الغدة التي تفرز مادة الإنسولين

}
الغدة المسؤولة عن إفراز هرمون الأنسولين
البنكرياس هو الغدة المسؤولة عن إفراز هرمون الإنسولين في الجسم، وهي غدة كبيرة الحجم نسبيًا طولها 6-10 بوصات، تقع خلف المعدة في الجزء الأيسر العلوي من البطن، وتقسم إلى جزء عريض يُسمى رأس البنكرياس، ويقع في منتصف البطن في نقطة التقاء المعدة بالأمعاء الدقيقة، والجزء التالي الوسطي هو جسم البنكرياس ثم يليه الذيل الرفيع الذي يمتد إلى يسار البطن، ويعدّ البنكرياس غدة مختلطة؛ إذ أنّها تقوم بدور الغدة القنوية التي تساهم في عملية الهضم، وبدور الغدة الصماء التي تفرز هرمون الإنسولين.
يحتوي البنكرياس على خلايا تسمى جزر لانجرهانز التي تمثل خلايا الغدة الصماء به، ولا تتجاوز 5% من خلايا البنكرياس، وهي المسؤولة عن إفراز هرمونات هامة إلى مجرى الدم مباشرةً، هذه الهرمونات هي هرمون الأنسولين الذي يخفض مستوى السكر في الدم، وهرمون الجلوكاجون الذي يرفع مستوى السكر في الدم. فالبنكرياس يُحافظ على مستوى السكر في الدم بالمستوى المناسب الذي يعدّ ضروريًا لقيام أجهزة الجسم الحيوية بوظائفها مثل؛ الدماغ، والكبد، والكلى، أمّا أجزاء البنكرياس الأخرى، فهي أنسجة الغدة القنوية التي تفرز الإنزيمات الهاضمة مثل؛ التربسين والكيموتربسين، لهضم البروتين، وتفرز إنزيم الأميليز الذي يهضم النشويات، وتفرز هرمون الليباز الذي يهضم الدهون، وتخرج عصارة البنكرياس المحتوية على هذه الإنزيمات عبر قناة البنكرياس التي تتحد مع القناة المرارية لتصب في النهاية داخل الإثنى عشر أيّ أول جزء من الأمعاء الدقيقة.[١]
‘);
}
هرمون الإنسولين
كثيرًا ما نسمع عن هرمون الإنسولين، بالأخص بين مصابي السكري؛ فالإنسولين هرمون بروتيني يُفرزه البنكرياس ويصب مباشرةً في الدم، ويسمح بالاستهلاك الفعّال للسكر الناتج عن تكسير النشويات في تصنيع الطاقة اللازمة للجسم، وعند ارتفاع مستوى سكر الجلوكوز في الدم ويزيد عن حاجة الجسم، يُخزنه البنكرياس في شكل الجليكوجين داخل الكبد ليستهلكه الجسم عند الحاجة بين الوجبات أو عند ممارسة نشاط جسدي إضافي، وكلّما ارتفاع مستوى السكر في الدم، زاد إفراز هرمون الإنسولين؛ لذا فهرمون الأنسولين يقي من الإصابة بارتفاع أو انخفاض مستوى السكر في الدم.[٢]
إذا تعرض البنكرياس لاضطراب أثر على إفرازه الكافي لهرمون الأنسولين بما يحتاجه الجسم يحدث ما يعرف بمرض السكري، وهو مرض شهير شائع له العديد من الأسباب ويعالج بأكثر من طريقة، ومن أشهر طرق علاجه هي الحصول على هرمون الأنسولين الصناعي باستخدام الحقن لتعويض نقصه في الجسم، ولا يمكن تناول الأنسولين في شكل حبوب عن طريق الفم، لأنّها سوف يتكسر، ويهضم بالمعدة كأيّ بروتين، لا يجب حقنه تحت الجلد في الطبقة الدهنية حتى يصل إلى مجرى الدم.[٣]
أنواع هرمون الإنسولين الصناعي
توجد عدة أنواع من هرمون الإنسولين الصناعي تختلف طبقًا لسرعة مفعوله والوقت الذي يحتاجه حتى يصل لأعلى فعالية المعروفة بالذروة وطول مدة فعاليته كما يلي:[٣]
- الإنسولين سريع المفعول: يبدأ عمله بعد 15 دقيقة فقط من حقنه، ويستمر مفعوله من ساعتين لأربع ساعات، وينصح المصاب بتناول الجرعة قبل تناول الوجبة بربع ساعة.
- الإنسولين النظامي قصير المفعول: يبدأ تأثيره بعد نصف ساعة من حقنه، ويبقى تأثيره مدة ثلاث إلى ست ساعات، وهو أكثر الأنواع استقرارًا، ويُحفظ في زجاجة في الثلاجة.
- الأنسولين متوسط المفعول: يصل الدم ويبدأ تأثيره بعد ساعتين إلى أربع ساعات من الحقن، ويستمر مفعوله مدة تصل إلى 12-18 ساعة.
- الإنسولين طويل المفعول: الذي يصل الدم متأخرًا ويظهر تأثيره بطيئًا ويببقى مفعوله طويلًا؛ إذ قد يستمر مدة تصل إلى 24 ساعة أو أطول لذا يُؤخذ مرة واحدة باليوم.
- الأنسولين ممتد المفعول: يصل إلى مجرى الدم بعد ست ساعات، ويستمر مفعوله لأكثر من ست وثلاثين ساعة.
