عزز جيش الاحتلال الإسرائيلي، من قواته للمساعدة في عملية البحث المتواصل منذ أربعة أيام عن الأسرى الفلسطينيين الذين تمكنوا من التحرر ذاتيا والخلاص من أكثر السجون الإسرائيلية تحصينا.
وكشف الاحتلال الإسرائيلي فجر الاثنين 6 أيلول/ سبتمبر 2021، عن نجاح ستة أسرى فلسطينيين، معظمهم من أصحاب الأحكام العالية (مؤبدات)، في تحرير أنفسهم من سجن “جلبوع” الذي يوصف إسرائيليا بـأنه “شديد الحراسة”، ما شكل صدمة كبيرة لكافة المحافل الإسرائيلية، وعاصفة داخلية لا تسكن.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلي الرسمي “كان”، أن “الجيش الإسرائيلي عزز من القوات التي تساعد الشرطة على ملاحقة الأسرى الستة الذين فروا من سجن “جلبوع” شمالا”.
وأعلن جيش الاحتلال، عن تمديد الإغلاق المفروض على الضفة الغربية المحتلة حتى السبت المقبل، وذلك بحثا عن الأسرى الفلسطينيين الستة.
ولفت جيش الاحتلال في بيان، إلى أن قرار تمديد الإغلاق الشامل للضفة الغربية، يأتي بناء على تقييم الوضع الأمني، والجهود المبذولة للعثور على الأسرى “الفارين” من سجن جلبوع.
وكان من المفترض أن ينتهي الإغلاق، الذي بدأ عصر الاثنين بمناسبة عطلة عيد رأس السنة العبرية، منتصف ليل اليوم الأربعاء.
وليل الأربعاء/ الخميس، أفادت وسائل إعلام عبرية بحدوث استنفار عسكري في المياه القريبة من الحدود مع لبنان، شمال الأراضي المحتلة، فيما قال جيش الاحتلال إن ثلاث كتائب قتالية تجري عملية البحث، فضلا عن العديد من الجهات الأمنية والاستخبارية الأخرى.
وأفاد المتحدث بلسان جيش الاحتلال، بأن “ثلاث كتائب من عناصر الجيش، بما فيها عناصر استخباراتية وتكنولوجية تقوم بأعمال التمشيط والبحث عن الأسرى”، وذلك إلى جانب طائرات هليكوبتر، وطائرات مسيرة، إضافة إلى مئات الحواجز والوسائل التكنولوجية التي تساعد في عملية البحث التي وصفت في الإعلام العبري بأنها “مطاردة خلف المجهول”.
وبالتزامن مع زيادة عدد القوات، فقد نوهت “كان” إلى أن “التحقيق في فرار هؤلاء الأسرى يتشعب، ومن المتوقع أن تحقق الشرطة اليوم تحت طائلة التحذير مع عدد من عناصر مصلحة السجون حول اتخاذهم قرارات غريبة في القضية، ويترأس طاقم التحقيق الليفتنانت كولونيل شلومو ميشولام، رئيس وحدة التحقيقات مع السجانين التابعة للشرطة”.
وزعمت مصادر مطلعة لـ”كان”، أن “لدى الشرطة الإسرائيلية معلومات تعزز الشبهات حول تعاون جهات من داخل السجن في عملية الهروب”.
وفي سياق متصل، أكدت مفوضة مصلحة السجون الجنرال كيتي بيري، أنها لا تنوي الاستقالة من منصبها في أعقاب العملية، وأنها ستواصل قيادة مصلحة السجون الإسرائيلية، منوهة إلى أن “الأسرى السنة، هم من أخطر الأسرى، إذ ليس لديهم ما سيخسرونه سوى حياتهم”، في تلميح واضح لإمكانية تصفيتهم حال العثور عليهم.
وأشارت “كان”، إلى أنه “تقرر استدعاء كبار المسؤولين في سجن “جلبوع” لتقديم إفادات خلال الأيام القريبة في وحدة التحقيقات القطرية مع أفراد مصلحة السجون التابعة للشرطة”.
وخلال مواصلة أجهزة الاحتلال المختلفة عملية البحث والتمشيط عن الأحرار الستة، قام جيش الاحتلال باعتقال عدد من أقارب الأسرى من جنين، بينهم يعقوب نفيعات، والد الأسير مناضل نفيعات من بلدة يعبد، وأيضا شقيق الأسير محمود عارضة من بلدة عرابة، وباسم قاسم عارضة، شقيق الأسير محمد قاسم عارضة.
والأسرى الستة هم: الأسير محمود عبد الله عارضة (46 عاما) من “عرابة/ جنين”، معتقل منذ عام 1996، ومحكوم مدى الحياة؛ والأسير محمد قاسم عارضة (39 عاما) من “عرابة” معتقل منذ 2002، ومحكوم مدى الحياة؛ والأسير يعقوب محمود قادري (49 عاما) من “بير الباشا” معتقل منذ 2003، ومحكوم مدى الحياة أيضا..
والأسير أيهم نايف كمجي (35 عاما) من “كفر دان”، معتقل منذ 2006 ومحكوم مدى الحياة؛ والأسير زكريا زبيدي (46 عاما) من مخيم جنين معتقل منذ عام 2019 ولا يزال موقوفا؛ والأسير مناضل يعقوب انفيعات (26 عاما) من يعبد، معتقل منذ عام 2019.