القنطرة بعد الصراط هي

القنطرة بعد الصراط هي، هل يمكن لأحد الرجوع من القنطرة إلى النار بسبب مظالم العباد، الأحاديث النبوية عن القنطرة بعد الصراط

mosoah

القنطرة بعد الصراط هيالقنطرة بعد الصراط هي

القنطرة بعد الصراط هي ؟ فعن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي اللهُ عنه: أَنَّ رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: “يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا” وردت كلمة القنطرة في هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونظرا لأن هذه الكلمة غير مستعملة بكثرة في اللغة العربية فنتناول من خلال الموسوعة معرفة معنى القنطرة بعد الصراط، أو القنطرة بين الجنة والنار كما وردت عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.

القنطرة بعد الصراط هي

ذكر لفظ القنطرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث شريف، ولكن في النهاية يكون موضع هذه الكلمة في حديث له علاقة بالجنة والنار ويوم الحشر والحساب، إذن فالقنطرة بعد الصراط ما هي؟

  • إن القنطرة في اللغة العربية هي الجسر المتقوس فوق نهر، أو الجسر الذي يعترض مجرى النهر.
  • والصراط هو طريق من صنع الله عز وجل لعباده، ذلك الطريق وضعه الله تبارك وتعالى فوق نار جهنم ليمر عليه كل العباد يوم الحساب، وعلى حسب أعمالهم إما أن يجتازوا هذا الطرق ويصلوا إلى الجنة، أما أن يسقطوا في النار.
  • إذن القنطرة بعد الصراط هي عبارة عن الجسر الذي يمر عليه العباد يوم الحساب ويربط ما بين الجنة والنار، والجدير بالذكر أن أغلب العلماء من السلف تناول مفهوم القنطرة والغرض من موضعها في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي اللهُ عنه، في قوله:
  • “يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا”.
  • فقال ابن التين: (أن القنطرة هي كل ما يتم بناءه على نهر أو وادي).
  • أما القرطبي فقال عن القنطرة: (هي الصراط الثاني).
  • وعن ابن حجر قال: (أن القنطرة هي هي طرف الصراط الذي يلي الجنة).
  • والرأي الآخر لابن حجر عن القنطرة هي: (الطريق ما بين الصراط والجنة).

شرح حديث قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ

إن هناك أكثر من حديث ورد فيه لفظة القنطرة، ولكن ابرز تلك الأحاديث هو، عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي اللهُ عنه، في قوله:

  • “يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا”.
  • إن تفسير جملة (يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ) اختص بالذكر هنا المؤمنون لأنهم هم فقط الذين يمرون على الصراط المستقيم بسلام وباجتياز جهنم، لذلك قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلصون من النار,
  • أما عبارة (فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ) تلك المكان الآمن الذي لا يصل إليه إلا المؤمنون.
  • وقوله صلى الله عليه وسلم (فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا) أي يخلصهم الله عز وجل من أي مظالم أو سيئات كانت لهم في الدنيا، والتي لم تبلغ مقدار محاسنهم.
  • أما عبارة (حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ) إي أن الله عز وجل يضعهم في هذه المكان كي يخلصهم من أي شرور أو غل في قلوبهم حتي يصيروا مؤهلين إلى دخول جنة النعيم.
  • يقول الله عز وجل في الآية رقم 185 من سورة آل عمران: “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ”.
  • أخر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف هو وصف الدار الآخرة في الجنة والنعيم بها ابلغ ما يكون عن نعيم الدنيا.

هل يمكن لأحد الرجوع من القنطرة إلى النار بسبب مظالم العباد

إن يوم الحشر هو يوم الحساب للعباد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ ، وَصِيَامٍ ، وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ”.

  • ومن هذا الحديث يمكننا القول بأن الحشر والحساب للعباد يكون قبل المرور على الصراط، لأن مرور العباد على الصراط كما ذكرنا إنه يحمل احتمالين، الاحتمال الأول وهو دخول الجنة، أو السقوط في جهنم.
  • والجدير بالذكر أن العبد الذي مر بالفعل من على القنطرة بعد الصراط فقد نجا من النار، وأصبح من أهل الجنة، فلا يمكن لأحد الرجوع نت القنطرة إلى النار مجددا بعد أن اجتاز الصراط.
  • فبعد أن يمر العبد من على الصراط فإنه بذلك لن يوجد احتمال لأن يسقط في النار، واليقين الذي أمامه في تلك اللحظة هو دخول الجنة، ولكن قبل أن يدخل إلى الجنة يقف على القنطرة، ومن هذا الموضع يطلعوا على المظالم التي كانت لهم في الدنيا ويقتص الله عز وجل تلك المظالم منهم لكي يؤهلوا لدخول الجنة وليس في قلوبهم غل.
  • فيقول الله تبارك وتعالى في الآية رقم 47 من سورة الحجر: “وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ”.
  • دلالة على ما سبق، فعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنه قال: “إِذَا خَلَصَ المُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ ، حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ ، فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا ، أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الجَنَّةِ ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَأَحَدُهُمْ بِمَسْكَنِهِ فِي الجَنَّةِ: أَدَلُّ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا”.
  • فمن نعم الله عز وجل وفضله علينا أن القنطرة فقط للمؤمنين الصالحين والذين لم تبلغ مظالمهم مقدار حسناتهم في الدنيا، إذن فالقنطرة بعد الصراط هي موضع يقتص فيه الله عز وجل مظالم العباد الصالحين لكي يدخلوا دار الخلد وليس في قلوبهم إلا خيرا.

وإلى هنا عزيزي القارئ نكون قد توصلنا إلى نهاية هذا المحتوى بالإجابة عن سؤال القنطرة بعد الصراط هي؟ حيث توصلنا إلى إنه الموضع الذي يقتص فيه مظالم العباد بعد مرورهم على الصراط المستقيم، تلك الموضع الذي يكون بين النار والجنة، والذي من خلال ينزع الغل من صدور المؤمنين.

المصادر

(1)

Source: mosoah.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *