‘);
}
شعر الرثاء في العصر العباسي
ظهر الرثاء في العصر العباسي كأبرز أنواع وأغراض الشعر في العصر العباسي، والتي استخدمها الشعراء في كتابة قصائدهم فكان لهذا الغرض منزلة سامية في نفوسهم، أبدع الشعراء في غرض الرثاء وقالوا فيه أصدق مافي جعبتهم، فكان الأكثر تأثيرًا وصدقًا، نظر النُّقاد لشعر الرثاء أنَّه أصدق ما قيل في الشعر من حيث صدق الشعور والعاطفة، والدقة في تصوير التفاصيل. [١]
شعراء الرثاء في العصر العباسي
برع العديد من الشعراء في هذا الغرض الشعريّ، نذكر منهم :
ابن الرومي
هو الشاعر علي بن العباس بن جريح الرومي من شعراء العصر العباسي، كتب في العديد من الأغراض الشعرية كالمدح والفخر والهجاء والرثاء، وانعكست حياته البائسة على شعره، فتميَّز شعره بصدق التعبير والإحساس والابتعاد عن التلفيق والمراءاة، فاستطاع ابن الرومي مشاركة القارئ آلامه دون ملل، وكان كثير الاهتمام بالموسيقى الشعرية والقافية.[٢]
‘);
}
يُعد الرثاء عند ابن الرومي مُكتسب فقد كان يرثي ابناءه وأمه وأخته، كما عُرف أنه طويل النفس في قول الشعر.[٣]
ومما قال في رثاء ابنه الأوسط:
بكاؤكُما يشفي وإن كان لا يُجْدي
-
-
- فجُودا فقد أوْدَى نَظيركُمُا عندي
-
بُنَيَّ الذي أهْدَتْهُ كَفَّايَ للثَّرَى
-
-
- فَيَا عِزَّةَ المُهْدَى ويا حَسْرة المُهدِي
-
ألا قاتَل اللَّهُ المنايا ورَمْيَها
-
-
- من القَوْمِ حَبَّات القُلوب على عَمْدِ [٤]
-
أبو فراس الحمداني
هو الحارث بن سعيد بن حمدان، تعلَّم أبو فراس الشعر والفروسية واشتُهِر ببلاغته وفصاحته، برع الحمداني في العديد من أغراض الشعر فكتب الروميات التي اشتُهرت بأنَّها كانت مليئة بالأحزان والآلام وشوقه للعراق وحنينه لوالدته، ولومه لسيف الدولة في تأخره بالإفراج عنه، كان رثاؤه قليل فلم يستخدمه إلا مه أمه وأخته وابن أخته وسيف الدولة بعد وفاته، ولم تتعدَّ أبيات الرثاء لدى الحمداني 90 بيتًا جلُّها كانت في رثاء أمه وسيف الدولة. [٥]
ومن رثائه :
أيا أُمَّ الأَسير سَقاكِ غَيثٌ
-
-
- بكُرهٍ مِنكِ ما لَقِيَ الأَسيرُ
-
أيا أُمَّ الأَسيرِ سَقاكِ غَيثٌ
-
-
- تَحَيَّرَ لايُقيمُ وَلا يَسيرُ
-
أيا أُمَّ الأَسيرِ سَقاكِ غَيثٌ
-
-
- إِلى مَن بِالفِدا يَأتي البَشيرُ
-
أَيا أُمَّ الأَسيرِ لِمَن تُرَبّى
-
-
- وقد مُتِّ الذَوائِبَ والشُعورُ [٦]
-
البحتري
هو أبو عبادة الطائي، أحد أشهر شعراء العصر العباسي، إذ يُقال لشعره سلاسل الذهب، ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره فكان شاعرًا في بلاط الشعراء، وهو بدويّ النزعة في شعره فأكثر من تقليد القديم، وكان ذا نفسٍ شفافة وخيالٍ صافٍ وذوقٍ سليم، برِع في أغراض الشعر كالغزل والحكم والرثاء، فكان شعره في الرثاء فخم جليل تغطي فيه العاطفة الحقيقية على العاطفة الفنيَّة ومنأحسن رثائه ما قاله في المتوكل : [٧]
حَرامٌ عليَّ الراحُ بعدك أو أَرى
-
-
- دَماً بِدَمٍ يَجري عَلى الأَرضِ مائِرُ
-
وهل أرتجي أن يَطلُبَ الدمَ واتِرٌ
-
-
- يد الدهرِ والمَوتورُ بِالدَمِ واتِرُه
-
أكانَ وَلِيُّ العَهدِ أَضمرَ غَدرَةً
-
-
- فَمِن عجبٍ أَن ولِّيَ العهدَ غادِرُه
-
فَلا مُلِّيَ الباقي تُراثَ الَّذي مَضى
-
-
- ولا حملت ذاكَ الدُعاءَ مَنابِرُه [٨]
-
خصائص الرثاء في العصر العباسي
تميَّز الرثاء في العصر العباسي بسماتٍ عدة : [٩]
- الاستطراد
- الصدق في العاطفة
- النزعة الوجدانية
- البساطة في التوضيح
- براعة التصوير
- سموّ الخيال
المراجع
- ↑“الرثاء في العصر العباسي “، ويكي ويك، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022. بتصرّف.
- ↑“أفضل قصائد ابن الرومي “، المرسال ، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022. بتصرّف.
- ↑“أشعار ابن الرومي في الرثاء “، اي عربي ، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022. بتصرّف.
- ↑“بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي “، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022.
- ↑“أبو فراس الحمداني “، قل ودل ، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022. بتصرّف.
- ↑“أيا أم الأسير سقاك غيث “، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022.
- ↑“البحتري “، موسوعتي ، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف.
- ↑“محل على القاطول أخلق داثره”، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022.
- ↑“الرثاء في العصر العباسي “، ويكي ويك، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف.