بعد اتفاق تاريخي لخفض الإنتاج.. أسعار النفط تقفز وشكوك حول استمرار انتعاش الأسواق

قفزت أسعار النفط صباح الاثنين في الأسواق الآسيوية عقب اتفاق أوبك بلس على خفض تاريخي للإنتاج، في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد، لكن ثمة شكوك بشأن تأثير الاتفاق على الأسواق.

الخام الأميركي انتعش في أعقاب الإعلان عن اتفاق تاريخي لخفض غنتاج النفط (رويترز)

قفزت أسعار النفط صباح الاثنين عقب اتفاق أوبك بلس على خفض تاريخي للإنتاج، في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، وسط شكوك بنتائج الخفض.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت ما يعادل 4.1% لتسجل 32.77 دولار للبرميل بحلول الساعة 05:19 بالتوقيت العالمي بعد أن فتحت على مستوى مرتفع للجلسة عند 33.99 دولار.

كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 4.4 % ليبلغ  23.77 دولار للبرميل بعد أن بلغ المستوى المرتفع 24.74 دولار.

وفي التعاملات الصباحية بالأسواق الآسوية ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة أكثر من 7% ليصل إلى 24.36 دولارا، كما ارتفعت خام برنت بنسبة  4.6%.

وحافظت الأسعار على ارتفاعها بعد الظهر في الأسواق الآسيوية، حيث بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط 23.94 دولاراً (أي بارتفاع 5%)، أما سعر خام برنت فاستمر بالصعود لكن بنسبة 4.2% في تعاملات بعد الظهر، ليبلغ سعر البرميل 32.83 دولارا.

وأعلن تحالف “أوبك بلس” الأحد التوصل إلى اتفاق لإجراء أكبر خفض لإنتاج النفط في التاريخ من أجل وقف انهيار الأسعار، وذلك في أعقاب حرب نفطية بين السعودية وروسيا، قطبي ذلك التحالف.

وقال التحالف إنه اتفق على تقليص الإنتاج بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا (أي بنحو 10% من المعروض العالمي) في شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران المقبلين، وذلك بعد محادثات مطولة على مدى أربعة أيام، وعقب ضغوط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ويعد هذا أكبر خفض لإنتاج النفط العالمي في التاريخ، إذ يفوق أربعة أمثال التخفيضات التي اتفق عليها المنتجون في خضم الأزمة المالية العالمية عام 2008.

كما شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب في مكالمة هاتفية على “الأهمية الكبرى” للاتفاق.

وقال الرئيس ترامب عبر تويتر إن “اتفاق النفط الكبير من أوبك بلس قد أنجز.. سينقذ مئات الآلاف من الوظائف في قطاع الطاقة داخل الولايات المتحدة”.

وفي مكالمة هاتفية أخرى، تحدث ترامب مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورحب الجانبان باتفاق خفض إنتاج النفط.

ووفقا لوكالة الأنباء السعودية، فقد أكد محمد بن سلمان للرئيس ترامب أن التخفيضات المتفق عليها في إنتاج النفط تتناسب مع حجم تداعيات وباء كورونا.

ورحبت كندا كذلك به، معتبرة أن الخفض المرتقب للإنتاج خبر جيد. كما قال وزير النفط العراقي ثامر الغضبان في ساعة متأخرة من مساء الأحد إن الاتفاق على خفض إنتاج النفط الذي توصل إليه اجتماع أوبكبلس سيحقق استقرار السوق.

 شكوك
بالمقابل قال رئيس جمعية البترول اليابانية تاكاشي تسوكيوكا إن اتفاق (أوبك) وحلفائها لخفض إنتاج لم يرق لمستوى توقعات السوق، مما أدى لأن تظل أسعار النفط دون حراك.

وأضاف في بيان اليوم الاثنين “نأمل بأن تواصل أوبك بلس محادثاتها لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط”.

وشكك محللون بنتائج الخفض، وسط قلق بشأن عدم كفاي هذا الخفض لمنع تخمة للمعروض في ظل تهاوي الطلب جراء فيروس كورونا.

 وأشار ستيفن إينيس من “أكسيكورب”، إلى الشكوك التي لا تزال تهيمن بشأن الاتفاق، خصوصاً مع انهيار الطلب بسبب وباء كوفيد-19.

وقال إينيس “المخاوف قائمة بشأن ما إذا كان هذا الاتفاق جاء متأخرا جدا وألا يكون كافيا لوقف انخفاض الأسعار في الأسابيع المقبلة، مع تناقص سعة التخزين”.

من جانبه قال دانيال يرجين نائب رئيس مجلس إدارة آي.اتش.أس ماركت “ما يحققه هذا الاتفاق هو تمكين صناعة النفط العالمية والاقتصادات الوطنية وصناعات أخرى تعتمد عليها من تجنب أزمة عميقة جدا”.

وتابع “هذا يكبح بناء مخزونات مما يخفف الضغط على الأسعار حين تعود الأمور إلى طبيعتها- في أي وقت كان”.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *