاة الاستخارة اتكل على الله تعالى في الأمر، قال الله تعالى:﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ ﴾ فإن سهّل الله لك الأمر وسدّد خطاك فيه فهو خير لا محال، وإذا جاء العكس كن على يقين أنه شر أبعده الله عنك.

حكم الاستخارة في الشريعة الإسلامية:

أجمع الفقهاء المسلمين أنَّ صلاةَ الاستخارة هي سنّة مؤكّدة عن الرّسول صلى الله عليه وسلم، وذلك استنادًا للحديث النبوي في صحيح البخاري، عَنْ جَابِرٍ وعن سعد بن أبي وقّاص، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ” من سعادة ابن آدم استخارةُ الله، ومن سعادة بني آدم رضاهُ بما قضى الله، ومن شقوةِ ابن آدم تركُه استخارة الله، ومن شقوة ابن آدم سخطُه بما قضى الله “

الإيمان بالله تعالى هو أكثر ما نسعى إليه في الحياة، ولكي تقوّي إيمانك عليك أن تكثر من الدعاء والاستخارة فبفضلهما ستتمكن من الوصول إلى بر الأمان، وستبتعد عن الشر والمعاصي بإذن الله.

المصادر:

  • ويكيبيديا: 1 2
  • ما أهمية الدعاء
  • دعاء صلاة الاستخارة
Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!