يعتبر تشوه الشفة الأرنبية من تشوهات الوجه الشائعة جداً، وتنحصر أسبابه بين عوامل وراثية وبيئية ومزيج بينهما في بعض الأحيان، إن المرضى المصابين بهذا التشوه الخلقي يحتاجون لكثير من الدعم والإهتمام خاصةً الأطفال، واليوم نقدم لكم أعزائي القراء أسباب وأعراض الشفة الأرنبية وأيضاً كيفية علاجها بالطرق التجميلية، وكل ما يهمكم معرفته عنها، فتابعوا معنا القراءة.
ما هي الشفة الأرنبية ؟
هذه الحالة هي تشوّه وراثي في الشفّة العليا أو سقف الحنك أو الاثنين معاً، عادةً ما تحدث في مراحل بداية الحمل أثناء تكوّن الجنين داخل الرحم، وعادة ما تتكون أجزاء الشفة العليا والحنك بشكل منفصل في الثلاثة شهور الأولى من فترة الحمل ومن ثم تلتحم بعد ذلك مكونة سقف الفم والشفة العليا.
ولكن في حالة وجود خلل وراثي في الجينات المسؤولة عن عملية الإلتحام أو خلل ناتج عن عوامل بيئية، ينتج عن ذلك ولادة طفل يعاني من الشفّة الأرنبية.
اقرأ أيضاً: الفتق الاربي عند الأطفال، أهم الأسئلة والإجابات حوله.
أنواع تشوّه الشفة الأرنبية
إن تشوه الشفة الأرنبية له نوعين رئيسيين كما يلي:
- الشفة الأرنبية أحادية الجانب، أى شق واحد في الشفة، وهذا النوع بدوره ينقسم إلى نوعين، إما ممتد إلى الأنف أو غير ممتد الأنف.
- الشفة الأرنبية ثنائية الجانب، أي شقين على جانبي الشفة، هو أيضاً إما ممتد للأنف أو غير ممتد.
كيف يبدو الطفل ذو الشفة الأرنبية؟
- شق الشفة (الشفة الأرنبية)، يحدث عادة في الشفة العليا.
- شق الحنك، يحدث هذا التشوه في سقف الحلق، أى سقف الفم من الداخل في الفك العلوي.
من الأكثر عرضة للإصابة بالشفة الأرنبية؟
- تشير الإحصائيات أن هناك حالة من ضمن كل 700 مولود تولد بهذا التشوّه سنوياً.
- هذا التشوه هو الرابع في ترتيب أكثر التشوّهات الوراثية الشائعة وفقاً للإحصائيات.
- نسبة الإصابة بين المواليد الإناث والذكور تختلف، حيث أن الذكور ضعف الإناث في الإصابة بتشوّه الشفاه أكثر من الحنك، والإناث ضعف الذكور في الإصابة بتشوّه الحنك أكثر من الشفاه.
اقرأ أيضاً: فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال، كيف يمكن اكتشافه وعلاجه؟
ما أسباب الشفة الأرنبية؟
لم يتوصل العلماء حتى الآن لسبب واضح محدد لحدوث هذا التشوه، ولكن على الأغلب تكون العوامل الوراثية والبيئية هى المتحكّمة، فإذا كان أحد الأقارب قد عانى منه تزيد نسبة الحدوث في الأطفال، ومن الأسباب الأخرى تناول الأم لأدوية أو القيام بأشياء مضرّة أثناء الحمل مثل:
- أدوية الصرع أو الصداع النصفي.
- بعض أدوية السرطان والعلاج الكيماوي.
- التدخين.
- الكحوليات.
- نقص حمض الفوليك أثناء الحمل.
- أيضاً قد يحدث نتيجة للتعرض لعدوي فيروسية أو مواد كيميائية أثناء الحمل.
