حكم الطواف راكبا لعذر ولغير عذر إن الطواف هو واحد من أهم أركان الحج والعمرة، وبدونه لا يمكن أن تتم مناسك العمرة والحج، يجب القيام به وفقاً لمجموعة من الأحكام والشروط، و يجب على المسلم أن يتعرف عليها وفي هذه المقالة المقدمة لكم من موسوعة سنوضح أحكام الطواف وشروطه.
حكم الطواف راكبا لعذر ولغير عذر
إن جميع علماء الفقه أتفقوا على بعض الأحكام المخصصة للطواف، فقد ذكر الإمام النووي والإمام ابن قدامة أصول الطواف، وفي هذه الفقرة سنوضح لكم الأحكام التي أتفق عليها جمهور العلماء، وسنوضح أهم أقوال العلماء في هذا الخصوص.
- إن ركوب الساعي لعذر لا يوجد فيه أي مانع، وإن السعي الساعي وعمرته تكون سليمة وصحيحة، أما ركوب الساعي لغير عذر جائز و مباح شرعاً فهو عند جمهور الشافعية ممنوع، وعند جمهور العلماء يروا أن الأفضل المشي.
- وقد تحدث الإمام النووي عن ذلك وقال في كتابه “ونقل الماوردي إجماع العلماء على أن طواف الماشي أوْلَى من طواف الرّاكب، فلو طاف راكبًا لعذر أو غيره، صحّ طوافه”.
- وقد قال بن قدامة عن السعي والطواف ما يلي:
- “وَلَا خِلَافَ فِي أَنَّ الطَّوَافَ رَاجِلًا- أي ماشيا- أَفْضَلُ؛ لِأَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَافُوا مَشْيًا، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَيْرِ حَجَّةِ الْوَدَاعِ طَافَ مَشْيًا”.
- وقال ابن تيمة “يَجُوزُ الطَّوَافُ رَاكِبًا وَمَحْمُولًا لِلْعُذْرِ بِالنَّصِّ، وَاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ، وَإِنْ لَمْ يُمْكِنْهُ الطَّوَافُ مَاشِيًا فَطَافَ رَاكِبًا أَوْ مَحْمُولًا: أَجْزَأَهُ بِالِاتِّفَاقِ”.
- قول ابن باز: “من ركب في حال الطواف أو السعي من غير حاجة، الطواف صحيح، والسعي صحيح، لأن النبي طاف وهو صحيح، أما حديث ابن عباس أنه اشتكى فركب، فضعيف، فيه يزيد بن أبي زياد، الصواب أنه ركب لدفع المشقة على الناس لئلا يتأذوا أو يؤذوه”
- باختصار إن كان الشخص مريض أو لديه مرض معين ولا يستطيع أن يمشي يمكن عليه أن يطوف راكباً، وفي حالة إن كان ليس لديه عذر لا يفضل ذلك.
شروط الطواف في الإسلام
إن لكل عبادة لها مجموعه من الشروط يجب أن يراعى المسلم تنفيذها لكي يكون عبادته سليمة، والطواف أيضًا نفس الأمر، وهناك مجموعة من الشروط التي تم ذكرها في السنن النبوية ومن بين هذه الشروط ما يلي:
- يجب على الطائف أن يكون مؤمن بالإسلام فلا يجوز الطواف للكافر، لأن الطواف عبادة للمؤمنين فقط .
- والعقل حيث أن الحنابلة اتفقوا على سلامة القوة العقلية للطائف وهذا ما أجمع به العلماء لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ) رواه البخاري.
- يجب أن يتوقف المسلم سبعة أشواط كاملة، و يجب أن يكون الطواف بجميع البيت، ولا يجوز أن يتم التوافق داخل الحجر ولا يجوز عليه أن يختصر المسافة.
- الطهارة تعتبر واحدة من الشروط، ومن المعروف أنه لا يشترط الطهارة، لكي يكون التوافق صحيحاً، ولكن ذهب أغلب علماء الفقه على أن الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر من النجاسة هو واحد من شروط صحة الطواف.
- ستر العورة لا يجوز الطواف في البيت والعورة مكشوفة وهذا بإجماع جمهور الفقه.
