في إطار هذا التوجه اعتمدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية برنامجا خاصا بالنجاعة الطاقية في المساجد، حيث تم تجهيز أزيد من 6000 مسجدا بمعدات النجاعة الطاقية بمختلف جهات المملكة.
ويهدف هذا البرنامج إلى ترشيد استعمال الطاقة بدور العبادة من خلال استخدام المصابيح الاقتصادية والاعتماد على الطاقة الشمسية في تسخين المياه مع تركيب الألواح الكهربائية التي تعمل على تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية.
وتعتبر وزارة الشؤون الإسلامية واحدة من المؤسسات الوزارية التي انخرطت في الاستراتيجية الطاقية للمغرب، حيث تسعى المملكة إلى رفع نسبة الاعتماد على الطاقات المتجددة إلى 52 بالمئة مع حلول العام 2030، إلى جانب تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة إلى 45.5 بالمئة.
مسجد أخضر
ويبلغ عدد المساجد التي تم تجهزها بمعدات النجاعة الطاقية إلى حدود اليوم 6048 مسجدا، فيما ينتظر أن يتم تجهيز 1980 مسجدا إضافيا قبل نهاية سنة 2023.
وأوضح وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد توفيق أنه تم اعتماد برنامج خاص يحمل اسم علامة الجودة “مسجد أخضر” تمنح للمساجد التي تم تزويدها بمعدات النجاعة الطاقية.
وأبرز الوزير خلال مداخلة له بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية) أنه تم لحد الآن تصنيف ومنح هذه علامة “مسجد أخضر” لـ1000 مسجد مجهز بمعدات النجاعة الطاقية.
اقتصاد الطاقة
ويقول مدير مديرية المساجد بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عبد العزيز الدرويش إن تأهيل الطاقة لمساجد المملكة التي يبلغ عددها أزيد من 52 ألف مسجد، يندرج في إطار الاستراتيجية الطاقية الوطنية والسعي نحو مستقبل مستدام للطاقة.
ويضيف الدرويش في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” أن برنامج النجاعة الطاقية في المساجد الذي يستخدم تقنيات تساهم في تخفيض استهلاك الطاقة، يتوخى بلوغ اقتصاد الطاقة بنسبة تبلغ 40 بالمئة من الاستهلاك وهو ما يمثل 46 ألف ميغاواط سنويا ويساهم في الاقتصاد في النفقات.
ويوضح المسؤول بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن تحسين استعمال الطاقة وبلوغ تلك الأرقام بالاعتماد على مصادر طاقة نظيفة سيمكن من الحد من انبعاث 24 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون في الهواء الأمر الذي سيساهم في الحد من التلوث.
ويشير الدرويش، إلى أن هذا البرنامج يهدف إلى تجهيز 12000 مسجد بمصابيح اقتصادية واستخدام الألواح الشمسية في تسخين المياه في 2000 مسجد إلى جانب تزويد 1000 مسجد بألواح كهروضوئية لإنتاج الطاقة الكهربائية.
ويلفت المتحدث إلى أن برنامج النجاعة الطاقية في المساجد يهدف أيضا إلى تكوين العاملين في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمكلفين بتركيب وصيانة المعدات، إلى جانب تكوين وتحسيس الأئمة والمرشدين والمرشدات من أجل العمل على توعية المواطنين بأهمية ترشيد استهلاك الطاقة.
تعميم التجربة
ويؤكد عدد من خبراء البيئة، على أن من شأن مثل هذه البرامج والمبادرات المساهمة في التحسيس بأهمية الترشيد المعقلن للطاقة في مختلف القطاعات الوزارية والمرافق العامة.
يؤكد محمد بن عبو، الخبير في الهندسة البيئية وتغير المناخ، أن برنامج التأهيل الطاقي للمساجد يعتبر من البرامج الطموحة في مجال النجاعة الطاقية بالمملكة.
ويضيف بن عبو في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية” أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تقدم نموذجا يتحدى به على مستوى ترشيد استعمال الطاقة، وهو ما يتماشى مع التزامات المملكة في ما يخص خفض انبعاثات الكربون وتحقيق الانتقال الطاقي.
ويشير الخبير في تغير المناخ، إلى أهمية استفادة مختلف القطاعات الوزارية والمؤسسات العامة من تجربة وزارة الشؤون الإسلامية في استعمال الطاقة النظيفة داخل المؤسسات والمرافق التابعة لها.
ويشدد بن عبو على أن الاعتماد على الطاقات النظيفة لا ينبغي أن يقتصر فقط على الاستخدامات المرتبطة بالإنارة، داعيا إلى توسيع استعمالها لتشمل وسائل النقل المستدام في جميع المصالح الإدارية بمختلف جهات المملكة.