اقرأ أيضاً: مرض الصلب المشقوق عند الأطفال، كيف يمكن علاجه وتجنب حدوثه؟
كيف يتم تشخيص الشفة الأرنبية؟
من السهل جداً تشخيص الشفة الأرنبية بعد الولادة، حيث يتم فحص المولود عند ولادته فحصاً شاملاً وفي حالة وجود أى تشوّه يسهل تمييزه، ولكن يمكن أيضاً الفحص ما قبل الولادة بالموجات فوق الصوتية لتحديد إذا ما كان الطفل مصاباً أو لا، وأيضاً التأكد من عدم وجود أي تشوّهات أخرى مصاحبة له.
ما هي المضاعفات المترتبة على الشفّة الأرنبية؟
صعوبة التغذية
يواجه الطفل ذو الشفّة الأرنبية صعوبات بالغه في تناول الطعام، حيث يصعب مرور الطعام و السوائل مباشرة إلى المعدة وقد تتسرب إلى الأنف، لذلك ولحسن الحظ هناك أدوات معدّة خصيصاً لتساعد هؤلاء الأطفال على تناول الغذاء أو الرضاعة، كزجاجات ذات تصميم خاص للرضاعة، وذلك لحين يتم التدخّل الجراحى المطلوب.
التهابات الأذن وفقدان السمع
يرجع ذلك إلى أن الأطفال ذوي الشفّة الأرنبية أكثر عرضة لمرور السوائل إلى الأذن الوسطى، ويتسبب في العدوى والتى إذا لم يتم علاجها ستنتهي بفقدان السمع.
وللوقاية من مثل هذه المضاعفات، يتم وضع أنبوب لسحب السوائل من الأذن عن طريق عملية جراحية يضع الطبيب أنبوب تهوية صناعية داخل طبلة الأذن، والتى عادة ما تسقط من تلقاء نفسها فى خلال 6-9 أشهر، كما يجب فحص هؤلاء الأطفال دورياً.
مشكلات التخاطب
قد يعاني الأطفال من صعوبة التحدّث ولا تستطيع فهم ما يريدون قوله، لذلك تساعد العملية الجراحية على التخلص من هذه المشكلة تماماّ، ولكن قد يحتاج الأطفال إلى أخصائي تخاطب بعد ذلك.
مشاكل الأسنان
يكون هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للتسوس، وحدوث تشوّهات في الفكين قد تحتاج في بعض الأحيان إلى تدخل جراحي.
اقرأ أيضاً: الوحمة الدموية في الأطفال كيف يمكن علاجها؟
ما هو علاج الشفة الأرنبية؟
الحل الأمثل لعلاج الشفة الأرنبية هو العمليات الجراحية، وقد يحتاج الطفل إلى عملية واحدة أو أكثر طبقاً لمدى تطوّر الحالة، لذا فإن نجاح هذه العمليات يتطلب مجهود و صبر من الأهل ودعم للطفل نفسياً لأنها تستغرق سنوات عديدة للوصول للهدف النهائي المطلوب.
يعتمد نوع التدخل الجراحي على نوع الحالة، بعض العمليات تتم في مراحل مبكرة من حياة الطفل والبعض الأخر في مرحلة متقدمة، كما أن العمليات تتم على عدة مراحل.
اقرأ أيضاً: الإحليل التحتي وإصلاح عيب فتحة مجرى البول.
أنواع العلاج الجراحي للشفة الأرنبية
يتم علاج الشفة الأرنبية بالطرق الجراحية والتجميلية من خلال عدة أنواع ومراحل مختلفة كما يلي:
جراحة علاج الشفة الأرنبية
وهي أول عملية يتم إجرائها عندما يتمّ المولود 3 أشهر، الهدف من هذه العملية هو إعادة بناء الشكل الطبيعي للشفة وتوصيل عضلات الشفة المنقطعة ببعضها.
تختلف طبقاً لنوع الحالة ما إذا كانت أحادية أو ثنائية الشق، في حالة الشفة أحادية الشق يكون الهدف هو تعديل اللثة، وفى حالة ثنائية الشق يكون الهدف هو النمو الطبيعي للفك، لذا يجب أن يتابع الطفل مع طبيب أسنان لملاحظة نمو الأسنان وخاصة في منطقة الشق.