- إتمام الأشواط حيث أن أطواف الأشواط سبعة أشواط فلا يمكن على المسلم أن يترك شوطاً واحداً.
- لا يصح طوافه إن فعل ذلك وفي حالة إن شك الطائف في عدد الأشواط بالأقل أو بالأكثر فليس عليه أن يهتم بذلك حيث قال ابن عثيمين “بعد الفراغ من الطواف، والانصراف عن مكان الطواف، فإن الشك لا يؤثر، ولا يُلتفت إليه، ما لم يتيقّن الأمر”.
- لكي يكون الطواف سليماً يجب أن يبدأ من الحجر الأسود وينتهي الطواف عنده.
- يجب أن يكون البيت على يسار الطائف، وأن يكون طوافه في خارج البيت.
- من سنن الطواف هي استقبال الحجر الأسود والرمل في الأطواف الثلاثة الأولى و استلام الركن اليماني.
هل يجوز الطواف على كرسي
يعتبر هذا السؤال واحد من الأسئلة التي يطرحها الكثير من المسلمين عند إقبالهم على الحج أو العمرة، وفي هذه الفقرة سنوضح لكم حكم الطواف على كرسي.
- أجمع أهل العلم والفقه علي إمكانية الطواف والسعي ماشياً أو جالس على كرسي متحرك، ولا خلاف بين أهل العلم على أن الطواف في المشي أفضل ولكن أجمع الجمهور، إن كان الشخص لديه مرض أو ظرف يجوز له أن يطوف على كرسي متحرك في هذا الوقت.
- حيث أن المريض العاجز سيلاقي من مشقة كبيرة جدًا عند الطواف والسن الكبير له حكمه، وله أن يطوف على كرسي ولكن إن كان المسلم ليس لديه عذر فلا يجوز له أن يطوف على كرسي.
- إن دين الإسلام ليس عسر بل يسره له على المسلمين، فلا حرج إن كان الشخص عجوزاً ولا يقوى على أن يمشي على قدمه، أن يستخدم الكرسي المتحرك.
- ونفس الأمر على الأشخاص العاجزين، ولكن لا يقبل على الشخص السليم المعافى أن يستخدم ذلك الكرسي المتحرك أثناء طوافه.
مناسك الطواف عند المسلمين
هناك مجموعة من المناسك للطواف، وعلى المسلم أن يتعرف عليهم، وأن يلتزم بهم، وفي هذه الفقرة سنقوم بتوضيح أركان الطواف المختلفة، وسنوضح بعض التفاصيل عن الطواف.
- إن الطواف واحد الأركان المهمة والأساسية في الحج والعمرة، وهو عبارة عن سبعة أشواط يقوم بها المعتمر أو الحاج حول الكعبة.
- يبدأ كل شوط منهم أمام الحجر الأسود وينتهي عند وصوله مرة أخرى للحجر الأسود وإن المعتمر يجعل الكعبة على يساره في أثناء طوافه.
- يسن أن يرمل المعتمر في ثلاثة أشواط الأولى والرملة هنا يعني الإسراع في المشي مع تقارب الخطوات مع بعضها.
- يجب أن يقوم الطائف بوضع ردائه تحت كتفه الأيمن ويضع طرفيه على كتفه الأيسر.
- يجوز لمن طاف أن يستلم الحجر الأسود أن يقوم بلمسه بيده ويجب أن يتمكن من ذلك ويقبله عند مروره به، فإن لم يستطيع أن يفعل ذلك يستطيع أن يلمسه بالعصا مثلاً.
- ولا يجوز على المسلم أن يزاحم من أجل ذلك هذا لأنه من الممكن أن يؤذي الآخرين وهذا ما نهى عنه الشرع.
وإلى هنا عزيزي القارئ نكون قد أوضحنا لكم أهم المعلومات المتعلقة ب حكم الطواف راكبا لعذر ولغير عذر ونكون قد ذكرنا مناسك الطواف، وأهم الشروط التي يجب أن يتبعها المسلم أثناء طوافه، ونتمنى أن يكون الموضوع قد نال إعجابكم.