‘);
}
الغزل عند ابن خفاجة
وردت عند ابن خفاجة مجموعة من القصائد الغزلية لعل من أبرزها:
قصيدة أبشرك أم ماء يسح وبستان
قال الشاعر ابن خفاجة:[١]
أَبِشرُكَ أَم ماءٌ يَسُحُّ وَبُستانُ
-
-
- وَذِكرُكَ أَم راحٌ تُدارُ وَرَيحانُ
-
وَإِلّا فَما بالي وَفَودِيَ أَشمَطٌ
-
-
- تَلَوَّيتُ في بُردي كَأَنِّيَ نَشوانُ
-
وَهَل هِيَ إِلّا جُملَةٌ مِن مَحاسِنٍ
-
-
- تَغايَرُ أَبصارٌ عَلَيها وَآذانُ
-
بِأَمثالِها مِن حِكمَةٍ في بَلاغَةٍ
-
-
- تُحَلِّلُ أَضغانٌ وَتَرحَلُ أَظعانُ
-
وَتُنظَمُ في نَحرِ المعالي قِلادَةٌ
-
-
- وَتُسحَبُ في نادي المَفاخِرِ أَردانُ
-
كَلامٌ كَما اِستَشرَفتَ جيدَ جَدايَةٍ
-
-
- وَفُصَّلَ ياقوتٌ هُناكَ وَمُرجانُ
-
‘);
}
تَدَفَّقَ ماءُ الطَبعِ فيهِ تَدَفُّقاً
-
-
- فَجاءَ كَما يَصفو عَلى النارِ عِقيانُ
-
أَتاني يَرِفُّ النَورُ فيهِ نَضارَةً
-
-
- وَيَكرَعُ مِنهُ في الغَمامَةِ ظَمآنُ
-
وَتَأخُذُ عَنهُ صَنعَةَ السِحرِ بابِلٌ
-
-
- وَتَلوي إِلَيهِ أَخدَعَ الصَبِّ بَغدانُ
-
وَجَدتُ بِهِ ريحَ الشَبابِ لُدونَةً
-
-
- وَدونَ صِبا ريحِ الشَبيبَةِ أَزمانُ
-
وَشاقَ إِلى تُفّاحِ لُبنانَ نَفحَهُ
-
-
- وَهَيهاتَ مِن أَرضِ الجَزيرَةِ لُبنانُ
-
فَهَل تَرِدُ الأُستاذَ مِنّي تَحِيَّةٌ
-
-
- تَسيرُ كَما عاطى الزُجاجَةَ نَدمانُ
-
تَهَشَّ إِلَيها رَوضَةُ الحَزنِ سَحرَةً
-
-
- وَيَثني إِلَيها مِن مَعاطِفِهِ البانُ
-
تَحَمَّلَها حَملَ السَفيرِ بَنَفسَجٌ
-
-
- تَحَمَّلهُ حَملَ السَريرَةِ سَوسانُ
-
قصيدة أفي ما تؤدي الريح عرف سلام
قال الشاعر ابن خفاجة:[٢]
أَفي ما تُؤَدّي الريحُ عَرفُ سَلامِ
-
-
- وَمِمّا يَشُبُّ البَرقُ نارُ غَرامِ
-
وَإِلّا فَماذا أَرَّجَ الريحَ سَحرَةً
-
-
- وَأذكى عَلى الأَحشاءِ لَفحَ ضِرامِ
-
أَما وَجُمانٍ مِن حَديثِ عَلاقَةٍ
-
-
- يَهُزُّ إِلَيهِ الشَيخُ عِطفَ غُلامِ
-
تَحَلَّت بِهِ مابَينَ سَلمى وَمَربَعٍ
-
-
- سَوالِفُ أَيّامٍ سَلَفنَ كِرامِ
-
لَقَد هَزَّني في رَيطَةِ الشَيبِ هَزَّةً
-
-
- أَرَتني وَرائي في الشَبابِ أَمامي
-
فَلَولا دِفاعُ اللَهِ عُجتُ مَعَ الهَوى
-
-
- وَجُلتُ بِواديهِ أَجُرُّ خِطامي
-
وَرُبَّ لَيالٍ بِالغَميمِ أَرِقتُها
-
-