جراحة علاج سقف الحلق
تكون أول عملية يتم إجرائها من 6 إلى 12 شهر من عمر المولود، هذه العملية تساعد على تقليل تسرب السوائل إلى الأذن الوسطى وتمنح فرصة للنمو السليم لعظام الأسنان والوجه عامة، في هذه العملية يتم توصيل طرفي فتحة الشق في أعلى سقف الفم ببعضهما، عن طريق توصيل العضلات الموجودة بها.
أما في حالة الاثنين معاً، أى الشفة الأرنبية مع انشقاق سقف الحلق، ينتج عنها وجود فتحة تمر بين الفم والأنف، وهذه العملية تتم بعد نمو اللثة من عمر (3-10 سنوات).
اقرأ أيضاً: القدم المخلبية أو القدم الحنفاء، أسبابها وطرق علاجها.
عمليات أخرى لعلاج الشفة الأرنبية
إن هناك جراحات أخري لتساعد على تصحيح مشاكل التخاطب وقدرة الطفل على نطق الكلام، وتجميل للأنف والشفة، وتقويم الأسنان واللثة، ومن أمثلتها:
عملية سد فتحة عظم الفك العلوي
تكمن المشكلة هنا أن في حالة وجود فجوة باللثة يصعب ضمها، لذلك تستبدل بعظم من عظام الحوض لسد الفجوة ولا يؤثر ذلك على نمو الطفل، ويجب ألا يكون ذلك إلا بعد نمو الأسنان العلوية الدائمة أي في عمر 8 سنوات.
تقويم الأسنان
بالطبع يحتاج الأطفال لتقويم الأسنان لتنمو مستقيمة بشكل سليم، وقد يتطلب الأمر تدخل جراحي إذا ما كانت الحالة متطورة.
عملية التجميل
هذه العمليات تهدف لإزالة الندب الناتجة عن العمليات السابقة، وللمساعدة على إعادة الثقة بالنفس للطفل ودعمه معنوياً ليشعر أنه طبيعي، ولكن لا يمكن إجرائها إلا بعد البلوغ (16-18 سنة) حتي يكتمل النمو.
تشكيل فريق علاج الشفة الأرنبية
لضمان نجاح علاج الشفّة الأرنبية، يتطلّب الأمر مجهود ورعاية من فريق كامل لتحقيق أفضل نتيجة للطفل ومساعدته على الشفاء التام، لذا ينبغي أن يتكون الفريق من الآتي:
- طبيب جراحة تجميل.
- طبيب أنف وأذن وحنجرة.
- طبيب جراحة فم.
- طبيب أسنان.
- أخصائي تخاطب.
- أخصائي سمع.
- أخصائي نفسي.
- أخصائي بعلم الوراثة.
- ممرضة مساعدة.
هل يمكن الوقاية من الشفة الأرنبية؟
كما ذكرنا من قبل، فإن السبب وراء هذا التشوه ليس محدد أو واضح، لكن هناك عوامل خطورة وأسباب يجب تجنبها لحماية الطفل من التشوّهات عامةً، فيجب على الأم أثناء الحمل تجنّب الأشياء التى قد تضر بالطفل (كالأدوية التى سبق ذكرها والعادات السيئة كالتدخين والكحول).
تلخيصاً لما سبق، فإن على الرغم من طول مدة العلاج، إلّا أن هذه العمليات الجراحية مع تقدّم العلم أصبحت لا تعدّ خطراّ بل ومتاحة الأن أكثر من قبل لكي يصبح الطفل طبيعياً ويستطيع ممارسة حياته كباقي الأطفال في سنه، ولكن لا يغني ذلك عن الدور الكبير لأسرة الطفل في مساعدته على إتمام رحلة الشفاء ودعمه بكل الطرق حتى يستطيع الحصول على حياة طبيعية سوية.