‘);
}
مقدمة عن الإيمان بالقضاء والقدر
إنّ الإيمان بالقضاء والقدر هو التصديق الجازم المنافي للشك والذي تقوم عليه العقيدة الإسلامية، أما القدر فهو يطلق على تقدير الله لما سيكون عليه خلقه، والذي يشمل الكون وما يحويه بحسب ما سبق به علمه واقتضته حكمته، أمَّا القضاء فهو تنفيذ الله لما قدّره، ومصطلحا القضاء والقدر يتضمّنا عنصريّ التقدير والتنفيذ معاً، أي تقدير الله للأشياء قبل حدوثها وإنفاذ هذا التقدير.
ويعتبر الإيمان بالقضاء والقدر واجباً على المسلم، فهو أحد أركان الأيمان التي لا يصحّ إيمان المسلم بدونها، وهناك أدلّة وجوب الإيمان بالقضاء والقدر من القرآن الكريم ومن السنة النبوية، وكذلك من العقل والمنطق، وبالتالي يترتب على سلوك المسلم آثار نتيجة هذا الإيمان.
موضوع عن الإيمان بالقضاء والقدر
فرّق العديد من العلماء بين القضاء والقدر، فقيل إنّ القَدَرَ يكون بِعلم الله -تعالى- للمخلوقات وما سَتكون عليه في المُستقبل، وأمّا القضاء فهو إيجادُ الله -تعالى- للأشياء حسب هذا العلم والإرادة لله -تعالى-، ويرى بعض العُلماء التفريق بينهما بعكس ما سبق، فالقضاء هو علم الله الأزلي بالأشياء التي ستحدث، والقدر إيجاده لتلك الأشياء.
‘);
}
ومن الجدير بالذّكر أنّ الإيمان بالقضاء والقدر تترتب عليه العديد من الآثار التي سيتم بيانها فيما يأتي:
- العلم بأنَّ الله -تعالى- الخالق لِكُلِّ شيءٍ، وأن إرادتهُ ماضيةً في جميع خلقه. الاستقامة على حالٍ واحِدة في السّراء والضّراء، لِقولهِ -تعالى-: (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا* إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا* وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا* إِلَّا الْمُصَلِّينَ)،[١] مما يدفعهُ إلى مواجهة المصاعب والأخطار بثبات، لِعلمه بأنَّ كُلَّ شيءٍ مُقدّرٌ ومكتوب، وأنّهُ بيد الله -تعالى- وحده.
- الإخلاص، وابتغاء وجه الله -تعالى- وحده في جميع الأعمال، والتوكّل على الله وحده الذي يعدّ جوهر العبادة.
- الخوف من الله -تعالى- مع قوّة رجائه، وإحسان الظّنِّ به، والرضا بما يَحصُلُ، والتواضع مهما كان معه من المال، أو القوّة، أو الجاه، لإيمانه أنّ كُلّ ذلك من عند الله -تعالى-، وهو قادرٌ على انتزاعه منه.
- القناعة وعزّة النفس، والبُعد عن الحسد والسخط والاعتراض.
- الإيمانُ بالقضاء والقدر يورث الطّمأنينة والسَّكينة في القلب، واستصغار كُلِّ شيءٍ غير الله -تعالى-، والعلم بقُدرته العظيمة، كما يُعلِّم الإنسان الشُّكر في السّراء والضّراء، ويُربِّيهِ على الصّبر والاحتساب عند المصائب.
- نيْل المُسلم السعادة في الدُنيا والآخرة، وَكسب اليقين، والهِمة العالية، والإرادةَ القويّة.
خاتمة عن الإيمان بالقضاء والقدر
وفي الختام تجدر الإشارة إلى إنّ الإيمان بالقضاء والقدر يعني أن يقوم الإنسان المسلم بالتوكل والعزم لا إلى التواكل في الأمور وعدم السعي لها، وعلى المؤمن الواعي أن يقوم بالأعمال النافعة بجزم وثقة لا أن يقوم بها مترددًا متواكلًا في صحة الإصابة على القدر، فيسعى المرء لكل ما ينفع دينه ومجتمعه وينفعه وبما يعود عليه بالخير بإرادة قوية بلا ذرة عجز أو كسل.
المراجع
- ↑سورة المعارج، آية:19-22