العلاج بالأشعة

تستخدم الأشعة السينية المعروفة ب ( X – RAYS ) للعلاج بالأشعة .. والأشعة السنية اصبح لها دور كبير في عالم الطب في مجالات الفحص والعلاج مع ما لاستخدام الأشعة من مخاطر والتي قد تكون صغيرة مقارنة بالفوائد المرجوة منها طبياً ..

ورغم أن الأشعة المستخدمة للعلاج هي نفسها التي تستخدم لأغراض التصوير (مثل أشعة الصدر) إلا أنه يستخدم أجهزة مختلفة لغرض العلاج يكون بمقدورها إنتاج أشعة أقوى .. وهي مثل أشعة التصوير غير مؤلمة .. ولا يحس بها المريض ..

أغلب مرضى السرطان يعالجون بواسطة العلاج الإشعاعي.. والذي من الممكن أن يعطى من خارج الجسم – وهو الغالب- وذلك بوضع المريض قرب جهاز العلاج أو من داخل الجسم ويكون بوضع مواد مشعة في منطقة الورم المراد علاجه ..

تعمل هذه الأشعة على تدمير خلايا السرطان في منطقة العلاج وهي أيضاً تؤثر في الخلايا السليمة والتي لها ميزة إصلاح نفسها بسرعة .. ولهذا السبب فان العلاج الإشعاعي يقسم على جلسات يومية خمسة أيام في الأسبوع من السبت إلى الأربعاء .. هذا التقسيم إلى جلسات يعطي الخلايا السليمة الفرصة لتتعافي وتصلح نفسها وهذا يساهم في تقليل الآثار الجانبية للعلاج ..

تعتمد الجرعة اللازمة للعلاج وعدد الجلسة على عدد من العوامل منها:

نوع الورم

موقع الورم

عمر المريض

صحة المريض بشكل عام.

ولهذا السبب فان كل مريض يكون له خطة علاج لوحدة قد تختلف حتى عن خطط علاج مرضى اخرين لديهم نفس نوع الورم ..

تخطيط العلاج (التخطيط):

أول خطوة للعلاج هو التخطيط حيث أما يقوم الدكتور بوضع علامات على المنطق المراد علاجها مباشرة أو بأخذ مقاييس وصور أشعة وذلك بجهاز “المشباة” وسمى كذلك لأن حركته وطريقة عملة تشبه الأجهزة المخصصة للعلاج ولكنه لا يعطي العلاج ولكن يأخذ صور أشعة حتى يتم التأكد من منطقة العلاج وتحديد الوضع المناسب للمريض عند العلاج ..

يستغرق التخطيط في الغالب حوالي 45 دقيقة ومع أن المريض يكون في وضعيه غير مريحة إلا أنه من الضروري أن يكون المريض ثابتاً خلال هذه العملية حتى يتم تسجيل القياسات بدقة لأهمية هذه المعلومات خلال جلست العلاج..

أحيانا يكون هناك حاجة لأخذ أشعة مقطعية لمنطقة العلاج .. كمرحلة ثانية من التخطيط يتبعها مرحلة ثالثة وأخيرة حتى يتم التأكد من منطقة العلاج والأعضاء المجاورة لها .. وهذا التخطيط ( بالأشعة المقطعية) لا يحتاجه إلا بعض المرضى ..

عند تحديد منطقة العلاج توضع علامات حبر على الجلد توضح المكان المحدد للعلاج .. وهذه العلامات تستخدم بواسطة أخصائي العلاج بالأشعة أثناء تلقي المريض العلاج .. أحياناً يكون هنالك حاجة لوضح علامات دائمة (وشم) ولكنها تكون صغيرة للغاية ..

 

غرفة صب الأقنعة :

يعتمد العلاج الإشعاعي على قياسات دقيقة جداً .. ولبعض أجزاء الجسم يكون هناك حاجة إلى صنع أقنعة بلاستيكية يقوم المرضى بارتدائها خلال مرحلتي التخطيط والعلاج وهم غالباً المرضى الذين يتلقون علاجاً لمنطقة الرأس أو/ والرقبة حيث يساعد القناع على تثبيت الرأس أثناء العلاج .. أيضا يمكن وضع علامات التخطيط على القناع بدلاً من الجلد في هذه الحالة ..

تجهيز القناع يكون فقط لمرضى الرأس والرقبة ويتم ذلك قبل تخطيط العلاج حيث سيستخدم القناع خلال التخطيط وخلال جلسات العلاج ..

 

مرحلة العلاج :

يشعر بعض المرض بقلق وخوف عند بدء العلاج وخصوصاً في الجلسة الأولى .. وهذا القلق أو الخوف طبيعي يزول بسرعة بعد تعود المريض على الجلسات وعلى الفريق المعالج ..

العلاج بالأشعة ليس مؤلماً وهو غالبا ما يستغرق أقل من 15 دقيقة علما بأن معظم هذا الوقت يُستغرق في وضع المريض في نفس الوضعية التي كان عليها عند التخطيط للعلاج .. حيث أن فترة تلقي العلاج ( تشغيل الجهاز) قد لا تستغرق أكثر من 4 دقائق ..

بعد أن يصبح المريض في وضعه الصحيح على سرير العلاج ( نفس الوضعية عند التخطيط ) يوجه الجهاز إلى منطقة العلاج باتجاه معين .. ثم يخرج أخصائي العلاج الإشعاعي من الغرفة لتشغيل الجهاز حيث يكون المريض لوحدة داخل غرفة العلاج وتتم متابعته من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة .. وعليه فمن المهم أن يبقى المريض ساكناً طوال فترة الجلسة ..

غالبا ما يتم علاج الجزء المصاب بتركيز الأشعة عليه من أكثر من اتجاه مثل من اليمين ، من اليسار ومن الأعلى حتى يصل أكبر قدر من الأشعة بدون إلحاق الضرر بالأعضاء المحيطة به ..

الآثار الجانبية:

كما أن الأشعة تقوم بتدمير الخلايا السرطانية فان لها تأثيرات على الخلايا السليمة مما يسبب ظهور بعض الآثار الجانبية. من المهم معرفة أن هذه ، الآثار الجانبية قد يحدث بعض منها لبعض المرضى وقد لا تحدث إطلاقاً منها تهيّج/إحتقان الجلد ، فقدان الشهيه والإرهاق.

التغييرات في الدم :

حدث أحياناً أن تؤثر الأشعة على تعداد كريات الدم والصفائح بالجسم ، وغالباً ما يطلب من المريض عمل فحوصات أسبوعية لتعداد الدم، فإذا ما حدث وانخفض فإن المريض يشعر بإرهاق عام وعليه فقد يكون من الضروري في مثل هذه الحالات إراحة المريض عدد من الأيام حتى يعود تعداد الدم للوضع الطبيعي أو نقل دم لذلك المريض..

العلاج الإشعاعي لمنطقة الرأس والرقبة:

العلاج بالأشعة لمنطقة الفم يجعل الأسنان معرضة للتسوس بشكل أكبر .. لذا من المهم الاهتمام بها خلال وبعد الجلسات.. غالباً ما يطلب من المريض مراجعة طبيب أسنان قبل بدء الجلسات إذا كانت منطقة الفم معرضة للأشعة .. يجب على المريض تنظيف الأسنان في الصباح والمساء وبعد كل وجبه باستعمال فرشاة أسنان ناعمة ومعجون أسنان يحتوى على الفلورايد ..

أ‌) التهاب و/أو تقرّح الفم: بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من بدء العلاج يبدأ الفم بالتقرح حيث أن الغشاء الداخلي المبطن للفم حساس جداً للأشعة، أيضاً الخلايا المنتجة للعاب قد ينخفض أو يتوقف إنتاجها مما يجعل عمليتي مضغ الطعام وبلعه متعبة ومؤلمة وقد يساعد تناول أطعمة لينه مثل الشوربة والبيض المقلي والحليب واللبن ..

من المهم جداً المحافظة على نظافة الأسنان خلال العلاج وحتى وأن كان الفم ملتهباً ، ويجب تنظيف الأسنان باستخدام فرشاة أسنان ناعمة في الصباح والمساء وبعد كل وجبة .. أيضاً يمكن استخدام بيكاربونات الصوديوم كغسول للفم أربع مرات في اليوم على الأقل ..

ب‌) تغيّرات في حاسة التذوق: يلاحظ بعض المرضى تغيّر في حاسة التذوق لديهم بسبب الأشعة من الممكن إضافة نكهات متنوعة للطعام . هذه الحاسة قد تحتاج إلى سنة بعد العلاج لتعود إلى طبيعتها.

ج) جفاف الفم: جفاف الفم بسبب توقف إنتاج اللعاب قد يستغرق أشهراً بعد نهاية العلاج حتى يعود إلى طبيعته مما يجعل عمل البلع مهمة صعبه ، يجب شرب السوائل خلال الأكل حتى تساعد على المضغ والبلع .. أيضاً يمكن إضافة الصلصات الخفيفة والمرق إلى الطعام لتليينه .. ومن الممكن أن يصف الطبيب لعاباً صناعياً إذا استدعى الأمر ذلك ..

د‌) تساقط الشعر : إذا كانت الأشعة تشمل منطقة الرأس (أو الشارب واللحية بالنسبة للرجال) فإن تساقط الشعر يبدأ بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من بدء العلاج .. غالباً ما يكون هذا التساقط مؤقتاً ويبدأ الشعر بمعاودة النمو بعد ثلاثة إلى ستة أشهر من نهاية العلاج الإشعاعي .

