“الصمت”.. عن كائنات تصطاد فريستها البشرية بالصوت

عندما يتعرض العالم للهجوم من مخلوقات مرعبة تصطاد فريستها البشرية عن طريق الصوت، فإن “آلي” البالغة من العمر 16 عاما، والتي فقدت سمعها في سن الـ13؛ تسعى وعائلتها إلى اللجوء إلى ملاذ بعيد.

عدنان حسين أحمد

 

تحظى أفلام الرعب بنسب عالية من المُشاهدة لأنها تعالج موضوعين أساسيين يتكرران كثيرا، هما الترويع والثيمات الخارقة للعادة التي يفضّلها المراهقون والشباب، كما تجد طريقها إلى كبار السن في كثير من الأحيان.

يسعى صُنّاع هذه الأفلام إلى إثارة الخوف والذعر والفزع لدى المشاهدين لأسباب عديدة لا تقتصر على الترفيه فقط، وإنما تتجاوزها إلى استغوار الدواخل البشرية، واستكشاف هواجسها وكوابيسها الراكدة في الأعماق، وربما يذهب هؤلاء المخرجون إلى أبعد من ذلك حين يفتشون في المناطق الغامضة من العقل البشري، ويختبرون مخيّلة الإنسان المشتعلة التي لا تجد حرجا في استحضار العجائب ومناقشة ما هو خارق للعادة والطبيعة، بعد أن ينتهكوا الجدار الوهمي الذي يفصل بين الوعي أو اللاوعي، ويقوّضوا الحدّ الفاصل بين الحقائق والأوهام.

أفلام الرعب.. أنواع عديدة

وبما أنّ هناك قرابة 30 نوعا من أفلام الرعب يصعب حصرها في هذا المقال، فإننا سنُوجزها بثلاثة محاور رئيسية هي “الخارق والعلمي والطبيعي”، وتضم هذه المحاور الثلاثة كل الأنماط المُشار إليها سلفا، فالخارق يضم مصاصي الدماء والشياطين والأشباح والذئاب الضارية والزومبي وغيرها من الحيوانات الأسطورية التي تتناولها الذاكرة الجمعية للناس، وتُضيف إليها من مخيلتها الشعبية الكثير، وربما تصدقها في بعض الأحيان، أو تقف منها موقفا غامضا أو محيّرا.

أما النوع الثاني فهو فيلم الرعب العلمي الذي ينهمك فيه العالِم باكتشاف شيء جديد وخارق للطبيعة، لكنه يفقد السيطرة عليه كما هو الحال في فيلم “فرانكشتاين” المُقتبس عن رواية ميري شيلي. بينما يسمّى النوع الثالث بـ”الطبيعي” الذي يتناول القتلة المتسلسلين والنفسيين والمجانين وما إلى ذلك.

لم تأتِ مُشاهدة هذه الأنماط كلها من عبث، فبعض الناس يريدون إسقاط حاجز الخوف، وبعضهم الآخر يريد أن يلج في متاهة الأفكار المرعبة ويجرّبها بنفسه، وربما يعدّها الطرف الثالث وسيلة حرة للتنفيس عن مشاعرهم العدوانية المكبوتة التي تمنحهم في خاتمة المطاف نوعا من الاسترخاء والراحة النفسية.

فيلم “الصمت” للمخرج الأمريكي جون ليونَتّي ينتمي إلى نمط “الرعب الخارق”

 

مخلوقات الكهف المغلق

ينتمي فيلم “الصمت” للمخرج الأمريكي جون ليونَتّي إلى نمط “الرعب الخارق” الذي يكتنفه عنصرا الغموض والتشويق، ويُحيلنا مباشرة إلى الرواية القوطية التي اتخذت من القلاع والأديرة القوطية مكانا لأعمالها المرعبة والحابسة للأنفاس، وغالبا ما تشتمل هذه الأماكن على ممرات تحت الأرض وأبواب مسحورة، وسواها من المعطيات التي تتوافق مع أدب الرعب وفنونه.