- لِمَرضى جُفونٍ بِالفُراتِ نِيامِ
-
يَطولُ عَلَيَّ اللَيلُ ياأُمَّ مالِكٍ
-
-
- وَكُلُّ لَيالي الصَبِّ لَيلُ تَمامِ
-
وَلَم أَدرِ ما أَشجى وَأَدعى إِلى الهَوى
-
-
- أَخَفقَهُ بَرقٍ أَم غِناءُ حَمامِ
-
إِذا ما اِستَخَفَّتني لَها أَريحِيَّةٌ
-
-
- عَثَرتُ بِذَيلي لَوعَةٍ وَظَلامِ
-
وَخَضخَضتُ دونَ الحَيِّ أَحشاءَ لَيلَةٍ
-
-
- يُخَفِّرُني فيها وَميضُ غَمامِ
-
فَقَضَّيتُها ما بَينَ رَشفَةِ لَوعَةٍ
-
-
- وَأَنَّةِ شَكوى وَاِعتِناقِ غَرامِ
-
وَأَحسَنُ ما اِلتَفَّت عَلَيهِ دُجُنَّةٌ
-
-
- عِناقُ حَبيبٍ عَن عِناقِ حُسامِ
-
فَلَيتَ نَسيمَ الريحِ رَقرَقَ أَدمُعي
-
-
- خِلالَ دِيارٍ بِاللِوى وَخِيامِ
-
وَعاجَ عَلى أَجراعِ وادٍ بِذي الغَضا
-
-
- فَصافَحَ عَنّي فَرعَ كُلِّ بِشامِ
-
مَسَحتُ لَهُ عَن ناظِرِيَّ صَبابَةً
-
-
- وَأَقلِل بِدَمعي مِن قَضاءِ ذِمامِ
-
فَيا عَرفَ ريحٍ عاجَ عَن بَطنِ لَعلَعٍ
-
-
- يَجُرُّ عَلى الأَنداءِ فَضلَ زِمامِ
-
بِما بَينَنا بِالحِقفِ مِن رَملِ عالِجٍ
-
-
- وَفي مُلتَقى الأَرطى بِسَفحِ شِمامِ
-
تَلَذَّذ بِدارِ القَصفِ عَنِّيَ ساعَةً
-
-
- وَأَبلِغ نَداماها أَعَمَّ سَلامِ
-
وَقُل لِغَمامٍ أَلحَفَ الأَرضَ ذَيلَهُ
-
-
- فَلَفَّ فُجاجاً تَحتَهُ بِإِكامِ
-
أَما لَكَ مِن ظِلٍّ يُبَرِّدُ مَضجَعي
-
-
- أَما لَكَ مِن طَلٍّ يَبُلُّ أَوامي
-
وَأَيُّ نَدىً أَو بَردِ ظِلٍّ لِمُزنَةٍ
-
-
- عَلى عَقبِ أَترابٍ رُزِئنَ كِرامِ
-
وَقَفتُ وُقوفَ الشَكِّ بَينَ قُبورِهِم
-
-
- أُعَظِّمُها مِن أَعظُمٍ وَرِجامِ
-
وَأَندُبُ أَشجى رَنَّةٍ مِن حَمامَةٍ
-
-
- وَأَبكي وَأَقضي مِن ذِمامِ رِمامِ
-
قَضوا بَينَ وادٍ لِلسَماحِ وَمَشرَعٍ
-
-
- وَغارِبِ عِزٍّ في العُلى وَسَنامِ
-
وَمُنتَصِبٍ كَالرُمحِ هِزَّةَ عِزَّةٍ
-
-
- وَفَتكَةَ بَأسٍ وَاِستِواءَ قَوامِ
-
وَمُنصَلِتٍ كَالسَيفِ نُصرَةَ صاحِبٍ
-
-
- وَضِحكَةَ بِشرٍ وَاِعتِزازَ مَقامِ
-
وَمُنتَقِلٍ مُستَقبِلٍ كَعبَةَ العُلى
-
-
- يُصَلّي بِأَهليها صَلاةَ زُؤامِ
-
تَهِلُّ لَهُ مِن عِفَّةٍ في طَلاقَةٍ
-
-
- كَأَنَّ بِبُردَيهِ هِلالَ صِيامِ
-
وَما ضَرَّهُ أَن يَستَسِرَّ لِعاتِمٍ
-
-
- إِذا ما بَدا في آخِرٍ بِتَمامِ
-
