وصمت افتتاحية لصحيفة “التايمز” (The Times) اليمينَ المتطرف الجديد بـ”أجنّة الكراهية” وأنه خطر على المجتمع بالرغم من دهائه الإعلامي وتحركه ضمن القانون.
وقالت الصحيفة البريطانية إن اليمين المتطرف في السياسة البريطانية كان لسنوات عديدة مجموعة هامشية من غير الأسوياء اجتماعيا والمخدوعين الذين أعجبوا بهتلر ورددوا سمومه اللاسامية وشنوا حملة ضد الهجرة، وخاضوا معارك مع اليسار وتعاونوا مع مثيري الشغب في كرة القدم وفازوا بعدد قليل من الأصوات في أي انتخابات.
وتدريجيا، قامت الدولة بقمع تصرفاتهم الغريبة المليئة بالكراهية ومحاكمة أولئك الذين يحرضون على الكراهية العنصرية وحظرت تجمعاتهم وتركت الجماعات المنشقة منهم للقتال فيما بينها.
لكن الأمور تبدو مختلفة إلى حد ما اليوم. فقد عاد اليمين المتطرف منظما من خريجي الجامعات وذوي الدهاء الإعلامي والذكاء في البقاء داخل إطار القانون وتوسيع جاذبيته بمكر.
وأشارت الصحيفة إلى تحقيق أجرته يظهر أن اليمين المتطرف اليوم يرى بريطانيا مستعدة لتلقي رسالته، ألا وهي دولة مستاءة من الأقليات العرقية وغاضبة من التطرف الإسلامي وباحثة عن قيادة قوية وإجابات مبسطة للقضايا المعقدة.
ألمانيا اليوم -بالرغم من بعض الهفوات- على دراية تامة بخطر اليمين المتطرف فيها. وعلى النقيض من ذلك لا تزال بريطانيا تعتبر اليمين المتطرف غير ذي أهمية سياسية
ويظهر التحقيق أيضا أنه مثل التجسيدات اليمينية السابقة في الاتحاد البريطاني للفاشيين أو الحزب الوطني البريطاني، فإن اليمين المتطرف الجديد اليوم معادٍ للسامية بشدة، لكنه وسع كراهيته لتشمل جميع غير البيض وخاصة الجالية المسلمة الكبيرة والمتنامية في بريطانيا.
وأشارت الصحيفة إلى مجموعة يمينية متطرفة جديدة أنشئت عام 2019 تسمى “البديل الوطني” (Patriotic Alternative) وهي تستغل الاستياء المعادي للإغلاق (بسبب جائحة كورونا) بين المراهقين المحبطين في محاولة لتجنيدهم بقضية العنصريين البيض. واعتبرتها من نواح عديدة صورة طبق الأصل من جماعة “المهاجرون” والجماعات الإسلامية المتطرفة الأخرى التي ظل قادتها ضمن القانون لكنهم تبنوا أفكارا جهادية “خبيثة” واستفادوا -مثل اليمين المتطرف اليوم- من وسائل التواصل الاجتماعي ووجهوا جاذبيتهم للمهمشين في عملهم أو المحبطين في حياتهم الخاصة، وفق وصف الصحيفة.
ولفتت التايمز إلى إن ألمانيا اليوم -بالرغم من بعض الهفوات- على دراية تامة بخطر اليمين المتطرف فيها. وعلى النقيض من ذلك، لا تزال بريطانيا تعتبر اليمين المتطرف غير ذي أهمية سياسية.
واختتمت افتتاحيتها بأن الوقت قد حان كي ترى بريطانيا أين يشق اليمين المتطرف طريقه ومن يربح لقضيته في إبقاء بريطانيا بيضاء ومدى استعداد أتباعه لتفجير حانات المثليين أو ضرب الأقليات العرقية أو الإشادة بقتل السياسيين. وحثت على كشف أولئك الذين يستفيدون من دعاة التطرف وضرورة مراقبة القانون الدقيقة لمراكز الكراهية لئلا تهدد وتفسد المجتمع بأسره.