وصف عضو “اللجنة الدستورية”، يحيى العريضي، مهمة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير يبدرسون، باستئناف اجتماعات اللجنة، بـ”المهمة الصعبة”، قائلا لـ”عربي21”: إن “المبعوث الأممي أمام نظام يتظاهر بالاهتمام بالعملية السياسية”.
والأربعاء، أكدت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام السوري، أن بيدرسون سيصل إلى دمشق، السبت المقبل، في زيارة تستغرق يومين، مشيرة إلى أن الزيارة تهدف إلى إجراء مباحثات مع كبار المسؤولين في وزارة الخارجية، حول استئناف اجتماعات لجنة مناقشة تعديل الدستور المصغرة.
الزيارة المرتقبة، تأتي بعد تداول أنباء عن امتعاض روسي من التصريحات الأخيرة لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، حول “اللجنة الدستورية”.
وكان الأسد، قد قال في لقاء مع قناة “زفيزدا” الروسية، إن وفد بلاده لن يناقش أثناء لقاءات اللجنة الدستورية، قضايا تتعلق باستقرار سوريا وأمنها، متهما تركيا بالتدخل في أعمال اللجنة، وهو ما اعتبر نسفا لعمل “اللجنة الدستورية”، رغم أنها شُكلت برغبة روسية.
وعن ذلك، أكد العريضي أن روسيا ممتعضة فعلا من سلوك الأسد، حيال “اللجنة الدستورية”، وتأتي زيارة يبدرسون المرتقبة إلى دمشق في هذا السياق.
وأضاف، أن على روسيا أن تدرك أن من المستحيل الخروج بنتائج لأي عملية سياسية، طالما بقي النظام على عقليته، داعيا روسيا، إلى ممارسة ضغوط على الأسد، لتحقيق اختراق على مسار الحل السياسي.
وحسب العريضي، فإن حالة الاستعصاء التي يشهدها عمل اللجنة والمسار السياسي عموما، سيستمر ما لم يتم التحرك دوليا لإرغام النظام السوري على التوقف عن ممارسات العصابة، معتبرا أن على المجتمع الدولي إلغاء تمثيل النظام السوري في “الأمم المتحدة”.
وعن موعد عقد الجولة المقبلة من محادثات الدستور السورية في جنيف، رجح عضو اللجنة الدستورية، أن يتجاوب النظام، ويرسل وفده إلى جنيف، تحت الضغط الروسي، في النصف الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، القادم.
وتساءل العريضي، لكن هل سيرسل الأسد وفده، ويعاود التعطيل من جديد؟ وتابع: “قد تأتي اللحظة التي يضطر فيها بيدرسون، إلى أن يسمي الأمور بمسمياتها، ونعتقد أن موعد هذه اللحظة سيكون قريبا”.
وحتى الآن، لم يتم تحديد موعد الجولة الرابعة من عمل “اللجنة الدستورية”، وقال المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، في وقت سابق: “ليس لدينا موعد لاجتماع جديد، لكننا سنواصل العمل على هذا الأمر”.
ولم تفض الجولات الثلاث السابقة، وآخرها الجولة الثالثة التي اختتمت أعمالها في 29 آب/ أغسطس الماضي، إلى أي تقدم ملموس، وسط اتهامات للنظام بالتعطيل.