العلاج الإشعاعي لمنطقة الحوض:

أ‌) الإسهال : هو أحد الآثار الجانبية لعلاج منطقة الحوض ومن الممكن تخفيف حدته بالابتعاد عن الأطعمة الغنية بالألياف خلال العلاج الإشعاعي مثل الخضر وات والفواكه والخبز الأسمر .. والإكثار من الأطعمة قليلة نسبة الألياف مثل الأرز – المعكرونة- الخبز الأبيض – الدجاج – اللحم .. إذا استدعي الأمر من الممكن أن يصف الطبيب علاج لوقف الإسهال ..

ب‌) التقيؤ أو الإحساس بالرغبة بالتقيؤ: تظهر مثل هذه الآثار على بعض المرض .. وهي عادة تتلاشى بعد نهاية العلاج مباشرة .. ويمكن علاجها بمضاد للغثيان حين حدوثها ..

فقدان الشهية ونقصان الوزن:

فقدان الشهية ونقصان الوزن قد يكون ناتجاً عن الورم أو من العلاج الإشعاعي أو نتيجة الآثار الجانبية للعلاج مثل التهاب الفم عند علاج الرأس أو الإسهال والغثيان عند علاج الحوض.. أياً كان السبب فيجب تجاوزه ، العلاج بالأشعة نفسه مرهق فإذا أضفنا إليه سوء التعدية وخسارة الوزن فإن من الصعب على المريض متابعة مشوار العلاج .. عليه من المهم أن يتناول المريض كميات عاليه من البروتين والسعرات الحرارية .. فهي تعطي القوة على تحمل العلاج وعلى بناء خلايا جديدة ..

يجب على المريض تناول الطعام فور شعوره بالجوع ومن الممكن ان يأكل ستة وجبات صغيرة بدلا عن ثلاث وجبات كبيرة وعليه أن يرفع من السعرات الحرارية بإضافة الزبدة والحليب إلى الأكل وكريمة الصلصة أو الجبنة السائلة إلى الخضراوات ..

تهيج / التهاب الجلد :

الباً ما تصاب منطقة العلاج بالتهاب في الجلد حيث تمر الأشعة عبر الجلد .. وهذه من الآثار التي من غير الممكن تلافيها ولكن يمكن التقليل منها بتجنب استخدام الصابون، مزيلات العرق، العطور أو أي نوع من الكريمات على منطقة العلاج الإشعاعي أيضاً عند غسل منطقة العلاج وتجفيفها يجب أن يتم ذلك بلطف وبدون دعك أو تدليك ..

إذا كان الشعر من ضمن منطقة العلاج فيجب استخدام شامبو غير معطر مثل شامبو الأطفال “جونسون” .. بالنسبة للرجال إذا كان الوجه من ضمن منطقة المعالجة فيجب عدم استخدام موس الحلاقة واستخدام آلة كهربائية للحلاقة وعدم استخدام عطور ما بعد الحلاقة .. أما السيدات فيجب عدم حلق الإبطين أو نتف الشعر إذا كان داخلاً ضمن منطقة المعالجة ..

إرهاق عام:

غالباً ما يشعر المرضى الذين يتلقون علاجاً إشعاعياً بإرهاق عام وخمول وهو طبيعي جداً فعلى الرغم من أن الأشعة لا يشعر بها المريض إلا أن تأثيرها عليه ليس بالأمر الهين .. ولذا ينصح المريض بأن لا يرهق نفسه بأعمال شاقة والخلود إلى الراحة أو النوم متى ما احس بالإرهاق.

الجنس أو العقم:

يس للعلاج الإشعاعي تأثيرات سلبية بالنسبة للجنس بشكل عام سوى في حالة أن المبايض بالنسبة للنساء كانت ضمن منطقة المعالجة والذي يسبب انقطاع الطمث لدى هذه الفئه من النساء، ويكون علاجه بالهرمونات التعويضيه والتي ستساعد على حل هذه المشكلة لكنها لا تحل مشكلة العقم ..

أيضاً يشعر كثير من المرض بعدم الرغبة بالجنس إلا أن الرغبة تعود بعد فترة من انتهاء جلسات العلاج الإشعاعي ..

بالنسبة للعقم فغالباً ليس للعلاج الإشعاعي تأثير على القدرة على الإنجاب إلا إذا كانت المبايض داخلة في منطقة العلاج – كما ذكر سابقاً – أو إذا كانت الخصيتان لدى الرجال من ضمن المنطقة المعالجة وهذا العقم قد يكون مؤقتاً أو مستديماً ..

بالنسبة للرجال فإن الحل في هذه الحالة هو بتخزين كمية من السائل المنوي

عند نهاية الجلسات:

لنتائج الإيجابية للعلاج الإشعاعي تأخذ بعض الوقت لتكون واضحة، بعض المرضى يتوقع أنه سيقوم ببعض الفحوصات الطبية بعد نهاية الجلسات مباشرة لرؤية نتيجة العلاج، إلا أن هذا في الغالب غير مناسب لأن هذا النوع من العلاج – العلاج الإشعاعي – يحتاج إلى وقت يمتد إلى أسابيع حتى نرى تأثيره على الورم ..

ندعو الله أن يمُن بالشفاء العاجل على كل المرضى ..

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *