النقد فنٌ ضائع

ينتقد الكثير أفلاماً صدرت حديثاً دون طرح أسباب ملموسة حقيقية تدعم وجهات نظرهم؛ وفي معظم الأوقات، يرى هؤلاء الأشياء من منظور شخصي تبعاً لمشاعرهم الخاصة، بدلاً من تكوين وجهات نظر مختلفة ونقد الفلم نقداً منظَّماً؛ فرغم أنَّ النقد فنّ، إلا أنَّه فن يضيع في بحر من الآراء الشخصية. إليك نصائح لتوجيه عملية النقد البناء، ونصائح أخرى لتلقّي النقد.

Share your love

ينتقد الكثير من هؤلاء أفلاماً صدرت حديثاً دون طرح أسباب ملموسة حقيقية تدعم وجهات نظرهم؛ وفي معظم الأوقات، يرى هؤلاء الأشياء من منظور شخصي تبعاً لمشاعرهم الخاصة، بدلاً من تكوين وجهات نظر مختلفة ونقد الفلم نقداً منظَّماً؛ فرغم أنَّ النقد فنّ، إلا أنَّه فن يضيع في بحر من الآراء الشخصية.

كان “روجر إيبرت” (Roger Ebert) أول ناقد سينمائي يفوز بجائزة بوليتزر (Pulitzer) للنقد، وجائزة بوليتزر للنقد جائزة مرموقة تُمنح منذ عام 1970 للنقاد الذين أبدوا “نقداً متميزاً”؛ وقد فاز إيبرت بسبب منهجه النقدي “النسبي وليس المطلق” في الأفلام.

وبعبارة أخرى، عندَ تقييم إيبرت فيلماً ما، كان يأخذ في الحسبان وجهة نظر جمهوره المُحتمَل إضافةً إلى قيمة الفيلم ككل.

ضرر الآراء المتحيزة:

لدينا جميعاً آراء نود التعبير عنها، ويسهِّل الإنترنت على المزيد من الأشخاص التعبير عن وجهات نظرهم، كما أنَّ هناك العديد من الأشخاص الذين يكونون أكثر ثقافةً أو اطلاعاً من غيرهم، إلا أنَّ هذا لا يعني بالضرورة أنَّ آرائهم محقة؛ ويظل النقد غير موضوعي إذا لم يقدَّم بطريقة مهنية متقنة، وبالتالي فإنَّ التحيز لوجهة نظر معينة سيخيم على معظم الحالات، مما يؤدي إلى طرح وجهة نظر واحدة محدودة.

إنَّ التحيز أمر طبيعي بالنسبة إلينا، وهو أمر يصعب كبح جماحه؛ فمن الناحية العصبية، يمتلك الدماغ قدرة محدودة على معالجة المعلومات، وهذا يعني أنَّ المعلومات التي لدينا أقل صحة من تلك التي ندعي بأنَّنا نعرفها، كما أنَّ لدينا ميلاً إلى تقبُّل المعلومات التي تدعم معتقداتنا فقط، وبالتالي يظهر “الانحياز التأكيدي”، وهذا ما يسمح للكثيرين منا بالدخول في حالة من الافتراض أو الاعتماد على “الحقائق” السائدة التي تدعم معتقداتنا دون التحقق من وجود أدلة غير مؤكِّدة، وفي هذه الحالة، نحن نخلق طريقة تفكير “أنا محق وأنت مخطئ”.

وفي حين قد يبدو الأشخاص الذين يقدمون أفكارهم النقدية غير مؤذين، إلا أنَّ خطر هذه الآراء يكمن في كونها تتسم بالرفض العام لأفكار الآخرين وانعدام المصداقية في المراجعة النقدية. تتلخص الفكرة الرئيسة في أي انتقاد بنَّاء وغير منحاز في إحداث تحسين ما، ولكن إذا لم نكن على يقين ودراية حول الفن الحقيقي الذي يتلخص في توجيه الانتقاد، فإنَّ الناس الذين يتلقون الانتقادات من الممكن أن يرفضوا هذا الفن بسهولة، وألا يستخدموه للعمل على تحسين أنفسهم.

