المغرب: تمديد إجراءات الإغلاق في الدار البيضاء بسبب تزايد الإصابات والخوف من الفيروس يحول دون استفادة المُسنّين من الرعاية الصحية
[wpcc-script type=”18c8a41ec4b1ea420bc48e7c-text/javascript”]

الرباط ـ «القدس العربي»: ما زال التوزيع الجغرافي لحالات الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد في المغرب يكشف عن أن جهة «الدار البيضاء سطات» وحدها تشهد تسجيل نصف حالات الإصابة، ما دفع السلطات المحلية إلى تمديد إجراءات الطوارئ فيها لأسبوعين إضافيين، ومعها انضافت متاعب أخرى إلى المصابين بالفيروس وعائلاتهم، بسبب عدم قدرة المراكز الاستشفائية عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى؛ فضلاً عن المشكلات التي يعانيها العديد من العمال وأصحاب المحال التجارية، فضلاً عن تضرر المواطنين من المواصلات العامة.
وكشفت المعطيات الرسمية، عشية أول أمس الخميس، عن تسجيل 2391 إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة، كما أعلن عن 35 وفاة جديدة، و1421 حالة شفاء إضافية لترتفع الحصيلة الإجمالية للتعافي إلى 104136. وسجلت في جهة «الدار البيضاء سطات» 1250 حالة، من ضمنها 928 حالة في مدينة الدار البيضاء الكبرى وحدها.
صيغة التعليم الحضوري
في ضوء هذا الوضع، قررت السلطات المغربية تمديد العمل لفترة إضافية ثانية بالتدابير التي تم إقرارها في محافظة الدار البيضاء يوم 7 أيلول/ سبتمبر الماضي، لمدة 14 يوماً أخرى، تبتدئ من الإثنين 5 تشرين الأول/ أكتوبر. لكن ذلك لم يمنع من الرجوع إلى اعتماد صيغة التعليم الحضوري في المدارس والثانويات ومؤسسات التدريب المهني العمومية والخصوصية وكذا في المؤسسات التابعة للبعثات الأجنبية، وذلك ابتداء من الإثنين المقبل. وحسب بلاغ لوزارة التعليم، فإن هذا القرار يهم «التلميذات والتلاميذ الذين عبّرت أسرهم عن رغبتها في استفادتهم من هذا النمط التعليمي، بالإضافة إلى الطلبة والمتدربين الذين اختاروا هذا النمط، مع الالتزام التام بالتدابير الاحترازية.
على صعيد آخر، نفى الصيدلي عبد الحفيظ ولعلو، المختص في العلوم البيولوجية والوبائية، أن تكون الأدوية المعتمدة في برتوكول علاج الفيروس مفقودة من السوق المغربية. وأوضح في تصريح لصحيفة «بيان اليوم» أن الأدوية الخاصة بعلاج كورونا أو الإنفلونزا متوفرة في جميع الصيدليات، باستثناء مادة «كلوروكين» التي قامت الدولة بسحبها في وقت سابق وجعلها متاحة في المستشفيات العمومية فقط. في المقابل، شدد الخبير المذكور على أن فقدان بعض الأدوية والمكمّلات كـ «فيتامين س» وغيرها، جاءت في فترات معينة لكن تم تدارك الأمر، مشيراً إلى أن الإشكال في غياب بعض الأدوية قد يرتبط بعدم توفر المختبرات والشركات المصنعة على المواد الأولية التي يتم استيرادها من الخارج، أو بسبب خلل في التوزيع على المستوى المحلي، وكذا السبب الرئيسي والذي يتمثل في تهافت بعض الأشخاص على الأدوية، وأخذ أعداد كبيرة من دواء معين. وقال إن الصيادلة يطالبون في المرحلة الحالية بعودة «كلوروكين» إلى الصيدليات واستئناف بيعها، مع احترام شروط التوزيع والبيع والتقيد بالوصفات الطبية وبكميات محدودة في البيع لتجنب أي خلل في السوق المحلية، لأن الدواء المذكور يستعمل من لدن المرضى المصابين بالملاريا وبعض أنواع الروماتيزم وبعض أمراض الجلد وأمراض أخرى متعددة.
