الرد الروسي القوي إجابة عسكرية سريعة على خطة السلام التي اقترحها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وتتضمن تجريد موسكو من كل مكتسبات الحرب، وفق محللين تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”.

وتوقع بعضهم أن هدف روسيا من الهجوم الوصول إلى وضع جديد لأوكرانيا على الخريطة يصعب تغييره في أي مفاوضات.

واقترح زيلينسكي عقد قمة عالمية للسلام في الشتاء تناقش مقترحه لخطة سلام، والتي تتضمن انسحاب القوات الروسية من المناطق التي ضمتها سبتمبر الماضي في إقليم دونباس ومناطق خيرسون وزاباروجيا، إضافة لشبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، ودفع تعويضات، والاعتراف بالمحاكم الدولية.

رفضت موسكو هذه الخطة على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي صرح بأن هذه المقترحات تعني أن كييف “ليست مستعدة للحوار”.

 رد عملي وسريع

الهجوم الكبير، الذي عاجلت به القوات الروسية عدة مدن في أوكرانيا، الخميس، هو الأحدث في سلسلة الضربات التي تستهدف البنية التحتية في جميع أوكرانيا.

وهنا يقول فوروجتسوف ستاريكوف، الباحث الروسي في مؤسسة “فولسك” العسكرية، إن قصف الخميس “رد عملي وسريع” على مقترحات الرئيس الأوكراني، والتي وصفها بـ”الغير منطقية”.

واستدل ستاريكوف، على “قوة الرد” بأن القصف لم يكن على كييف وحدها، بل شمل جميع الجبهات في توقيت واحد، وأدى “لنجاحات عسكرية”، منها حسب رصده:

• بلغت الخسائر الأوكرانية، أكثر من 20 جنديا في اتجاه كوبيانسك، وحوالى 30 جنديا في اتجاه يوجنو دونيتس، وفي دونيتسك، أكثر من 80 جنديا.

• قتلت القوات الروسية أكثر من 70 جنديا من اللواء 95 المحمول جوا التابع للقوات الأوكرانية في اتجاه كراسنوليمان.

• دمرت نظامي مدفعية أميركي الصنع من طراز “M777” في منطقة خاركيف.

• تدمير مجموعتين من “مجموعات التخريب” الأوكرانية في منطقة زاباروجيا.

• إسقاط طائرتين أوكرانيتين طراز “Su-25” و “Su-24” فوق كراسني ليمان وكراماتورسك، وطائرتي هليكوبتر أوكرانيتين طراز Mi-8 في دونيتسك.

• تدمير راجمة صواريخ من طراز منظومة هيمارس الأمريكية الصنع في دونيتسك.

• سيطرت القوات الروسية على خطوط ومواقع جديدة أثناء الهجوم في اتجاه دونيتسك وباخموت.

الهدف الثمين

إن هدف روسيا الثمين الآن هو إجبار كييف على التفاوض طبقا لخريطة المعارك ونتائجها، كما يستشرف السياسي والإعلامي البولندي، كاميل جيل كاتي.

وفي رأيه تتحرك موسكو نحو هذا الهدف بعدة وسائل:

• استهداف مراكز الطاقة بالكامل في كييف وشرق أوكرانيا.

• استمرار قطع الغاز عن أوروبا في ظل التراجع الاقتصادي العالمي.

• تسخير الطقس لخدمة موسكو ميدانيا، ويظهر ذلك في “باخموت”.

• تسخين جبهة القتال جنوب شرق دونباس للسيطرة على باخموت، التي صارت الجبهة الأكثر اشتعالا.

وبالتزامن مع القصف الروسي اندلع قتال عنيف قرب باخموت وأفدييفكا،على طول خط المواجهة في دونيتسك، ولم يتبق سوى قليل من سكان باخموت التي كان تعدادها 70 ألف نسمة قبل الحرب.

“نسف” أوكرانيا من الخريطة

ويتهم السياسي البولندي روسيا بالتصعيد لنسف أي محاولات للتفاوض، ومحاولة إزالة أوكرانيا من الخريطة، وتدمير ممنهج وسريع للبنية التحتية بالكامل.

وكأحد علامات الأزمة، فإن القصف على لفيف، كبرى مدن الغرب الأوكراني،  حرمها من الكهرباء بنسبة 90 في المئة.

وقال رئيس بلدية المدينة أندري سادوفي على “تيلغرام” إن “الترامات والحافلات لم تعد تسير، وقد تنقطع إمدادات المياه”.