ما هو النقد البنَّاء بالضبط؟

أساس النقد البنَّاء هو النية الإيجابية، وهذا يعني أن يقدَّم كشكل من أشكال التواصل بقصد فهم الآخرين أو مساعدة الآخرين على التحسن وفق توجيهٍ إيجابي؛ وهنا يجب على أي شخص يقدِّم عملاً إبداعيَّاً تقبَّل طرائق التحسين والنمو، فالنقد البناء موجود للسماح للمبدع بالاطلاع على مزيد من وجهات النظر ومساعدته على اتخاذ مجموعة خياراته التالية.

يجب أن يكون النقد البنَّاء موضوعياً، وأن يأتي من فضاء يعتمد وجهات نظر مختلفة، وهذا يعني أن تكون قادراً على إدراك عدم وجود رأي عام واحد، بل الاعتراف بوجود العديد من وجهات النظر الممكنة والقيِّمة التي يجب وضعها في عين الاعتبار.

إنَّ الفهم الكامل لنية العمل الذي تقوم بتكوين نقد حوله مفتاح النقد السليم، ويتطلب ذلك قياس مدى جودة أو سوء شيء ما ومعرفة المقصد الحقيقي وراء ما يحاول مُنشِئ المحتوى الوصول إليه.

وبناءً على ذلك، يصبح احترام وجهات النظر الأخرى أمراً أساسياً، فلا يأتي النقد البناء من منظور ثابت، ولكنَّه يأخذ في الاعتبار الطرائق المختلفة لرؤية شيء ما، والاعتراف بمناهج التفكير الأخرى غير الخاصة بك.

دليل النقد البنَّاء:

ستضيف القدرة على أن تكون ناقداً جيداً فائدة للعالم، وذلك لأنَّك تستطيع تحقيق النمو بشكلٍ حقيقي، وفي حين يكون سماع النقد أمراً صعباً، إلا أنَّك إذا قمت بذلك بعقل متفتح وبطريقة بناءة، فستتمكن حقاً من إضافة قيمة إلى تطورك.

نصائح لتوجيه النقد:

  1. تأكد من فهمك الكامل للنوايا والأهداف الكامنة وراء ما تنظر إليه.
  2. ضع في اعتبارك رأيك الشخصي وأدرك أنَّه لا يحدد جودة شيء ما.
  3. تجنب التركيز على العيوب فقط، وتأكد من إيلاء نفس القدر من الاهتمام للصفات الحسنة؛ فهذا يخلق عنصراً هاماً من التحفيز والتشجيع للشخص الذي يتم انتقاده.
  4. أنصت وتقبَّل ما يُقال قدر الإمكان، فمن الهام الحصول على أكبر عدد ممكن من وجهات النظر لتكوين صورة أكمل.
  5. اطرح أسئلة توضيحية بقصد الفهم الكامل لما يُنقَل إليك، فمن السهل جداً تجاهل آراء الناس وأحكامهم إذا شعرت أنَّها خاطئة، وتأكد من أنَّك تعرف بوضوح ما يقصدونه ثم تعامل مع ما يقولون.
  6. اطلب اقتراحات للتحسين ولكن حافظ على أهدافك الأصلية، فلا تغير مجالات بأكملها لمجرد إبقاء شخصٍ آخر سعيداً، بل اجعلهم يتماشون مع نظرتك ونواياك الأولية.
  7. دع الامور تبقى تحت نطاق السيطرة، واختر شخصاً تعرف أنَّ لديه القدرة على تقديم نقد جيد وبناء. لا يعني هذا أنَّ الشخص الذي تعرفه سيكون متحيزاً تجاهك، ولكنَّه شخص صادق يريد الأفضل لك من حيث التطور والتحسن.

نصائح لتلقي النقد:

في المرة القادمة التي تعطي فيها رأياً، أو تقرأ رأي شخص آخر أو تنتقده، ضع في اعتبارك الخلفية التي يأتي منها هذا الرأي، واسأل نفسك عما إذا كان رأيك أو رأيهم متحيزاً تغذِّيه العاطفة وضيق الأفق، وضع في الاعتبار أكثر من منظور وافهم ما تحاول النوايا الحقيقية نقله إليه.

شاهد بالفيديو: كيف تتقبل النقد وتتعامل مع الانتقادات السلبية في العمل؟

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/hx_XzAt1H04?rel=0&hd=0″]

قد يكون تلقي النقد أمراً صعباً، ولكن احرص على أن يكون صادراً عن مصدر نزيه، وكن منفتحاً على التحسينات لتحقيق تطور إيجابي.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!