أما على مستوى اللقاح ضد فيروس «كورونا» فإن المغرب ينهج سياسة التعدد من الشركاء لرفع نسبة النجاعة. وفي هذا الصدد، أوضح المصطفى الناجي، مدير مختبر علوم الفيروسات في الدار البيضاء، أن هناك 140 من التجارب في العالم في ما يخص اللقاح ضد كورونا، من بينها 10 في طور متقدم، أي المرحلة الثالثة التي تؤدي بها إلى إنتاج اللقاح، وقال في تصريح لصحيفة «العلم» إن اللقاحات التي هي في طور التقدم يوجد ضمنها اللقاح الذي وقع المغرب اتفاق شراكة بشأنه مع شركة صينية وأخرى مغربية من أجل إنتاج اللقاح الصيني، مضيفاً أنه في الوقت نفسه أبرمت وزارة الصحة المغربية عقداً مع شركة بريطانية سويدية من أجل اقتناء جزء من اللقاح البريطاني، كما جرت مباحثات بين المغرب وروسيا بشأن لقاح «سبوتنيك 5» مشيراً إلى أن الاستراتيجية التي تنهجها بلاده تبقى من الناحية العلمية جيدة وصائبة، وتروم رفع نسبة النجاعة. و كشفت المندوبية السامية للتخطيط، هيئة رسمية للإحصاء والتخطيط، أن الخوف من الإصابة بفيروس «كورونا» يعدّ السبب الرئيسي لعدم ولوج الأشخاص المسنّين لخدمات الرعاية الصحية أثناء فترة الحجر الصحي، حيث تُقدّر نسبتهم بـ (7.30 في المئة). وأوضحت انطلاقاً من بحث ميداني حول أثر كورونا على الوضعية الاقتصادية والاجتماعية والنفسية على الأسر، أن هناك أسباباً أخرى ساهمت في عدم ولوج الأشخاص المسنين للخدمات الرعاية الصحية، مرتبطة جزئياً بالحجر الصحي، مثل نقص المال (9.26 في المئة) ونقص المواصلات العامة (6.21 في المئة). وأضافت الهيئة المذكورة أنه من بين 2.38 في المئة من الأشخاص المسنين، الذين يعانون من أمراض مزمنة، وكان من الضروري لهم إجراء فحص طبي، 44 في المئة لم يتمكنوا من الولوج إلى هذه الخدمات، مضيفاً أن هذا المعدل بلغ 7.36 في المئة بالنسبة للأمراض العابرة. ولفتت الانتباه إلى الانعكاسات السلبية لتلك الأوضاع والمتمثلة في القلق والخوف والسلوك المهووس واضطراب النوم.
كبار السن
وفي هذا الخصوص، دعا سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إلى رفع مستوى الوعي بتأثير جائحة «كورونا» على كبار السن، وكذا على سياسة الرعاية الصحية والتخطيط. وقال خلال إعطاء انطلاقة لحملة توعية لفائدة المسنين، أول أمس الخميس في الرباط، إن جميع الفئات العمرية معرضة لخطر الإصابة بهذه الجائحة، إلا أن المسنين هم الأكثر عرضة، مما يستوجب، أيضاً، رفع مستوى الوعي بالاحتياجات الصحية الخاصة بهم، وزيادة الوعي والتقدير لدور العاملين في المجال الصحي من أجل الحفاظ على صحة كل المواطنين والمواطنات، وعلى رأسهم كبار السن، والنهوض بثقافة التضامن بين الأجيال، مع تعزيز الوعي لدى الأطفال والشباب بضرورة الانخراط في مجال حماية هذه الفئة وتعزيز مكانتهم داخل الأسرة والمجتمع.
يذكر أن أعداد الأشخاص البالغين من العمر 60 سنة فما فوق في تزايد مستمر في المغرب، ويمثلون 11,3 في المئة من مجموع السكان، أي حوالي 4 ملايين فرد سنة 2020 كما أن 57,5 في المئة من المسنين 60 سنة فما فوق مصابون بمرض مزمن واحد على الأقل، منهم 49,3 في المئة مسنّات و65,3 في المئة رجال.