قصيدة غازلته من حبيب وجهه فلق
قال الشاعر ابن خفاجة:[٣]
غازَلتُهُ مِن حَبيبٍ وَجهُهُ فَلَقُ
-
-
- فَما عَدا أَن بَدا في خَدِّهِ شَفَقُ
-
وَاِرتَجَّ يَعثُرُ في أَذيالِ خَجلَتِهِ
-
-
- غُصنٌ بِعَطفَيهِ مِن إِستَبرَقٍ وَرَقُ
-
تَخالُ خيلانَهُ في نورِ صَفحَتِهِ
-
-
- كَواكِباً في شُعاعِ الشَمسِ تَحتَرِقُ
-
عَجِبتُ وَاعَينُ ماءٌ وَالحَشا لَهَبٌ
-
-
- كَيفَ اِلتَقَت بِهِما في جَنَّةٍ طُرُقُ
-
قصيدة الليل إلا حيث كنت طويل
قال الشاعر ابن خفاجة:[٤]
اللَيلُ إِلا حَيثُ كُنتَ طَويلُ
-
-
- وَالصَبرُ إِلّا مُنذُ بِنتَ جَميلُ
-
وَالنَفسُ ما لَم تَرتَقِبكَ كَئيبَةٌ
-
-
- وَالطَرفُ مالَم يَلتَمِحكَ كَليلُ
-
فَلَقَد خَلَعتَ عَلى الزَمانِ مَحاسِناً
-
-
- تُثنى بِهِ أَعطافُهُ فَيَذيلُ
-
وَلَقَد شَمَلتَ الحَضرَتَينِ بِنِعمَةٍ
-
-
- يَجري الثَناءُ بِوَصفِها فَيُطيلُ
-
فَالصُبحُ ثَغرٌ في جَنابِكَ ضاحِكٌ
-
-
- وَاللَيلُ طَرفٌ في ذَراكَ كَحيلُ
-
وَأَقَمتَ مِن أَوَدٍ هُناكَ وَهَهُنا
-
-
- فَدَفَقتَ آراءً وَأَنتَ جَليلُ
-
وَتَكَشَّفَت لَكَ حالَةٌ عَن غادِرٍ
-
-
- مَلِقٍ وَمرعى الغادِرينَ وَبيلُ
-
فَقَعَدتَ بِالأَعداءِ قِعدَةَ خالِعٍ
-
-
- ثَوبَ العَزازَةِ عَنهُ فَهوَ ذَليلُ
-
وَهَدَدتَ هَضبَةَ عِزِّهِ فَكَأَنَّها
-
-
- نَسفاً كَثيبٌ بِالعَراءِ مَهيلُ
-
فَتَطَوَّقَت بِالهَونِ مِنهُ حَمامَةٌ
-
-
- يَعتادُها تَحتَ الظَلامِ عَويلُ
-
وَأَراهُ صَبوَةَ ماجَناهُ دَهمَةً
-
-
- نَظَرٌ جَزاهُ عَنِ القَبيحِ جَميلُ
-
فَاِعتاصَ مِن لُجٍّ وَأَعتَمَ مَسلَكٌ
-
-
- وَاِلتاثَ مُلتَمَسٌ وَضاقَ سَبيلُ
-
وَوَشى رِداءَ الحَمدِ بِاِسمِكَ خاطِرٌ
-
-
- قَد عاثَ فيهِ السُقمُ فَهوَ كَليلُ
-
فَسَجَعتُ في قَيدِ الشَكاةِ مُغَرِّداً
-
-
- طَرَباً وَلِلطَرفِ الرَبيطِ صَهيلُ
-
المراجع
- ↑“أبشرك أم ماء يسح”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022.
- ↑“أفي ما تؤدي الريح عرف سلام”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022.
- ↑“غازلته من حبيب”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022.
- ↑“الليل إلا حيث كنت طويل”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022.