وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية الفريق إيغور كوناشينكوف إن “الأسلحة عالية الدقة للقوات الجوية الروسية وصواريخ كاليبر وجهت ضربات مكثفة على مراكز تدريب وأسلحة بمنطقة تشيرنغوفسكوي، وقرية ستاريتشي بمنطقة لفوف”.
ويهدف هذا التكثيف العسكري بحسب الخبراء والمحللين إلى السيطرة على أكبر مساحة من الأراضي والمدن الاستراتيجية لإنهاء العملية العسكرية وإجبار كييف على التفاوض.
وعقب السيطرة على مدينة سيفيرودونتسك، تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، عددا من وحدات القوات العسكرية الموجودة في أوكرانيا، كما استمع إلى تقارير من القادة حول الوضع الحالي وإجراءات القوات المسلحة الروسية في مناطق العمليات الرئيسية.
سقوط سيفيرودونتسك
وتصدرت المدينة الأحداث خلال الأسابيع الماضية حيث شهدت قتالًا عنيفًا بين الجانبين، ويعد سقوطها أكبر انتصار لروسيا منذ سيطرتها على ميناء ماريوبول الشهر الماضي.
ويمثل ذلك تحولا في ساحة المعركة بشرق أوكرانيا، وهنا يقول أولكسندر فينيسلافسكي، العضو في المركز الوطني الروسي للدراسات العسكرية، إن سيفيرودونيتسك أحد آخر المدن التي تقف في طريق سيطرة روسيا على منطقة دونباس التي تُعد المركز الصناعي لأوكرانيا.
ويُضيف فينيسلافسكي، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن بتحريرها تصبحت كامل أراضي الضفة اليسرى لنهر دونيتس داخل حدود جمهورية لوغانسك الشعبية تحت سيطرة روسيا بالكامل.
ويؤكد العضو في المركز الوطني الروسي للدراسات العسكرية، أن سيفيرودونيتسك التي حاولت كييف عدم سقوطها ودعمها الغرب بالكثير من الأسلحة المتقدمة، تُعد واحدة من 3 مدن يجب على روسيا السيطرة عليها لإحكام قبضتها على دونباس.
وتابع: “ستسعى القوات الروسية بعد إخضاع سيفيرودونتسك للسيطرة على لوغانسك ودونتيسك في المرحلة المقبلة وتعزيز وجودها في المحور الجنوبي الأوكراني أيضًا وليس إخضاع مناطق شرق أوكرانيا فقط.
في السياق ذاته، يؤكد فينيسلافسكي أن الطريق الآن أصبح ممهدا بالكامل لفتح الطريق البري بين الشرق وشبه جزيرة القرم خصوصًا بعد سقوط مدينة ماريوبول جنوب شرقي أوكرانيا الشهر الماضي، مما يُنذر بقرب انتهاء العملية العسكرية وحسمها.
سياسة القصم
دخل الجيش الروسي المرحلة “ب” من العمليات العسكرية في نهاية الشهر الماضي، إثر إعلان التركيز على إقليم دونباس، والانسحاب من مناطق أخرى مثل كييف التي أبدت مقاومة وصفت بالشديدة.
في السياق يقول الباحث المتخصص في الشأن الدولي، ضياء نوح، إن اقتراب سيطرة القوات الروسية بشكل كامل على لوغانسك أمر متوقع بالنسبة إلى سير العمليات العسكرية في الجبهة الأوكرانية خلال الأيام والساعات الأخيرة.
ويرجع ضياء نوح، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، التقدم الأخير إلى اعتماد الجيش الروسي سياسة “القصم” أي إنهاء المعارك بضراوة عسكرية، وبالتالي لم تستطع القوات الأوكرانية أن تتصدى للاجتياح الروسي العسكري والتسليح الجبار رغم العتاد والدعم العسكري الغربي الكبير للجيش الأوكراني.
ويُضيف الباحث ضياء نوح أن القوات الأوكرانية اضطرت للانسحاب أمام الضغط الروسي الكبير على أمل القيام بهجوم مضاد ومحاولة استعادة الأراضي والقرى والمدن التي خسرتها.
كما اعتمدت روسيا خلال الأيام الماضية على تكثيف قصفها المدفعي والصاروخي الذي طال قوات الجيش الأوكراني ومقاتليه أيضًا وإضعاف إمكانياته التسليحية واستهداف مستودعات الذخيرة والأسلحة والوقود والدفاعات الأوكرانية.
وأكد نوح أن روسيا تتطلع لإنهاء المرحلة العسكرية من سياستها تجاه أوكرانيا بنجاح وقطع خطوط الإمداد الأوكرانية القادمة من الغرب؛ لتبدأ مرحلة النشاط السياسي، وبالتالي باتت الولايات المتحدة ودول الغرب الأوروبي تدرك جيدًا حقيقة الأمر العسكري على الأرض في أوكرانيا وأن التفوق الروسي واقع لا مفر منه.
وتوقع الباحث المتخصص في الشأن الدولي، ضياء نوح، سقوط العديد من المدن الأوكرانية بوتيرة أسرع خلال الأيام المقبلة، بعد تعرض كييف لأكبر هزيمة بسقوط سيفيرودونتسك، بجانب سقوط ميناء ماريوبول في جنوب البلاد في مايو الماضي.
وفي ظل التصعيد العسكري لحسم المعارك، استهدفت موسكو للمرة الأولى منذ 3 أسابيع العاصمة الأوكرانية كييف بـ14 صاروخا الأحد، قبل ساعات من افتتاح قمة لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في جنوب ألمانيا.
ومن المقرر أن يشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، بكلمة مصورة في قمة مجموعة السبع، ليطالب مجددا بإرسال أسلحة ثقيلة لمواجهة القوات الروسية.