وفي طلميثة شرق بنغازي، استنفر جهاز الإنقاذ وهيئة السلامة جميع وحداته التي قضت ساعات الليل في إجلاء عدد من العائلات التي حاصرتها المياه في المنازل وبعض المرافق الصحية، فيما دفع الجيش الليبي بوحداته للمساعدة في جهود الإنقاذ، خصوصا بحي المستوصف القديم حيث خرجت استغاثات من العائلات، ودعوات إلى مؤسسات الدولة والمجتمع المدني وحتى أصحاب سيارات الدفع الرباعي للمشاركة في الجهود.
انجراف التربة في طلميثة
وتراكمت المياه كبحيرة صغيرة في مدخل طلميثة القديم، حيث حدث انجراف للتربة والصخور في الطرق غير المعبدة بالمدينة، والتي تفتقر إلى شبكة لتصريف مياه الأمطار، كما أن الخزان الأرضي الموجود بالمدينة لجمع هذه المياه “وصل إلى مستوى سطح البحر”، حسبما أوضح المسؤول المحلي حميد إبراهيم.
وأوضح إبراهيم أنه “لا يمكن توسيع الخزان الأرضي في طلميثة، لأن ذلك سيجعل مياه البحر تندفع إليه تلقائيا، فيما حالت جهود الإنقاذ السريعة من وقوع الكارثة”.
كذلك تأثرت مناطق البيضان شرق أجدابيا، وإلى الجنوب من الجبل الأخضر، وغرب طبرق بتلك الموجة، وأيضا في البريقة حيث سقطت الأمطار بكثافة، وفي جردينة جنوب غرب بنغازي، اندفعت المياه في الأودية، وسط توقعات أن يستمر تأثير الموجة على بنغازي حتى المساء.
أمطار بنسب جيدة
قال المركز الوطني للأرصاد، إن الأمطار هطلت بنسبة جيدة على الجبل الأخضر، حيث تصل درجة الحرارة هناك إلى 11 درجة مئوية، مع انتشار السحب الرعدية وسقوط حبات البرد، وتكون الرياح غربية إلى شمالية غربية، نشطة السرعة، فيما تتراوح درجات الحرارة بباقي مناطق الشرق بين 15 و19 درجة مئوية.
ونتيجة موجة الطقس السيء، قررت هيئة التربية والتعليم في أجدابيا إيقاف الدراسة في الفترة المسائية فقط، حفاظا على سلامة وصحة الطلاب، كما منعت الأمطار من وصول الطلاب إلى مدارسهم في مناطق أخرى.
المنخفض سيؤثر على مصر
بعد تأثير المنخفض الجوي على مناطق شمال شرق ليبيا بالكامل، تحرك إلى مصر، حيث تتوفر جميع العوامل لهطول الأمطار من “تبريد ورطوبة وبخار ماء وسحب استوائية”، كما كشف المختص في علوم الطقس والمناخ أحمد خليل.
وسيبدأ التأثير بمناطق أقصى غرب البلاد باتجاه السلوم، وظهيرها الصحراوي حتى واحة سيوة، وصولا إلى مناطق غرب الإسكندرية، حيث يتوقع هطول أمطار غزيرة، مصحوبة بتساقط البرد الكثيف مع تحرك المنخفض شرقا ليشمل مناطق جديدة، وذلك وفق ما تظهره بيانات استشعار حركة السحب، وفق خليل.