حقائق مثبتة عن الأطفال المتحولين جنسياً

Share your love

مهما كان موقفك في الجدل الحاصل حول حمامات متحولي الجنس إليك ما يجب أن تعرفه.

قام الرئيس دونالد ترامب بعكس التوجيهات الإدارية لعام 2016 الصادرة عن الرئيس السابق أوباما، والمتعلقة بالسماح للمدارس العامة للأطفال المتحولين جنسياً باستخدام الحمامات، وذلك كلٌّ وفق هويته الجنسية، وقد قسم هذا الموضوع المثير للجدل آراء الكثير من أولياء الأمر والمشرعين في الدولة، ولكن مجموعة واحدة وقفت ضد التوجيهات الأخيرة وهي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، وهي منظمة عضوية مهنية مؤلفة من 66،000 طبيب أطفال.

تقول لين هانت “Lynn Hunt” وهي دكتورة في الطب ورئيسة الأكاديمية الأمريكية لقسم طب الأطفال الذي يعنى بصحة المثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً :” إن الأمر يتعلق برعاية شبابنا”، وأوضحت هانت لموقع الصحة ” Health” أن الأطفال المتحولين جنسياً الذين لا يشعرون بالراحة عند دخولهم الحمامات سيمتنعون عن ذلك نهائياً، وإضافة لكون هذه المسألة مرهقة نفسياً فهي أيضاً تزيد من خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية، فهؤلاء الأطفال شديدو الحساسية وخاصة في المدرسة التي تأخذ حيزاً كبيراً من حياتهم.

إليك خمس حقائق عن الأطفال المتحولين جنسياً من الواجب عليك معرفتها بغض النظر عن وجهة نظرك في هذا الجدل.

1- من غير الواضح كم هو عدد الأطفال الذين يُوصفون بأنهم متحولين جنسياً

استناداً لبيانات جُمعت عام 2014 في استفتاء حكومي، وُجد أن هناك حوالي 1.3 مليون أميركي من البالغين يُعرَّفون بأنهم من متحولي الجنس، ولكن من غير الواضح كم هو عدد الأطفال الذين يُعرَّفون بهوية جنسية مختلفة عن التي عُينت لهم عند الميلاد، وتشير الدكتورة هانت إلى افتقادنا لجزء كبير من البيانات المتعلقة بهذا الموضوع، وذلك لأن الأمر يعود إلى قرار كل ولاية على حدى في حال أرادت إدراج أسئلة متعلقة بالهوية الجنسية في استبياناتها أم لا.

وجدت الاستبيانات المحلية في ماساشوستس (عام 2006)  وفي ويسكونسن (عام 2015) أنه من الطلاب الذين شاركوا بالاستبان يوجد 1.6% إلى 1.5%  تباعاً، ممن يعتبرون أنفسهم متحولين جنسياً، وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها لا تنوي إضافة سؤال حول الهوية الجنسية إلى استطلاعاتها المتعلقة بصحة اليافعين، وذلك إلى ما بعد عام 2019 مما يعني أنه ما تزال تفصلنا سنوات قبل الحصول على بيانات تشمل الدولة ككل حول المتحولين جنسياً الصغار بالسن.

2- تختلف عملية التحول بالنسبة لكل فرد

إن مرحلة التحول هي عملية شخصية بحتة، ويمكن أن تستغرق سنوات، فتقول الدكتورة هانت: ” إن العمر الذي يَفهم فيه المرء نفسه غير ثابت” وتضيف: ” فيمكن لبعض الأطفال التعبير بأنهم يجدون هويتهم الجنسية في جنس مغاير عن الذي عُين لهم يوم الولادة في عمر السنتين إلى ثلاثة سنوات، ولكن بالنسبة للأطفال الآخرين فقد تستغرق هذه المرحلة وقتاً أطول، وخاصة عندما لا يلاقون الدعم للتعبير عن مشاعرهم”، وتتابع الدكتورة هانت بالقول: “إن الأطفال أذكياء ويمكن أن يكبتوا أمراً يعتبرونه مسبباً للخلاف”.