لا بدّ من الإشارة إلى أنّ كاتبيّ السيناريو لهذا الفيلم وهما “كيري فان دايك” و”شين فان دايك” قد اقتبسا الفكرة عن رواية تحمل الاسم ذاته للكاتب البريطاني تيم لَيبِن، وهو متخصص بأدب الرعب والفنتازيا السوداء، لكنهما لم يستعملا الأنفاق المُتعارف عليها، وإنما أحالاها إلى كهوف قديمة غير مُكتشفة في منطقة “أبالاتشيا” شرقي الولات المتحدة الأمريكية، وما إن يفتح المستكشفون كوّة في جدار صخري يُفضي إلى كهف عميق ومظلم كان مغلقا منذ ملايين السنين، حتى تهاجمهم مخلوقات الفيسب (Vesps) التي تقتل الباحثين أولا، ثم تغزو عددا من المدن الأمريكية مثل بيتسبرغ وفيلادلفيا وماريلاند وفرجينيا الغربية وبنسلفانيا ونيويورك ورود آيلاند وماسوتشوستس.

فكرة النفق المسدود لا تختلف كثيرا عن الكهف المغلق، كما أنّ فكرة الفيلم لا تختلف كثيرا عن فيلم “مكان هادئ” للمخرج الأمريكي جون كراسينسكي، فثمة مخلوقات غريبة ذات جلد مدرّع، لكنها مُرهفة السمع تهاجم البشر والحيوانات وتفتك بهم، وثمة فتاة صمّاء أيضا في العائلة تتحدث بلغة الإشارة الأمريكية مع ذويها.

“آلي” التي أصبحت صمّاء إثر حادث سير ألمّ بها وبجدّيها من جهة الأب اللذين فارقا الحياة في الحال

 

تكيّف مع الصمم

ينجح المخرج ليونَتي في تقديم الحياة الأسَرية الهادئة لعائلة هيّو أندروز وزوجته كيلي، وابنتهما “آلي” التي أصبحت صمّاء إثر حادث سير ألمّ بها وبجدّيها من جهة الأب اللذين فارقا الحياة في الحال، بينما ظلت هي على قيد الحياة وتكيّفت بسرعة مع حالة الصمم الجديدة عليها.

وهناك الصبي “جود” الذي يبلغ الثانية عشرة من عمره، ويلعب كثيرا بالأجهزة الإلكترونية التي يعتقد أنها تحفّز ذهنه وتطوّر ملَكته العقلية، وهناك أيضا الجدة “لين” المُصابة بسرطان الرئة، والتي تدخّن السجائر كثيرا من دون علم ابنتها.

وثمّة صديق للعائلة يُدعى “غلَين” الذي دافع ذات مرة عن “هيّو” وأصبح صديقا له منذ ذلك الحين، وصار يتردد عليه كلما دعت الحاجة.

وبينما كانت الأسرة منهمكة بأمورها الحياتية حيث الأب في العمل والأم في المنزل، كانت آلي في الدراسة، وارتبطت بعلاقة صداقة مع روب، وتتطور هذه العلاقة تلقائيا وتقع في حبه تدريجيا، فهو متفهّم لوضعها الصحي، وبدأ يتعلّم لغة الإشارة كي يتواصل معها.

الآلاف من المخلوقات الطائرة هذه التي تهدد البشر والحيوانات تعتمد فقط على حاسة سمعها المرهفة

 

مخلوقات عمياء مُرهَفة السمع

وفي خضمّ هذه الانشغالات تظهر نشرات الأخبار العاجلة على شاشة التلفاز لتحيطهم علما بأن الولايات المتحدة الأمريكية تتعرض لهجمات مروّعة، والتي لم يعرفوا أول الأمر طبيعتها، لكنها تتكشف رويدا رويدا لنعرف أن العلماء المستكشفين قد فتحوا جدارا صخريا في كهف مغلق منذ ملايين السنين، فاندفعت منه مئات الآلاف من المخلوقات الطائرة التي تهدد البشر والحيوانات وتعتمد فقط على حاسة سمعها المرهفة، لذلك طلبت المذيعات من المواطنين إغلاق الأبواب والنوافذ والتزام الهدوء، وعدم إحداث أي ضجّة داخل المنازل، ووضع هواتفهم النقّالة على الصامت.