- الإنسولين المختلط: هو خليط من الأنواع السابقة، يصفه الطبيب للمصابين الذين يصعب عليهم سحب الأنسولين بجرعتين من عبوتين مختلفتين.
لا يُأخذ هرمون الأنسولين عمومًا، إلّا بعد وصفه من الطبيب الذي يُحدد النوع والجرعة المناسبة لكل مصاب، والموعد المناسب لكل جرعة. في عام 2015 تم توفير هرمون الأنسولين في شكل استنشاق سريع المفعول يؤخذ في بداية كل وجبة، لكنه لا يغني عن الأنسولين الحقن خاصةً طويل المفعولظ؛ لذا يستخدم المصاب كلا النوعين معًا.[٣]
ويُعدّ هرمون الإنسولين الصناعي علاجًا أساسيًا لمرضى السكري من النوع الأول ولا غنى عنه، لكن ليس كل مرضى السكري من النوع الثاني يحتاجون هرمون الأنسولين للتحكم في مستوى السكر في الدم، بل يكون العلاج في البداية بتنظيم غذاء المصاب وممارسة الرياضة وتناول الأدوية التي تنظم السكر في الدم التي تؤخذ بالفم.[٤]
أمراض الغدة المسؤولة عن إفراز هرمون الإنسولين
يتعرض البنكرياس للعديد من الأمراض والاضطرابات التي تؤثر على قدرته على القيام بوظائفه مثل:[٥]
مرض السكري
مرض السكري نوعان؛ مرض السكري من النوع الأول؛ هو مرض مناعي ذاتي يكون أجسام مضادة، تُهاجم وتُدمر خلايا البنكرياس فتجعلها غير قادرة على إفراز هرمون الإنسولين، أمّا السكري من النوع الثاني؛ فيبدأ عندما تصبح خلايا الجسم والعضلات غير قادرة على التعامل مع السكر بسبب مقاومتها لهرمون الأنسولين، فيستجيب البنكرياس لذلك بإفراز مزيد من الهرمون ومع مرور الوقت يعجز عن إفراز الهرمون ويفقد الجسم قدرته على التحكم في مستوى السكر في الدم.
التهاب البنكرياس
يصاب البنكرياس بالالتهاب عندما تبدأ يحدث انسداد بالقناة الخاصة به بسبب حصوة مرارية أو ورم، فتتراكم العصارة الهاضمة داخل البنكرياس وتبدأ بهضم البنكرياس نفسه. هذا الالتهاب أمر خطير وقد يسبب مضاعفات جانبية خطيرة، وقد يحدث الالتهاب هذا فجأةً ودون سابق إنذار، ويسمى الالتهاب الحاد، ومن أهم أعراضه؛ الشّعور بألم ومغص شديد في البطن، والشعور بالغثيان والرغبة بالتقيؤ، وارتفاع حرارة الجسم. ويخف تأثير الالتهاب الحاد سريعًا وتختفي أعراضه حال الحصول على العلاج المناسب الذي يتضمن قضاء المصاب بضعة أيام في المستشفى للحصول للبقاء تحت مراقبة المختصين من الأطباء، والحصول على محاليل وريدية وأدوية مسكنة ومضادات حيوية، وقد يكون التهاب البنكرياس مزمنًا ينتج عن تكرار نوبات الالتهاب الحاد، ممّا يسبب ضررًا دائمًا للبنكرياس.
يوجد نوع آخر من التهاب البنكرياس خلقيًا يسبب وجود عيب خلقي في البنكرياس أو الأمعاء، ممّا يُسبب نوبات متكررة من التهاب البنكرياس الحاد لدى الشخص قبل بلوغه عمر الثلاثين، فيتحول الالتهاب إلى حالة مزمنة، ويعاني المصاب في هذه الحالة من الألم، وسوء التغذية، والاسهال، ومرض السكري.
سرطان البنكرياس
سبب الإصابة بهذا النوع من السرطان غير معروف لكنه يرتبط كثيرًا بالتدخين والشري المفرط للكحول، ويزيد خطر الإصابة به لدى الأشخاص الذين يعانون من السكري، التهاب البنكرياس المزمن، أمراض الكبد وعدوى المعدة، ولن يسبب سرطان البنكرياس ظهور أعراض إلّا مع تطور المرض وانتشاره خارج البنكرياس، وتتضمن الأعراض الشعور بألم أعلى يسار البطن، اصفرار الجلد والعينين، فقدان الشهية، الغثيان والتقيؤ، ضعف عام وخسارة ملحوظة في الوزن، خروج براز باهت رمادي اللون، يحتوي على نسبة عالية من الدهون، ويكون علاج السرطان بالجراحة أو العلاج الكيماوي أو العلاج الإشعاعي أو مزيج منهم.
المراجع
- ↑“The Pancreas and Its Functions”, columbiasurgery, Retrieved 2019-11-10. Edited.
- ↑ Amy Hess-Fischl (2019-5-28), “What is Insulin?”، endocrineweb, Retrieved 2019-11-10. Edited.
- ^أبت“Insulin Basics”, diabetes, Retrieved 2019-11-10.
- ↑Adam Felman (2018-11-21), “An overview of insulin”، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-10. Edited.
- ↑Peter Crosta (2017-5-26), “Pancreas: Functions and possible problems”، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-10. Edited.
