ورغم ذلك، يرى خبير في قضايا الأمن الدولي في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن شولتز لم يبعد عن سياسة “التوازن” التي يتبعها منذ بدء الحرب كثيرًا؛ لأن هذه أسلحة دفاعية وليست هجومية.
جاء إعلان شولتز عن الخطوة الجديدة في خطابه أمام البرلمان “البوندستاغ”، الأربعاء الماضي، مع تقدم روسيا في دونباس شرقي أوكرانيا، وانتقاد برلين لتأخرها في تسليم الأسلحة الثقيلة؛ حيث قال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئاسة الأوكرانية، إن “بعض الشركاء يتجنبون إعطاء الأسلحة اللازمة خوفًا من التصعيد”.
وعلى مدار 3 أشهر من الحرب، واجهت الحكومة الألمانية انتقادات لاذعة لسياساتها الهادفة لتجنب التأجيج، واعتبرت المعارضة الألمانية وأوكرانيا وبولندا أن موعد منتصف يوليو الذي حددته وزيرة الدفاع لنقل دبابات وقطع ذخيرة لأوكرانيا متأخر للغاية.
السر التغيّر
تعد خطوة تزويد كييف بـ”أنظمة الدفاع الجوي “إيريس- تي” (IRIS-T) تطورًا لافتًا في دعم برلين للقوات الأوكرانية، خاصة أنه أحدث نظام دفاع جوي تمتلكه ألمانيا حيث يبلغ مدى إطلاق صواريخ هذه المنظومة 40 كم.
وتتميز المنظومة بأن البطارية الواحدة يمكن أن تحتوي على 4 مركبات قاذفة، كل واحدة مزودة بقاذف ذي 8 حاويات إطلاق رأسي للصواريخ، لتصل عدد الصواريخ إلى 32 صاروخًا جاهزًا للإطلاق لكل بطارية، وهو ما يجعلها قادرة على التعامل مع كل الأهداف من مقاتلات وصواريخ جوالة وطائرات وذخائر موجهة وطائرات بدون طيار ومروحيات على ارتفاع 20 كم.
ويرى جاسم محمد، الخبير في قضايا الأمن الدولي، أن تسليح أوكرانيا بنظام “إيريس- تي” من الشركة الألمانية “ديل”، والتعهد بتسليم 50 دبابة متطوّرة مضادة للطائرات من طراز “غيبارد” و7 مدافع هاوتزر ذاتية الدفع يصل مداها 40 كم، تغير في موقف شولتز المتحفظ.
ويفسر جاسم محمد أسباب تحول برلين من التحفظ للدعم الواضح، بأن الأمر يتعلق بضغوطٍ على الحكومة من الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض، ووصف المستشار الألماني بـ”المتردد”، وانتقدت رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان ماري أغنيس، ما اعتبرته عدم حسم موقفه.
سياسة التوازن
وردًّا على الانتقادات، أكد شولتز مواصلة الدعم للأوكرانيين، قائلًا: “هدف الحكومة الألمانية هو ألا يكسب بوتن في حرب العدوان التي بدأها ضد أوكرانيا، هدفنا هو أن تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها وتنجح في ذلك”.
ونوه إلى اتفاقه مع هولندا لإرسال 12 مدفع هاوتزر (PzH 2000) إلى كييف، ودعم بلاده لواشنطن في تسليم أوكرانيا قاذفات صواريخ متعددة الإطلاق.
وأصبحت مقولة شولتز “هدفنا ألا يكسب بوتن الحرب” في موضع انتقاد من المعارضة التي تساءلت عن سبب استخدامها بدلًا من قول “الهدف كسب أوكرانيا الحرب”، حسب محمد الذي وصف موقف المستشار الألماني بـ”المتوازن”.
واعتبر محمد أن هذه التصريحات تضع شولتز في الوسط بين كييف وموسكو، لا سيما أنه لا يريد أن يضع نهاية لعلاقاته مع موسكو، حتى لا ينعكس التصعيد على واردات الطاقة الروسية لبرلين.
مسار الحرب
وعن تأثير الأسلحة الألمانية في مسار الحرب، يجد جاسم محمد أن أغلب الأسلحة أسلحة “دفاعية” تسمح للقوات الأوكرانية بتأمين المدن من الضربات الجوية الروسية، وخدمة أوكرانيا للدفاع عن نفسها أكثر من تنفيذ عمليات هجومية ضد روسيا.
ومنذ بدء الحرب 24 فبراير، سلمت برلين كييف 1000 سلاح مضاد للدبابات، و500 سلاح مضاد للطائرات، و14 آلية مدرعة، و9 مدافع هاوتزر.