هذا يعني أنّ المدن سوف تصبح من أسوأ الأماكن للتواجد فيها، وأنها تشكّل خطرا جديا على ساكنيها. كما تمّ إعلان حالة الطوارئ على طول الساحل الشرقي للبلاد، وقد وُصفت أعداد الضحايا في المدن التي تعرضت للغزو بالكارثية، وبدأ مركز مكافحة الأوبئة يحثّ المواطنين على البقاء غرب الطريق 77 وعدم الاقتراب منه.

وفي الوقت الذي كانت فيه عائلتا هيّو وغلين تتهيآن للرحيل، كان والد روب قد قرّر البقاء في بيته مُتبعا إرشادات بعض الأخبار التي تحثّ المواطنين على التزام أماكنهم، ومع ذلك فقد قطعت آلي وعدا بأن تبقى على اتصال دائم بروب.

في الوقت الذي كانت فيه عائلتا هيّو وغلين تتهيآن للرحيل، كان والد روب قد قرّر البقاء في بيته

 

رحلة هروب متعثرة

لم تكن رحلة الهروب من المدينة موفقة تماما، فعند محطة التزوّد بالوقود شَهر عليهم أحد المتربصين مسدسه طالبا منهم أن يتخلوا عن سيارتهم، لكن غلَين أصابه من بعيد تاركا إياه يتخبط في دماء ساقه المُصابة وصرخاته المستغيثة من المخلوقات التي قد تدهمه على حين غِرّة.

وفي طريقهم إلى إحدى المناطق النائية انقلبت سيارة غلَين وعلِق هو تحتها، ولم تنفع كل محاولات صديقه هيّو لإنقاذه، فطلب منه أن يغادر ويعتني بعائلته، لكن هيّو ظلّ يبحث عن أداة قاطعة علّه يخلّص صاحبه من المحنة التي وقع فيها، وحينما يعود يكتشف أن غلين قد فارق الحياة، فيوقد النار في السيارة التي تنفجر وتندلع فيها النيران. وقبل أن يواصل هيّو رحلته يكتشف أنّ هذه المخلوقات عمياء ولا ترى شيئا على الإطلاق، لكن سمعها شديد وعليهم أن يتوخوا الحذر جميعا.

وفي أثناء استراحتهم بعد أن فُجعوا بموت صديقهم غلَين، يكتشف جود منزلا معزولا، فيتقدمون صوبه رغم أنّ جدتهم قد انهارت لكن عبوة الاستنشاق أنقذتها، وحين شارفوا على الوصول إلى المنزل خرجت صاحبته شاهرة بندقيتها، فهاجمتها مخلوقات الفيسب وماتت ميتة بشعة، وذلك لأنها لم تكن تعرف ماذا يدور حولها. ومع ذلك فقد تقدّم هيّو إلى المنزل مستطلعا إياه، وحينما اكتشف أنه خالٍ إلاّ من تلك المرأة التي فارقت الحياة؛ عاد إلى أسرته وجرّب العبور من أنبوب مدفون تحت الأرض، لكن ثمّة أفعى مجلجلة كانت تختبئ تحت بعض المخلفات، وحينما أحدثت صوتا هاجمتها المخلوقات فقتلت الأفعى، وأصابت كيلي بجروح بليغة في ساقها اليسرى.

وبما أنّ أمها مضمِّدة فقد أخذت تبحث عن المضادات الحيوية حتى لا يتعفن الجرح وتلقى حتفها، الأمر الذي يضطر هيّو وابنته “آلي” إلى التوجّه نحو المدينة الخاوية للبحث عن صيدلية علّهما يعثران على معقّم للجروح، وحينما يدخلان صيدلية باتيسون من الباب الخلفي يكتشفان أنها أصبحت مفقسة لبيوض الفيسب، لكنهما يخرجان في نهاية المطاف بعبوتي تعقيم.

في طريق العودة يصادف هيّو وآلي راهبا يدعوهما للانضمام إلى “تجمّع الصامتين” التابع له

 

تجمّع الصامتين

وفي طريق العودة يصادفان راهبا يدعوهما للانضمام إلى “تجمّع الصامتين” التابع له، وهو يعتقد أنّ الخلاص يأتي من الربّ، وهو القادر على إنقاذهم من هذه المحنة الكبيرة التي يمرّ بها الشعب الأمريكي.