3- هم في الغالب أكثر عرضة للتحرش الجنسي وآثاره الأليمة الطويلة الأمد

بينت الدراسات أن الأطفال المتحولون جنسياً يميلون إلى الشعور بالإكتئاب والقلق أكثر من غيرهم، وإنَّ ما يمكن أن يلعب دوراً في صحتهم النفسية هو ما إذا كانوا يشعورون بأنهم يحظون بالدعم لهويتهم الجنسية أم لا.

في العام الماضي قام العلماء بتحليل بيانات من المركز الطبي لمستشفى سينسيناتي للأطفال ووجدوا أن 63% من المرضى المتحولين جنسياً  ممن تتراوح أعمارهم بين 21 و 22 عام لديهم ماض مليء بالمضايقات، وفي دراسة أجريت عام 2016 ونشرت في المجلة الأمريكية للصحة العامة، وجدت أن حوالي 250 من المراهقين المثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً الذين تعرضوا للتحرش قد عانوا من أضرار نفسية مستدامة بما فيها الاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة.

يقول مؤلف الدراسة بريان موستانسكي “Brian Mustanski” في بيان صحفي: ” لقد ذهلنا لمدى شدة (التحرش) الذي تعرض له بعض هؤلاء الأطفال، والذين كانوا الضَّحية على طول السنوات الأربع في المدرسة الثانوية” وأضاف: ” إذا اختبرت ذلك لعدة سنوات في المدرسة الثانوية فيمكنك أن تتخيل مدى قساوة ذلك”.

4- هم أكثر عرضة لخطر الإقدام على الانتحار

إن المتحولين جنسياً من الأطفال والمراهقين هم أكثر عرضى للإقدام على الانتحار من أقرانهم، ويعود سبب ذلك  في الغالب لتعرضهم للمضايقات وللناس المصابين برهاب التحول الجنسي في مجتمعاتهم، فقد وجدت نفس الدراسة التي أجراها المركز الطبي لمستشفى سينسيناتي للأطفال أن 30% من المتحولين جنسياً الصغار بالسن والذين زاروا المركز الطبي قد حاولوا الإقدام على الانتحار مرة واحدة على الأقل في ماضيهم، بينما يوجد حوالي 42% ذكروا بأن لهم ماض في ممارسة الأذى الشخصي.

إن معدل محاولات الانتحار مرتفع أكثر ب 16.5% بين طلاب الجامعات والكليات المتحولين جنسياً، وذلك استناداً لدراسة أجريت عام 2016 لأكثر من 6000 متحول جنسي، ونشرت الدراسة في مجلة المثلية الجنسية “The Journal of Homosexuality” وهذه المعدلات ارتفعت أكثر بين الطلاب الذين امتنعوا من استخدام الحمامات ( 60.5%) والسكن الجامعي ( 60.6% ) اللذان يتوافقان مع هويتهم الجنسية.

5- دور البيئة المتقبلة في مساعدتهم

تخبرنا الدراسات أن الأطفال المتحولين جنسياً ينجحون أكثر في مجتمع متقبل وداعم، وتقول الدكتورة هانت: “إن النتائج السلبية غير متوقعة بظل دعم المدرسة والعائلة اللذان يشكلان الفرق”، ففي دراسة أجريت عام 2016 في مجلة طب الأطفال “Pediatrics” وجدت أن الأطفال المتحولين جنسياً والذين تحولوا اجتماعياً ( أي الذين غيروا تعابيرهم الجنسية، واختاروا العيش بأسماء جديدة ومظهر مختلف كتغيير تسريحة الشعر والباس ليتناسب مع هويتهم الجنسية) وشعروا بتلقي الدعم لهوياتهم الجنسية، كان معدل الاكتئاب لديهم طبيعي بالإضافة لارتفاع بسيط فقط لمعدل القلق مقارنة بالأطفال الذين تتوافق هويتهم الجنسية مع الجنس الذي عين لهم عند الولادة.

إن البيئة الداعمة تخفِّض أيضاً من نسب محاولات الانتحار، فقد حددت أبحاث عام 2015 المتعلقة بالبالغين المتحولين جنسياً العوامل التي تساعد على حماية الأشخاص المتحولين جنسياً من أفكار الإقدام على الانتحار، بما فيها دعم المجتمع والتقبل الشخصي وقدرتهم على العيش وفقاً لهويتهم الجنسية.

Source: tababah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!