قانون الذكاء العاطفي:
لقد تغيَّر تعريف الذكاء العاطفي على مر السنين، فالذكاء العاطفي بحسب قاموس كامبريدج هو ببساطة: القدرة على فهمِ كيف يشعر الناس ويتفاعلون، وتوظيف هذه المهارة لإطلاق أحكام جيدة، وتجنُّب المشكلات أو حلها.
على الرغم من ظهور مفهوم الذكاء العاطفي في ستينات القرن الماضي، إلا أنَّه لم يشتهر ولم يُعرَف على نطاق واسع حتى عام 1995، عندما نشر عالِم النفس دانيال غولمان (Daniel Goleman) كتابه “الذكاء العاطفي: لماذا يعد أهم من حاصل الذكاء” (Emotional Intelligence: Why It Can Matter More Than IQ) والذي أصبح من أكثر الكتب مبيعاً.
لكن على مر السنوات، أساء الكثير من الناس تفسير ما توصَّل إليه غولمان (Goleman)، فصحيح أنَّه يزعم أنَّ الذكاء العاطفي قد يمنح الناس ميزةً تنافسية في بيئات معيَّنة؛ إلا أنَّه من الواضح أنَّ معدل الذكاء العاطفي المرتفع لن يؤدي بالضرورة إلى تحصيل أكاديمي أعلى، فهذه الأشياء تعتمد أكثر على معدل الذكاء.
حدَّد غولمان (Goleman) خمس مكونات للذكاء العاطفي هي:
- الوعي الذاتي: القدرة على التعرف إلى عواطفك ودوافعك وفهمِها، وكذلك تأثيرها في الآخرين.
- تحفيز الذات: شغف بالعمل يتجاوز المال والمكانة، مثل: التصور الذاتي لما يهم في الحياة، أو متعة القيام بشيء ما.
- التنظيم الذاتي: إعادة توجيه الدوافع والحالات المزاجية المدمِّرة، والقدرة على التفكير قبل التصرف.
- التعاطف: القدرة على فهم التركيب العاطفي للآخرين، والاستعداد للتعامل معهم وفقاً لاستجابتهم العاطفية.
- المهارات الاجتماعية: تشمل المهارات الاجتماعية الكفاءة في إدارة العلاقات، والقدرة على بناء علاقة مع الآخرين من خلال إيجاد أرضية مشتركة.
شاهد بالفيديو: 6 صفات تدلّ على صاحب الذكاء العاطفي
[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/zRUkWyaoALI?rel=0&hd=0″]
مفهوم الذكاء العقلي:
يلتبس على الناس غالباً التمييز بين مصطلحي القوة الذهنية والصلابة الذهنية، ولكن اعتماداً على كيفية تعريف المرء للصلابة الذهنية؛ فلا بُدَّ من وجود اختلاف.
يُستخدَم مصطلح الصلابة الذهنية عندما يُشار إلى أشخاص مثل: نخبة الرياضيين، أو عناصر الجيش؛ أي الذين يضغطون على أجسادهم إلى أقصى الحدود من خلال ملاحظة مدى الألم الذي يمكِنهم تحمُّله، لكنَّ الحياة العملية لا تتطلب قوةً جسدية للاستمرار أو تخويف خصومنا جسدياً؛ لذا فهذا النوع من الصلابة ليس مهارةً لازمة في الحياة العادية.
لا تتعلق القوة الذهنية بالبأس؛ بل بإدراك عواطفك، والتعلم من التجارب المؤلمة، والعيش وفقاً لقيمك.
تتكون القوة الذهنية من ثلاث مكونات رئيسة:
- تنظيم أفكارك: والذي يتضمن معرفة كيفية تدريب ذهنك على التفكير بطريقة مفيدة، وقد يعني ذلك تجاهُل الشك الذاتي أو استبدال النقد الذاتي بالتعاطف مع الذات.
- السيطرة على عواطفك: يتيح لك إدراكك لعواطفك وفهم كيف تؤثر هذه المشاعر في طريقة تفكيرك وتصرفك، وقد يتضمن تقبُّل المشاعر – حتى المزعجة منها – أو قد يتعلق بالتصرف خلافاً لعواطفك إن لم تُحقِّق الفائدة المرجوة.
- السعي إلى تحقيق الإنتاجية: إنَّ اختيار أداء عمل يحسِّن حياتك، حتى عندما تواجه صعوبةً مع الدافع أو الصبر، هو الركيزة التي تُبنَى عليها القوة الذهنية.
ما الفرق بين الذكاء العاطفي والذكاء العقلي:
الذكاء العاطفي جزء من القوة الذهنية، لكنَّ القوة الذهنية تتخطى العواطف، وتعالج الأفكار والسلوكات التي تؤثر في نوعية حياتك بأسرها.
تتضمن القوة الذهنية تطوير العادات اليومية التي تشحذ الذهن، والتخلي عن العادات السيئة التي تعيق تقدُّمك. ولحسن الحظ، يمكِن لأيِّ شخص تعزيز ذكائه العاطفي وبناء القوة الذهنية، حيث ستمنحك هذه المهارات الفائدة على المستوى المهني والشخصي.
المصدر