وفي خضمّ هذه المواقف الملتبسة تتابع “آلي” قناة “سي إن إن” التي تبث تقاريرها من مكان ما، وتقول بأنّ مخلوقات الفيسب لا تنجو من البرد القارس، وقد عرضت القناة فيديوهات لهذه المخلوقات ميتة في انجرافات الثلوج.

ولأن الغالبية العظمى تبحث عن الخلاص، فقد ذهب بعضهم إلى ما يسمّى بالتجمّع الرمادي الذي حدث في أماكن قُطعت فيها الكهرباء، وانعزل الناس فيها عن العالم بعد أن نضبت بطاريات هواتفهم النقّالة وحواسيبهم المحمولة، وصارت تلك الأماكن في حُكم المُختفية عن الوجود. وكأنّ المخرج يريد القول إننا عُدنا إلى العصور المظلمة، وإنّ التقدّم العلمي مهما بلغ ذروته في الثورة الإلكترونية فإنه يقف عاجزا أمام تفسير بعض الظواهر الأسطورية الخارقة للعادة.

لم يدعهم الكاهن يفكرون بكيفية الخلاص من المحنة التي يعيشونها جميعا، وإنما جاء إلى المنزل الذي يختبئون فيه طالبا منهم الانضمام إليه والاقتداء به، وحينما اعتذر الأب بغضب هذه المرّة أخبره الكاهن بأن ابنته “آلي” تمرّ في مرحلة خصوبة، ومن المستحسن أن تضع كل قدراتها في الجانب الغيبي بدلا من متابعة التقارير العلمية التي لا تُسمِن ولا تُغني من جوع.

في معظم الأنواع السينمائية وضمنها أفلام الرعب، لا بدّ من وجود قصة حُب عاطفية تخفّف وطأة الترويع

 

حُب يخفّف وطأة الترويع

في معظم الأنواع السينمائية وضمنها أفلام الرعب، لا بدّ من وجود قصة حُب عاطفية تخفّف وطأة الترويع وتمنح المُشاهدين فرصة لالتقاط الأنفاس، حيث يخبر روب صديقته “آلي” بأنه متجه إلى الملاذ، لكنها لم تعرف أي ملاذ يعني بالتحديد، وذلك لأن الإنترنت قد انقطع فجأة وأدخلها في عالم من الحيرة والخذلان.

ثم تعاود الكرّة فيعود الإنترنت ثانية ويخبرها على وجه السرعة بأن عليهم أن يتوجهوا شمالا، وعندها فقط يعترف روب بحبه لها بشكل علني صريح، فتقولها “آلي” ملء الفم هذه المرة “وأنا أحبكَ أيضا”، ولم يعد بإمكانها الادعاء بأنه مجرد صديق تستلطفه، وإنما هو حبيبها المخلص ولا تستطيع العيش من دونه.

الفيلم يكتظ بمفاجآت عديدة، ولعل آخرها مجيء طفلة صغيرة لا تتكلم اعتقدوا أنها مُصابة بصدمة من الحدث الجلل

 

اكتظاظ المفاجآت

يكتظ الفيلم بمفاجآت عديدة، ولعل آخرها مجيء طفلة صغيرة لا تتكلم اعتقدوا أنها مُصابة بصدمة من الحدث الجلل الذي أرهب الجميع وأذهلهم، لكننا سنكتشف شيئا فشيئا أنّ الكاهن هو الذي أرسلها بعد أن زوّدها بعدد من الهواتف النقالة التي تُحدث أصواتا عالية إذا ما اتصل بها أحد.

يقع المحذور وتهاجمهم المخلوقات، لنكتشف أن جماعة الكاهن قد خطفوا آلي واقتادوها إلى خارج المنزل، حيث تقع المنازلة النهائية التي تنتصر فيها العائلة، ويلقى الكاهن حتفه على يد هيّو الذي لم يجد بُدّا من الدفاع عن أسرته حتى لو اقتضى الحال اتبّاع طرق وحشية لم يفكر بها سابقا، وإنما كانت وليدة اللحظات العنيفة التي عاشتها الأسرة برمتها، وذلك قبل أن تتجه إلى الملاذ الثلجي الآمن الذي لا تحيا فيه هذه المخلوقات الأسطورية التي تروّع الناس الآمنين.

