تطور ملحوظ للعملية العسكرية التي اقتربت من إنهاء شهرها الخامس، حيث قالت السلطات الأوكرانية، إن 20 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في غارات على مدينة وسط البلاد، الأمر الذي وصفه الرئيس فولوديمير زيلينسكي بـ”العمل الإرهابي السافر على مدينة فينيتسا”.
وأشار الجيش الأوكراني إلى أن “3 صواريخ” استهدفت موقفا للسيارات والمبنى التجاري وسط المدينة، الذي يحتوي على مكاتب وشركات صغيرة.
وأوضح المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، يوري إغنات، أن غواصات في البحر الأسود أطلقت هذه الصواريخ.
بوتن والضوء الأخضر
تغيرات سريعة تشهدها المعارك داخل أوكرانيا، عقب تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الأخيرة، التي أكد فيها أن العملية العسكرية لبلاده “لم تبدأ بعد بشكل جدي”.
وتعليقا على هذه التطورات، قال المحلل العسكري الروسي، ألكسندر أرتاماتوف، إن موسكو “لم تغير استراتيجيتها، بل فقط تركز على الأهداف التي ذكرتها منذ 24 فبراير، لكن التطورات الأخيرة ربما فرضت وقائع جديدة يتم التعامل معها في سياق الخطة الأساسية لا أكثر ولا أقل”.
وأضاف أرتاماتوف في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “استهداف وسط أوكرانيا يأتي في إطار معلومات استخباراتية دقيقة لأهداف مشروعة، كمخازن أسلحة ومراكز تدريب، وليس لمدنيين كما تروج كييف”.
وكانت الضربات الروسية خلال الساعات الماضية بعيدة عن الخطوط الأمامية للجبهة، حيث اتسعت رقعة الصراع حول مناطق جديدة، مثل ميناء ميكولايف الاستراتيجي في الجنوب والقريب من البحر الأسود، الذي كان حتى الخميس هدفا “لضربة صاروخية هائلة”.
وأظهرت الصور التي نشرتها السلطات المحلية الأوكرانية بقايا مبنى دمره القصف، فيما كان عمال البلدية ينظفون الحطام الذي خلفه الهجوم.
في السياق ذاته، دافع أرتاماتوف عن الغارات الروسية التي وصفها بالدقيقة، قائلا: “اتهامات كييف تأتي في سياق الدعاية، فهي من خرقت القانون الدولي من خلال نقض اتفاقية مينسك، ومن يتابع التصريحات العسكرية يعرف أن هناك يوميا مئات الصواريخ المطلقة من جانب كييف على دونباس، لكن المستجدات هي تصريحات قرى ومدن أوكرانية أكدت أنها تعرضت للقصف من قبل الجيش الأوكراني ليتم اتهام الجيش الروسي، وآخر التصريحات خرجت من خاركيف”.
وأضاف المحلل العسكري الروسي: “الأولوية لموسكو في الوقت الراهن ليس احتلال أي جزء من أراضي أوكرانيا، بل تخليص دونيتسك ولوغانسك من عذاب أكثر من 8 سنوات من القصف الممنهج، ولم يعد خافيا على أحد أن كييف تستجدي الغرب علنا لمدها بأسلحة متطورة (ذات مدى بعيد)، مما يفسر اختيارها لمناطق حدودية مع روسيا، مثل بيلغورد وكورسك وغيرها من المناطق الحدودية، حتى المناطق المحررة مثل زابوروجي وخيرسون لم تسلم من الصواريخ الأوكرانية”.
وأشار أرتاماتوف إلى أن “تلك المعطيات تضع هدفا أمام القيادة الروسية لإيقاف تلك الهجمات بأي ثمن، من خلال الإسراع بتحرير دونيتسك أسوة بلوغانسك، لذلك خرجت تصريحات أوكرانية تهدد بقصف جسر شبه جزيرة القرم، مما يعني أن المخططات أكبر من معركة وأكبر من أزمة، وهي تدمير ممنهج بتحريض غربي واضح ضد موسكو”.
“تدمير روسي ممنهج لأوكرانيا”
على الجانب الآخر، يتهم الغرب وواشنطن موسكو باستخدام أسلوب “التدمير الممنهج للبنية التحتية والمرافق في جميع أنحاء أوكرانيا، وليس مناطق القتال التي تتركز في الشرق والجنوب”.
وأكد السياسي والإعلامي البولندي، كاميل جيل كاتي، أن تحركات روسيا “هدفها كسر أوكرانيا عسكريا واقتصاديا، والدليل هو بقاء المعارك الأساسية مركزة في شرق أوكرانيا وفي دونباس، الحوض الصناعي والتعديني الذي توعدت موسكو بالسيطرة عليه بشكل كامل”.
وأضاف لموقع “سكاي نيوز عربية”: “المدة الزمنية للحرب الروسية وضعت بوتن في موقف صعب ومتأزم، والضربات العشوائية على كييف أو وسط أوكرانيا تأتي في إطار التدمير للبنية التحتية، واستغلال تلك الهجمات في تحقيق أي انتصار إعلامي، نظرا لصعوبة المعارك في الشرق والجنوب والمقاومة الأوكرانية الشديدة للغزو الروسي”.
وفي وقت سابق الجمعة، قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن القوات الروسية تتقدم ببطء غربا، في أعقاب قصف وهجمات لجمع المعلومات باتجاه بلدة سيفيرسك في منطقة دونيتسك الأوكرانية، انطلاقا من ليسيتشانسك.
وذكرت الوزارة في نشرة دورية على “تويتر”، أنه “من المرجح أن تكون باخموت الهدف التالي، بمجرد السيطرة على سيفيرسك”.