قال الجيش الأوكراني -اليوم الأحد- إن الأسلحة الجديدة التي تسلّمها من الغرب ستغير المعادلة في جبهة خيرسون الجنوبية التي تسيطر روسيا عليها، في حين ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها دمرت مدافع أميركية في منطقة تشاسوف يار في مقاطعة دونيتسك (شرقي أوكرانيا).
وذكر المجلس العسكري الأوكراني في مقاطعة خيرسون أن الأسلحة الجديدة التي وصلت إلى أوكرانيا بدأت تغير المعادلة في المنطقة، وكان يشير بذلك إلى أسلحة متطورة مثل منظومة “هيمارس” (Himars) الأميركية الصاروخية، ومدافع الهاوتز (Howitzer) الأميركية البعيدة المدى.
ويأتي التصريح عقب استعادة القوات الأوكرانية بلدات وقرى عدة في ريف مدينة خيرسون كانت سيطرت عليها القوات الروسية في بداية الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا.
وفي السياق نفسه، اشترط مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولاك توفر 3 عوامل لإحداث نقطة التحول في الحرب مع روسيا، هي الحصول على مزيد من مدافع هيمارس يمكنها تدمير الخطوط والقواعد الخلفية والخدمات اللوجستية بدقة عالية للقوات الروسية، والحصول على المدفعية الثقيلة على طول الخطوط الأمامية للجبهة بأعداد تسمح بالتكافؤ، بالإضافة إلى توفر مزيد من العربات المدرعة.
وكانت إيرينا فيريشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني وجهت صباح أمس السبت دعوة إلى سكان خيرسون وزاباروجيا، الخاضعتين لسيطرة روسيا، لإخلاء مواقعهم في أسرع وقت ممكن.
البحر الأسود
وغير بعيد عن خيرسون الواقعة على البحر الأسود، قالت كييف إنها تمكنت من فتح ممر للسفن عبر مصب بيستر على البحر الأسود، بهدف العمل على نقل المنتجات الأوكرانية الزراعية لا سيما الحبوب منها.
وأوضح الجيش الأوكراني أن فتح الممر البحري في ظل محاصرة روسيا للموانئ الأوكرانية جاء نتيجة رئيسة لاستعادته جزيرة الثعبان على البحر الأسود.
وقالت إدارة الموانئ البحرية الأوكرانية إن النشاط رجع إلى ممر حركة الشحن عبر قناة الدانوب-البحر الأسود.
وأضافت الإدارة أنه بعد استعادة جزيرة الثعبان (تبعد أكثر من 100 كلم من شواطئ أوديسا)، وتكدس عدد كبير من السفن التي تنتظر المرور عبر قناة سولينا، أصبح من الممكن استخدام مصب بيستر لقناة الدانوب-البحر الأسود من أجل دخول السفن الناقلة للمنتجات الزراعية وخروجها.
قتلى مدنيون
وفي مقاطعة دونيتسك التي تسعى روسيا والانفصاليون الموالون لها للسيطرة على كل أراضيها، قالت هيئة الطوارئ الأوكرانية إن 15 مدنيا قتلوا جراء قصف صاروخي روسي استهدف مبنى سكنيا في بلدة تشاسوف يار في مقاطعة دونيتسك.
وخلف القصف الصاروخي الروسي الليلي أكثر من 20 جريحا، وما زال 24 شخصا تحت الأنقاض بينهم طفل.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق إن ما وصفه بالأعمال الإرهابية الروسية، مثل القصف الصاروخي المستمر على المدن والقرى الأوكرانية المختلفة، لا يمكن أن يتوقف الا بأسلحة حديثة عالية الدقة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت أمس السبت إن قواتها هاجمت تشاسوف يار، وتصر روسيا على أن هجماتها لا تستهدف المدنيين. وأوضحت الوزارة اليوم أنها دمرت مدافع أميركية من طراز “هاوتزر” في منطقة تشاسوف يار، كما أعلنت الوزارة مقتل أكثر من 100 مسلح أوكراني بما في ذلك أفراد من كتيبة “تورنادو” القومية الأوكرانية.
وحسب الوزارة، فإن القوات الروسية قتلت ما يصل إلى 100 جندي أوكراني في هجوم صاروخي استهدف مصنعا للسيراميك في مدينة سلوفيانسك بمقاطعة دونيتسك كانت تستخدمه وحدة للمدفعية الأوكرانية.
وأضافت أنه تم أيضا تدمير نحو 700 قذيفة كان من المقرر استخدامها في راجمات الصواريخ المتعددة “غراد”.
مجلس الدوما
وعلى الصعيد السياسي، قال رئيس مجلس الدوما (البرلمان) الروسي فياتشيسلاف فولودين إن الوضع في أوكرانيا يمكن حله بالوسائل السلمية، لكن ذلك لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة والسياسيين الذين يسيرون على نهجها كرئيس الوزراء البريطاني المستقيل بوريس جونسون، وفق تعبيره.
وأضاف فولودين أن الهدف من الصراع هو إضعاف روسيا، وأن الولايات المتحدة أرادت السيطرة على العالم، كما أشار إلى أن أوروبا تعيش في أزمة تزداد سوءا وأن واشنطن دمرت دول أوروبا القديمة، على حد وصفه.
وعلى صعيد متصل، عبرت وزارة الطاقة الأوكرانية اليوم الأحد عن أسفها لقرار كندا تسليم توربين لألمانيا لتشغيل خط أنابيب الغاز الروسي “نورد ستريم 1″، وذلك رغم العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، وقالت الوزارة إن تسليم التوربين “تعديل لنظام العقوبات وفق أهواء موسكو”. وكان التوربين يخضع للصيانة في منشأة بالقرب من مونتريال في كندا تعود لشركة “سيمنز” الألمانية.
والشهر الماضي بررت شركة “غازبروم” الروسية خفض إمدادات الغاز الطبيعي إلى ألمانيا التي تُعاني أزمة متصاعدة في الطاقة، بحاجتها إلى التوربين.