وربما تكون رسالة اللقاء الأول بين الحبيبين بعد الكارثة مفادها “أنّ الحُب يصنع المعجزات”، ولولاه لما اجتهدت الأسرة ووضعت ثقتها الكاملة ببنت صمّاء لكنها تشع ذكاء قلّما يجود به الزمان.

السؤال المهم الذي تطرحه قصة الفيلم: إذا كانت مخلوقات الفيسب لا تنجو بسبب البرد القارس، فهل تستطيع أن تتكيف وتتطور إلى مخلوقات أخرى كما فعلت في الماضي البعيد، رغم أنها كانت مُحتجزة في الكهوف الكبيرة والمغاور العميقة في باطن الأرض؟

لقد تكيّفت “آلي” مع الصمت، ولو بقيت هذه المخلوقات على قيد الحياة فهل ستتكيف البشرية برمتها مع هذا العالم الجديد الصامت ونتكلم جميعا بلغة الإشارة الأمريكية؟

الممثل الأمريكي ستانلي توتشي الذي قام بتجسيد دور ربّ الأسرة “هيّو أندروز” وتألق فيه

 

سيناريو متألق

على الرغم من أوجه التشابة والاختلاف بين فيلمي “الصمت” و”مكان هادئ”، إلا أن هذا لا يمنع من الإشادة بطريقة الاقتباس وأداء الممثلين والتصوير والمؤثرات الصوتية والبصرية التي عززت فكرة الرعب والترويع، وطريقة المونتاج السلسة التي جعلت الفيلم يتدفق، ويمر أمام أعين المشاهدين مثل حلم خاطف.

لا أحد يشكّ في أن كاتبي السيناريو مُحترفان، وأنهما قدّما رؤيتهما الخاصة بتحويل الرواية إلى فيلم، حتى وإن وقعا في بعض التشابهات المُبررة والتعالقات التي تُذكِّر بأجواء فيلم سابق، لكن السيناريو الذي أعدّاه كان مُتقنا إلى درجة كبيرة، حيث أفضى إلى هذا النجاح الذي يتلمّسه المُشاهد، ويشعر أنه يُشاهد فيلما رصينا في حبكته، وقويا في بنيته المعمارية.

أداء تعبيري مُتقَن

أما الأداء فقد استطاع الممثل الأمريكي ستانلي توتشي تجسيد دور ربّ الأسرة “هيّو أندروز” وتألق فيه، ومن يعرف السيرة الإبداعية لهذا الممثل الكبير -تجاوزت أدواره السينمائية والتلفزيونية الـ120 دورا، نال عن بعضها جائزتي غولدن غلوب وثلاث جوائز إيمي- لا يجد غرابة في هذا الأداء التعبيري المتميز الذي يتقمص فيه الدور، وكأنه يعيشه في حياة حقيقية يُمتحَن فيها الناس، وليس مجرد تمثيل ينتهي منه بعد انتهاء مدة التصوير.

كما تألقت الممثلة الشابة كيرنان شيبكا التي أدت دور الصمّاء “آلي” وأتقنته، إلى الدرجة التي أقنعتنا بأننا نشاهد فتاة صمّاء فعلا تتحدث بلغة الإشارة الأمريكية. اشتركت كيرنان رغم صغر سنها بـ11 فيلما سينمائيا، كما وصل رصيدها التلفزيوني إلى 18 دورا تكشف جميعها من دون شكّ أننا نترقب ممثلة موهوبة سوف ترفدنا بالعديد من الأدوار الفنية المهمة في تاريخ السينما الأمريكية.

أخرج ليونَتي ستة أفلام هي “القتال المميت.. إبادة”، و”تأثير الفراشة 2″، و”أنابيل”، و”ذئاب عند الباب”، و”ما تتمناه”، و”الصمت”، كما صوّر 23 فيلما روائيا من بينها “القناع” و”هدوء تام” و”الرجل المثالي”، وساهم في مونتاج “مرحبا بكم في الغابة” للمخرج الأمريكي جوناثان هنزلي.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *